Date : 23,11,2024, Time : 07:20:18 AM
16995 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 03 ربيع الأول 1435هـ - 05 يناير 2014م 02:20 ص

نهاية عصر الذكورية الأمريكية

نهاية عصر الذكورية الأمريكية

الليلة التي انتُخِب فيها باراك أوباما رئيساً في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، كانت تبدو أنها تدشن عهداً جديداً من السياسة التقدمية في الولايات المتحدة. كانت عائلته ذات الصور الرائعة إلى جانبه، عندما صعد أول أمريكي أسود يفوز بسباق إلى البيت الأبيض إلى المسرح في جرانت بارك في شيكاغو، معلنا: "هذا زماننا".

الآن مرت أكثر من خمس سنوات، لم تسِر فيها الأمور على النحو المطلوب تماماً، وأدى هذا إلى جدل كبير حول ما إذا كانت متاعب اليسار الأمريكي علامة على أخطاء الناس في البيت الأبيض، أم دليلا على شراسة الجناح اليميني المعارض، المموَّل جيداً، أم الاثنين معا.

وأشير إلى أن الحاجة تدعو إلى احتساب مجموعة ثالثة في هذه المعادلة: حلفاء أوباما. الرؤساء الأمريكيون الذين طبقوا أجندات تقدمية في الماضي كانوا يتلقون العون من الآخرين في الخارج. كان الناشطون والمثقفون يقدمون التأييد من الأسفل – ومن مكتبات بيع الكتب. لكن أوباما لم يتلقَّ مساعدة تذكر من هذا النوع (حركة "احتلوا وول ستريت" جاءت وذهبت، وكانوا أطفالاً). لم يكن هناك شخص مثل مارتن لوثر كينج في مقابل ليندون جونسون، ولم يكن هناك جون مينارد كينز في مقابل فرانكلين روزفلت. وليس من السهل أن نتخيل أن يخرج أناس مثل هذه الشخصيات إلى حيز الوجود الفعلي. الناس الذين يجدر بهم أن يرتبوا أفعالهم – أو أفكارهم – ستجدهم على الأرجح هذه الأيام وهم يغردون على تويتر، أو يكتبون في مدونات الإنترنت، أو يثرثرون في اللقاءات التلفزيونية، أو ينتجون كتباً "مسلوقة" مثل كتاب مايكل كيميل بعنوان "رجال بيض غاضبون: الذكورية الأمريكية في نهاية عصر"*.

لقد قدم كيميل، أستاذ علم الاجتماع ودراسات النوع في جامعة ستوني بروك في نيويورك، كتابه في الوقت المناسب تماما – بالنظر إلى جميع الرجال البيض الغاضبين بين ظهرانينا في أمريكا. كذلك نية الكتاب واضحة تماماً. ويبدو أن كيميل أقدم على مخاطر شخصية لا يستهان بها للقاء الرجال البيض الأكثر غضباً حتى يتمكن من رواية حكاياتهم إلى الجمهور.

مع ذلك هذا الكتاب ليس فرصة أخرى فُوِّتت في هذا العصر. فهو يشعرك بأنه متسرع، وهو موبوء بالتكرار. ويستشهد المؤلف ببيتي شعر من أغنية بروس سبرينجستين "الأرض الموعودة" (قمتُ بما في وسعي لأن أعيش حسب الطريقة الصحيحة. أصحو كل يوم وأذهب إلى العمل كل يوم) في مقدمة الكتاب وفي فصل لاحق، في طريقه للإشارة إلى الأغنية أكثر من ست مرات. وعلى خلاف سبرينجستين – الذي "تعلم حقائقه بصورة رائعة فعلاً" – يمكن أن يكون كيميل مرتعشاً ومهزوزاً بخصوص حقائقه.

يقول: "هل تذكرون جيم ساسر؟ هذا السيناتور الجمهوري من ولاية تنيسي، إنه شخصية معتدلة بصورة معقولة في مجلس الشيوخ. لقد استُهدِف هذا الشخص من قبل المتطرفين من أقصى اليمين في حزب الشاي، ضمن حزبه هو". لكن كيميل هو الذي لم يتذكر ساسر جيداً. فقد عمل ساسر في مجلس الشيوخ في الفترة من 1977 إلى 1995 عن الحزب الديمقراطي.

ونقطة البداية عند المؤلف تعد نقطة مألوفة عند اليسار. فهو يعتقد أن كثيراً من الرجال البيض المتحركين إلى أدنى هم على حق في غضبهم، لكنهم يلومون الأنواع الخاطئة من الناس (السود واليهود والنساء والشاذين جنسياً) على مشاكلهم. ويضيف إلى هذه القائمة فكرة مشهورة في دراسات النوع: معظم غضب البيض ينبع من فشلٍ في إدراك أن النزعة الأنثوية تحرر الرجال مثلما تحرر النساء – هذا ما يعنيه كيميل بتعبير "نهاية عصر".

لكن مسار كيميل الفكري لديه ميل يؤسف له. فكلما ازداد غضب البيض، يغلب على كيميل أنه يُسحَر به أكثر. ونتيجة لذلك يخصص مساحة ضئيلة للرجال البيض من أتباع حزب الشاي – الذين يلعبون دوراً رئيسياً في السياسة الأمريكية اليوم – يقل كثيراً عن المساحة التي يخصصها للشخصيات الهامشية التي تراوح من دعاة التفوق العنصري الأبيض الذين يملأ الوشم أجسادهم إلى "الذين يطلقون النار في المدارس في حالة من الهياج".

فضلاً عن ذلك، كلما تعمق المؤلف في هذه القلوب السوداء، ازداد احتمال أن يتوه في الطريق. في فقرة توحي بأن ثقافة المعسكرين والإعلام العالمي يلعبان دوراً في حوادث إطلاق النار في المدارس التي يقوم بها طلاب غاضبون، تنقلب الجمل التي يستخدمها كيميل وتتحرك بلا هوادة إلى درجة أن القارئ يجد نفسه يلهث من أجل التقاط أنفاسه.

وهو يبدأ بملاحظة جانب التعقيد ويقول عن إطلاق النار في المدارس: "ربما تكون الحكاية عالمية، لكنها تظل مع ذلك متعلقة إطلاقاً بالنوع، وهذا الانفجار الانتحاري يظل بالتأكيد مجازاً ذكورياً بلا جدال".

بعد هذه الجملة الضخمة، يلقي علينا واحدة أخرى: "ربما يكون من الضروري تحويل إطارنا قليلاً، من أجل إدانة الثقافات ذات الطابع المحلي المغرق في محليته في المدارس والمناطق والاقتصاد السياسي للتدخل النفسي والتواطؤ المؤسسي مع التنمر والتحرش (طالما أن شبابنا هم من يقوم بذلك)".

ثم ينتهي به المطاف حيث بدأ: "مع ذلك، إلى جانب هذا التكرار المحلي تكمن إمكانية حكاية رئيسية عالمية مترامية الأطراف ربما يجد فيها عدد متزايد من الصبيان عزاءً إجرامياً قاتلاً".

وهناك أمور كثيرة يمكن أن تقال عن الرجال البيض الغاضبين في الولايات المتحدة – وربما هناك أمور أكثر يجب القيام بها لمساعدتهم على تهدئة أعصابهم. ربما كان من الممكن أن يقدم كيميل مساعدة أكبر لو أن كتابه ذهب إلى محرر أكثر غضباً.

( المصدر : فايننشال تايمز 2014-01-05 )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد