نتنياهو وانفصام الشخصية بين الاستيطان وحل الصراع مع الفلسطينيين
قبل يومين من وصول وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى البلاد مع اتفاق اطار في حقيبته، هذا هي صورة الوضع في حكومتنا الموحدة والمتبلورة: رئيسها، بنيامين نتنياهو، ينشغل بالتهديدات على الفلسطينيين من مغبة اتخاذ خطوات احادية الجانب في محافل دولية، في الوقت الذي يخرج فيه ثمانية من وزراء حكومته بخطوة احادية الجانب على نحو ظاهر ويصوتون الى جانب مشروع قانون لاحلال السيادة الاسرائيلية في غور الاردن.
رئيس الوزراء، في خطوة اخرى من انفصام الشخصية، يعلن بانه يسعى الى حل دولتين للشعبين ويلمح بان اتفاق الاطار سيلزم بحل وسط اقليمي، حتى على خطوط 67، ولكنه في نفس الوقت يعلن بان ضمان الاستيطان هو مصلحة استراتيجية. في جلسة كتلة الليكود يشدد ايضا على حيوية وجود المستوطنات في الغور، فكيف يسير الأمران معا؟ هما ببساطة لا يسيران معا.
وزراء الحكومة الكبار، اولئك الذين صوتوا الى جانب الشروع في المفاوضات السياسية، يستخدمون ضد نتنياهو لغته كي يرعبونه في كل ما يتعلق بتسوية الدولتين. وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون، المصفي الهاديء للمسيرة السلمية، يتبنى استراتيجية الحملة التي أدارها نتنياهو ضد ايهود اولمرت في انتخابات 2006. فقد قال نتنياهو في حينه ان “نقل أرض للفلسطينيين معناه تسليم موقع آخر لاطلاق الصواريخ نحو كفار سابا ومطار بن غوريون”. اما يعلون فيقول اليوم ان “الصواريخ على مطار بن غوريون تقلق أكثر من المقاطعة الاقتصادية”. ماذا يمكن لنتنياهو أن يقول لوزير دفاعه؟
الى الامام: الوزراء جدعون ساعر، جلعاد اردان وليمور لفنات الذين صوتوا الى جانب الشروع في المفاوضات وتحرير السجناء، يصوتون الى جانب احلال السيادة الاسرائيلية في الغور كي يعرقلوا المسيرة التي ايدوها. وثلاثتهم يسعون الى التطهر – العودة الى أذرع اعضاء مركز الليكود. وقد بالغ في ذلك وزير الداخلية جدعون ساعر. ففي نهاية تموز، في اليوم الذي بدأت فيه المسيرة السياسية اعلن بانه “سهل وشعبي التصويت ضد تحرير السجناء وبدء المفاوضات. ولكن ماذا سيحصل اذا ما صوت نصفنا ضد؟ المفاوضات لن تبدأ واسرائيل ستتهم من اصدقائها الافضل بذلك”.
وماذا يفعل ساعر ورفاقه الان؟ العكس تماما. امام كل هؤلاء تقف الوزيرة تسيبي لفني، شركة اخرى في الائتلاف ورئيسة فريق المفاوضات السياسية، عديمة الوسيلة وعديمة الحيلة. ليس لها قوة سياسية لمواصلة اللعب في هذا الملعب، وهي متعلقة بالارادة الطيبة لنتنياهو الذي يبث لها رسائل متعاكسة. شكاويها القت بها الى الهواء في خطاب ألقته في تل أبيب. “في كل يوم أحد نقف أمام الحرج الدائم. في أي دولة تقيد الحكومة ايديها هكذا؟”، سألت – وما من مجيب.
يئير لبيد يتفق مع كل ما تقوله لفني، ولكن أخاه، نفتالي بينيت، يفكر بخلافه. اذهب لتبني دولة فلسطينية بهذه الوتيرة. اذهب لتبني دولة يهودية – ديمقراطية بهذه الطريقة. وكما يبدو هذا، من يحتاج اليوم الى اتفاق اطار هو حكومة اسرائيل – اكثر من الامريكيين، الاسرائيليين والفلسطينيين. والى أن يأتي هذا، سيمر المزيد من المخربين والقتلة في بوابات سجن عوفر في طريقهم الى الحرية – ويضحكون علينا جميعا.
( معاريف 1/2/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews