المصالحة الفلسطينية مجدداً
تمر القضية الفلسطينية بأحلك مراحلها ظلمة، في ظل هجمة دموية إسرائيلية مسعورة، تستهدف الفلسطينيين على الصعد كافة، وأولها، استهداف حياة الفلسطينيين ووجودهم، وثانيها، جنون استيطاني سرطاني يلتهم ما تبقى من أرض للفلسطينيين، وليس انتهاءً بالعربدة التي يمارسها المستوطنون في الضفة الغربية، والتهويد الذي يتهدد القدس المحتلّة، التي بات تدنيس مسجدها الأقصى المبارك روتيناً يومياً، حيث تنتهك أرضه الطاهرة عصابات عتاة التطرّف من المستوطنين الإرهابيين، وتمارس فيه طقوساً تلمودية، تمهيداً لتقسيمه بقوانين تقوم عليها حكومة الاحتلال، ورأسها بنيامين نتنياهو.
هذه الممارسات الصهيونية لم تكن لتتم لو أن هناك وحدة فلسطينية حقيقية، وترتيباً للبيت الداخلي الفلسطيني في مواجهة محتل غاشم لا يفهم غير لغة القوة، ولا يعرف غير مفردات الغطرسة والإذلال لشعب أعزل إلا من إرادته.
من هنا، فإن الحراك الذي طرأ على ملف المصالحة الداخلية، والتحركات لإنهاء الانقسام وطي صفحته، تتطلّب تنازلات من طرفي الانقسام، حركتي «فتح» و«حماس»، لا تقف عند مصالح داخلية و«مكاسب» آنية على حساب قضية كبرى، قضى آلاف الفلسطينيين من أجلها، وعليه، فإن المطلوب من الطرفين هو العمل بجد على هذا الجانب، وعدم ترك هذا الملف في الأدراج، خاصة أن الحوارات التي احتضنتها القاهرة مطلع العام الماضي، وصلت إلى صيغ مشتركة بين الحركتين، وتوّجت بتوقيع اتفاق لخريطة طريق توصل إلى إعادة اللحمة ولم شمل الوطن الفلسطيني.
لذلك، فإن أسلوب بادرة من هنا، وإجراء من هناك، لن يوصل إلى جبر كسر مضى عليه أكثر من سبع سنوات، لأن الأمر يتطلب نوايا حقيقية في سبيل طي هذا الملف، وتغليباً للمصلحة الفلسطينية العليا على المصالح الحزبية الضيقة، ما يعني العودة للاتفاقات التي وقعت في القاهرة والدوحة، والبدء فوراً في تطبيق بنودها أولاً بأول، وصولاً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات عامة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ليقول الشعب كلمته في هذا الانقسام الذي أنهك الجسد الفلسطيني، وجعله لقمة سائغة للاحتلال وعصاباته.
( المصدر : البيان الاماراتية 8/1/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews