إسرائيل: مشاريع استيطانية جديدة وغالبية كبيرة لا تثق بمساعي كيري
لم تنتظر إسرائيل طويلاً بعد مغادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري المنطقة، الاثنين الماضي، اذ أعلنت أمس رسمياً مشروعها المؤجَّل من أسبوعين، بناء أكثر من 1800 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية، تنفيذاً لقرارها الصيف الماضي إرفاق كل عملية إفراج عن أسرى فلسطينيين بإعلان مشاريع بناء جديدة.
وجاء إعلان وزارة البناء والإسكان عن نشر عطاءات لبناء 1400 وحدة سكنية جديدة بعد أسبوعين على تأكيد نتانياهو نيته استئناف البناء في المستوطنات تزامناً مع الدفعة الثالثة لإطلاق الأسرى، لكنه عدل عن الإعلان عنها تحت ضغط أميركي - أوروبي لتفادي عرقلة الجولة العاشرة التي قام بها كيري في المنطقة الأسبوع الماضي، طالباً من وزير البناء والإسكان إرجاء النشر إلى ما بعد عودة كيري.
وطبقاً لموقع وزارة الإسكان سيتم بناء 600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «رمات شلومو» شمال القدس الشرقية المحتلة، و801 أخرى في مستوطنات مختلفة في الضفة الغربية التي تقع داخل التجمعات الاستيطانية الكبرى التي تطالب إسرائيل بضمها إليها في إطار التسوية الدائمة. ويضاف إلى هذه الوحدات 532 وحدة سكنية جديدة في الأحياء الاستيطانية اليهودية في القدس الشرقية سبق أن نشرت الوزارة عطاءات لبنائها لكن أحداً لم يتقدم في السابق لعروض البناء.
من جهتها، أفادت منظمة «بتسيلم» أنه طبقاً لخطط الجديدة سيتم بناء 1877 وحدة سكنية جديدة. وعقّب الأمين العام لحركة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان ياريف اوبنهايمر على نشر العطاءات الجديدة بالقول إنها أشبه بعملية «جباية ثمن» (اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين) لكن سياسية، مضيفاً أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يدرك تماماً أنه يحرج الرئيس محمود عباس من خلال توسيع البناء في المستوطنات «وما العطاءات الأخيرة سوى سبب لتفجير المفاوضات وهدم جهود كيري».
من جهته، قلّل زعيم الحزب الوسطي «يش عتيد» وزير المال يئير لبيد من وطأة إعلان البناء الجديد بداعي أن الحديث ليس عن عطاءات بناء إنما «إعلان بناء، وهي إعلانات فارغة المضمون»، مضيفاً أن حزبه سيعمل ما في وسعه من أجل أن تبقى هذه الإعلانات «في إطار فكرة سيئة فقط».
في غضون ذلك، دعمت الغالبية الساحقة من الإسرائيليين (73 في المئة) موقف حكومتها عدم التنازل عن بقاء الجيش الإسرائيلي مسيطراً في منطقة غور الأردن كجزء من اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما قال 20 في المئة فقط إنهم مستعدون للتنازل عن مثل هذا المطلب. وأعلنت غالبية أكبر (80 في المئة) أنها لا تثق بأن كيري وبأن مبادرته ستحقق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال 9 في المئة فقط إنهم يعتقدون أن الجهود الأميركية ستسفر عن اتفاق سلام.
وجاء لافتاً أن 53 في المئة من الإسرائيليين يتمسكون بمواقف أشد تطرفاً من حكومتهم اليمينية إذ أعربوا عن معارضتهم اتفاق سلام حتى إن قضى بإبقاء الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية مع تبادل سكان وأراض تشمل نقل السيادة على منطقة «المثلث» إلى الدولة الفلسطينية في حال إقامتها، والاعتراف بيهودية إسرائيل وانسحاب تدريجي من غور الأردن. في حين قال 34 في المئة إنهم سيؤيدون مثل هذا الاتفاق.
( الحياة اللندنية 11/1/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews