Date : 19,01,2025, Time : 12:09:37 PM
19162 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 08 ربيع الثاني 1435هـ - 09 فبراير 2014م 03:00 ص

هل تعتذر طهران عن محرقة الأسد؟

هل تعتذر طهران عن محرقة الأسد؟
مصطفى فحص

يواصل الرئيس الإيراني الجديد الشيخ حسن روحاني منذ انتخابه، العزف على وتر المصالحة الثقافية والاجتماعية مع الغرب، وعدم اختصارها في المستوى السياسي، ويعمل وفريقه الحكومي على مخاطبة مشاعر الأوروبيين والأميركيين، في واحدة من أكثر المسائل إلحاحا على الصعيدين الإنساني والأخلاقي، بالنسبة إلى المجتمعات الغربية، فيبدي تعاطفا صريحا مع المأساة اليهودية جراء المحرقة النازية.

في «دافوس» استغل الرئيس روحاني حفاوة المنظمين، وذهب بعيدا في إشارات التحول الإيراني، مواصلا صفعاته السياسية لخصومه في الداخل، التي يقدمها كرسائل إيجابية للخارج، عند رده على سؤال حول الموقف من المحرقة النازية أثناء حديثه لقناة «سي إن إن» الأميركية بقوله «إن كل جريمة ضد الإنسانية بما في ذلك الجريمة التي ارتكبها النازيون بحق اليهود هي ذميمة ومدانة». كلام روحاني الجريء عن المحرقة، يمحو كل ما حاول سلفه الرئيس أحمدي نجاد تكريسه، من نفي وطعن بواقعة تاريخية مسلَّم بحصولها، وإن اختلف الكثيرون على حجمها وتفاصيلها.

وفي ميونيخ سار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على خطى رئيسه، وجهد من أجل التسلل من كل النوافذ والأبواب التي فتحتها اتفاقية جنيف النووية مع دول 5+1، فكان أكثر شجاعة وصراحة حتى من رئيسه، وخاطب الذاكرة الألمانية والأوروبية من على منبرها، حين أكد أنه «ليس لدى بلاده شيء ضد اليهود وأن الدولة تكن لهم احتراما كبيرا داخل إيران، وفي الخارج لا نشعر بأننا مهددون من أحد»، وهو الذي لم يعترض على وجود وزير الدفاع الإسرائيلي في الصف الأول أثناء مشاركته في أعمال مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ، ووصف ظريف المحرقة النازية على قناة «فينكس» الألمانية بأنها كانت «مأساة وحشية ومشؤومة ينبغي ألا تتكرر».

عندما كان الوزير ظريف يخاطب بمودة الغرب والأوروبيين عبر يهود العالم، بكلام يصل إلى السمع الإسرائيلي عن طريق الإعلام الغربي، كانت وسائل إعلام إيرانية وعربية تدور في فلك إيراني آخر، ينتمي إلى ماض ينقرض، مصرة على تغطية المحرقة الأسدية في حلب، مستمرة في تشويه صورة الثورة السورية وتكفيرها، من خلال الخلط المتعمد واللئيم، بين قواها السلمية والإفرازات المتخلفة للنظام عليها، واختراقات القوى المتطرفة لصفوفها، وتحويلها إلى حرب أهلية كما أراد النظام مبكرا، مصورة إياها بأنها إرهاب يهدد العالم، في تقاطع مع قنوات إخبارية عالمية ممولة أو مملوكة من رجال أعمال يهود، لا تختلف مواقفهم السلبية من ثورة الشعب السوري، عن مواقف البعض في طهران.

إن حلب من أقدم المدن المأهولة (القرن السادس ق.م)، وثالث مدن السلطنة العثمانية بعد إسطنبول والقاهرة، قصفها جيش هولاكو المغولي ستة أيام بالمنجنيق قبل احتلالها عام 1260م، وذبح أهلها، ثم دخلها المغول ثانية عام 1271م وفتكوا بأهلها ذبحا وقتلا، إلى أن دخلها تيمورلنك عام 1400م، وأمر بتدمير مساجدها وقلاعها ونفذ جنوده فيها واحدة من أكبر المجازر في تاريخها، وتنقل الكتب التاريخية أن تيمورلنك، أمر ببناء تلة من جماجم المذبوحين الذين زاد عددهم على 20 ألفا.

وفي عصرنا الحديث، زمن الثورة الرقمية، يشاهد العالم بأسره سقوط البراميل المتفجرة فوق رؤوس الأهالي في حلب، لتقتل في أقل من أسبوع قرابة 300 سوري بينهم 75 طفلا، فيما يشبه تكرارا حيا للمذبحة النازية بحق اليهود، التي ما زالت تقض مضاجع الأوروبيين، ولمشاهد المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني عشرات المرات وبحق الشعبين المصري واللبناني وغيرهما.

لقد كانت محرقة حلب أولى بالإدانة في هذه اللحظة التاريخية، وإذا كانت إدانة المحرقة النازية هي الأداة التي تستخدمها القيادة الإيرانية الجديدة، من أجل تحسين صورة إيران في الغرب، وتسريع وتيرة عودة طهران إلى أحضان المجتمع الدولي، وتحقيق مقبولية المؤسسات الدولية لها، فإن تجاهل مجازر حلب وكل المدن السورية، أو الرضا بها أو المشاركة فيها مباشرة أو بالواسطة، نقطة سوداء يصعب محوها والخلاص من تداعياتها.

كابرت إسرائيل طويلا. أنكرت وتنكرت لحق الشعب الفلسطيني، ثم عادت فأذعنت بعد قرابة نصف قرن، ومهما حاولت التهرب من مواجهة الحقيقة فلن تفلح، ولم يفلح أحمدي نجاد في نفيه للمحرقة النازية، فهل تفلح إيران أو بعض إيران في تجاهل حق الشعب السوري في تحقيق حريته وكرامته؟ إن أمام الرئيس روحاني وفريقه الحكومي مهمات كبرى لإنقاذ الدولة الإيرانية، وتفاهماتها المطلوبة مع الجميع والعرب خصوصا.

( المصدر : الشرق الأوسط 2014-02-09 )

 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد