بعد اعتذار اسرائيل عن تصريحات يعلون يتوقع أن يقدم الامريكيون الحساب
تمسكت الدبلوماسية الامريكية أمس بالانشوطة التي أُتيحت لها بتصريحات موشيه يعلون عن جون كيري ولم تُفلتها. فقد ابتعدت عن مواضيع الاختلاف الجوهرية المتعلقة بالتسوية في المستقبل بين اسرائيل والفلسطينيين وحصرت عنايتها في الملاحظات الشخصية عن أن كيري كأنما هو “موسوس″ و”مسيحاني” ومعني في الحاصل بجائزة نوبل للسلام.
ولهذا لم يتخلوا عن أي تفصيل دقيق. وتحدثوا عن أنه كيف نشرت “يديعوت احرونوت” الامر وكيف تأخر بنيامين نتنياهو في رده لا يعلون الذي انتظر الى أن انقشع الغبار. والانطباع هو أنه لو وجد فلسطيني رفيع القدر ايضا يقول مثل هذا الكلام من اجل المعادلة لليّن في الوقت نفسه الطرفين اللذين ما زالا يتحفظان من الوثيقة التي يعدها كيري الآن للقدس ورام الله.
نشر كيري أمس تصريحا موضوعيا في ظاهر الامر لكن الذي يعرف قراءة الانجليزية الامريكية يفهم أنه لم يدع القضية خلفه بل إنه لم يعبر عن رضا عن اعتذار يعلون الذي صيغ بالعبرية والانجليزية بعد تشاور طويل مع نتنياهو. ومن الواضح أن رئيس الوزراء سيضطر الى التدخل وستدعوه واشنطن لدفع الثمن، ربما بتجميد البناء في المستوطنات وقتا ما. وربما بخفض مستوى التصريحات عن المطالب الاسرائيلية وربما بتأجيل بعضها الى مراحل متأخرة من التفاوض.
تعلم السفارة الامريكية في تل ابيب جيدا أن يعلون هو الكابح الرئيس في القيادة الاسرائيلية العليا التي تشتغل بتعقيدات التفاوض. واذا أُتيحت لها فرصة ووجدت لها شركاء يكونون بدائل عن وزير الدفاع فانها ستسعى الى واحد من هذين الامكانين وهما اخراج يعلون من دائرة متخذي القرارات في المستوى الاعلى أو اضعاف مكانته في هذه المجموعة الرفيعة القدر على الأقل.
يتذكر من يعرفون الانجليزية الامريكية جيدا أحداثا كهذه في العلاقات بين الدولتين. إن الولايات المتحدة لم تكف عن مساعدة أمن اسرائيل لكن بعد أن فرضت فقط على اسحق رابين – بخلاف رأي كبار القادة في سلاح الجو – أن يُبعد النجم الطيار أفيئام سيلع عن قيادة قاعدة تل نوف بسبب مشاركته في قضية يونثان بولارد التي عظموها دون أي داع وتناسب.
اذا كانت هذه القضية تُتذكر بأنها صدام مع سلطة القانون الامريكي فانه يُتذكر ايضا كيف أفضى الامريكيون في الصعيد الدبلوماسي الى ابعاد عاموس يارون ويحئيل حوريف عن مواقع رئيسة في جهاز الامن بسبب خلاف في قطع غيار بيعت للصين. إن المغفرة ليست عنصرا بارزا في السلوك الرسمي الامريكي.
يجب الحذر من الوصول الى مثل هذا الموقف. لأن يعلون من الوزراء النافعين في الحكومة الحالية ولأن التصريح المعيب والتقدير الخطأ لنوايا الوسيط ليس سببا لاجتثاث وجود وزير الدفاع في الميدان في وقت يُشتغل فيه بمواضيع حساسة جدا ومهمة. لكن اذا كان يعلون مهما لاسرائيل في هذه الاتصالات التي ستستمر الآن بقوة أكبر فعليها أن تخطو بمبادرة منها ودون انتظار حفز من واشنطن نحو الشخص الذي جعل التوسط بين الاسرائيليين والفلسطينيين مهمة حياته.
( اسرائيل اليوم 17/1/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews