تحرير السجناء الفلسطينيين وماذا عن تحرير القدس؟
احتفالات تحرير المخربين في القدس لا تختلف عن احتفالات التحرير الفلسطينية في اماكن أخرى. فاحساس الظلم الاخلاقي صحيح هناك وهنا بذات القدر. الخطيئة مشابهة. الفارق الوحيد بين شرقي القدس ومناطق السلطة يوجد في الكلمات وفي التعريفات – في دولة سليمة هذه يفترض أن تكون نتيجة سياسة.
القدس موحدة في نظر الناظر. رؤساء وزراء يحبون الحديث عن وحدة المدينة، معظم الاسرائيليين يحتفلون بوحدتها ويؤمنون بها كحاجة وطنية. الاعلانات موجودة بوفرة، الافعال أقل. اسرائيل لا تبني في شرقي القدس: كل بيت جديد يصبح قضية دولية. كما أن اسرائيل لا تستثمر في السكان العرب في شرقي المدينة. وهي تتركهم للاخرين. شركة الكهرباء الفلسطينية توفر لهم الكهرباء. قضايا التحكيم القضائي تجرى في رام الله. جهاز التعليم هو فلسطيني. الطب، المؤسسات الثقافية وحتى قسم من انفاذ القانون.
أتجول هناك في أحيان قريبة، احاول أن اتعرف ايضا على المناطق البعيدة والبائسة من المدينة. عدم وجود الحكم بارز. في الاحياء العربية خلف الجدار الامني، الواقع أكثر عبثا. فالاتصال الوحيد الذي لدولة اسرائيل مع السكان هو من خلال الجيش، وحتى هذا يتم في احيان بعيدة. محظور على الاسرائيليين الدخول الى هذه الاحياء. ورئيس البلدية محظور من الدخول الى احياء داخل مدينته. فقط الكلمات والاعلانات توحد بين جانبي السور.
لقد ضمت اسرائيل شرقي القدس في 1967، وصادقت على القانون الاساس: القدس عاصمة اسرائيل في 1980. عمليا، في لحظات الازمة يتبين أن ليس العالم فقط يشك في وحدة المدينة بل وحتى حكومة اسرائيل. نحن أنفسنا. في الايام الاخيرة كان يمكن سماع مندوبين من الائتلاف وايلي يشاي من المعارضة يشرحون لماذا سكان شرقي القدس ليسوا مواطنين حقيقيين.
لقد أخطأ يشاي بالنسبة للون هوياتهم (فقد شرح بالبث الحي والمباشر بانها برتقالية). والاخطر من هذا، اخطأ في فهم السياسة الاسرائيلية. آخرون من الائتلاف تظاهروا بالبراءة أو سكتوا على عادتهم، بشجاعة كبيرة.
ان تحرير المخربين من شرقي القدس بدعوى أنهم ليسوا “اسرائيليين” يعرض علينا مشهدا لاذعا. فهو يستوجب منا اجوبة حول ماذا يوجد وماذا لا يوجد. فكيف يمكن الاعلان بان القدس غير قابلة للتقسيم والموافقة على تقسيمها عمليا؟ كيف يمكن القول اننا ضممنا شرقي المدينة، ولكن العرب الذين يسكنون هناك ليسوا مواطنين اسرائيليين؟ دولة ديمقراطية تعلن بان هذه لها، لا يمكنها في لحظة من الضغط السياسي، بسبب تحرير مخربين، الندم والاعلان بان هذه ليست بالضبط لها وانهم ليسوا بالضبط مواطنين، ليسوا بالضبط سكان الدولة.
ان ضم شرقي القدس كان خطوة صحيحة ولازمة، المشكلة هي انعدام التفكير الذي تلاها. فالقدس التاريخية غير قابلة للتقسيم. فلا يمكن الفصل بين مدينة داود والمبكى، بين جبل الزيتون وأملاك الكنيسة اللوثرية. الاحياء خلف الجدار الامني، بالمقابل، هي وهم حكم. الضم في الكنيست لم يخلق ضما بالفعل. دون صلة بالمفاوضات مع الفلسطينيين، دون صلة بالسلطة الفلسطينية. بلدية القدس لا توجد هناك. الدولة ليست هناك. احد لا يريد الانشغال بحبة البطاطا المتلظية هذه.
ان تحرير السجناء يطرح تساؤلات عن السياسة الاسرائيلية. تحرير القتلة الاسرائيليين من شرقي القدس والتفسيرات التي جاءت بعدها تطرح تساؤلا اذا كانت لدينا على الاطلاق سياسة.
( يديعوت 3/1/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews