نيلسون مانديلا.. وأجندته الشخصية!
يذكر تقرير صادر عن البنك الدولي هذا العام بأن دولة جنوب أفريقيا تعاني من ازدياد الفجوة والهوة الاقتصادية بين البيض والسود، وبأن نسب البطالة في هذه الدولة هي من بين النسب العليا عالميا، وهو عكس ما كان مانديلا يوعد ويؤمّل به شعبه. ومما ورد في التقرير نفسه، وفي غيره من التقارير التي تصدر عن منظمات ومؤسسات بحثية وذات صلة، أن معدلات انتشار المخدرات والجرائم هي أكثر بين السود في جنوب أفريقيا منها بين البيض، وهذا - أيضا - مما سعى مانديلا الى محاربته وفشل. هذا عدا عن الخدمات التعليمية والصحية والبنى التحتية التي تؤكد هذه التقارير أنها تعاني بشدة، خصوصاً في المناطق التي تقطنها أغلبية من السود، مقارنة بتلك التي تسكنها أغلبية من سكان دولة جنوب أفريقيا من البيض. كل ذلك يحدث ومضى ما يقرب من 20 عاما منذ أن أطاح المعارض نيلسون مانديلا، الذي جلس لاحقا على كرسي الرئاسة في هذه الدولة من 1994 وحتى 1999، ورفاقه بنظام الفصل العنصري، الذي كان سائدا هناك. فهل خدع مانديلا شعبه، وهل كان الرجل يسعى خلف أجنداته الشخصية فغلّفها بأجندات عامة وشعبية، كي يتمكن من كسب تعاطف الشارع الجنوب أفريقي معه، ومن ثم يحقق مصالحه التي توّجها بجلوسه على كرسي الرئاسة، هل كان مانديلا مدعوما من دول ومنظمات أجنبية كانت تحاول زعزعة الاستقرار في هذه الدولة، بدليل فشله في تحقيق ما كان يدّعيه؟ الإجابة عن هذه التساؤلات بالنسبة إلي هي النفي القاطع. فمانديلا نجح نجاحا باهرا، وأما الأهداف التي لم تتحقق بعد، فإنه خلق لها الأرضية الصلبة كي تتحقق، وإن استغرقت بعض الوقت.
ولكن، ما رأي هؤلاء الذين امتدحوا مانديلا أخيرا على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي أو في مقالاتهم التي نشرت أو في مجالسهم ودواوينهم التي يرتادونها، وأثنوا عليه وأشادوا به، وهم الذين ما انفكّوا يتّهمون معارضيهم في الفكر والرأي هنا بأنهم أصحاب أجندات خارجية، وطلاب كراسي ومناصب، ولا يسعون إلا الى تحقيق مطامعهم الشخصية، وإلى آخر هذه الاتهامات التي في كثير من الأحيان لا أساس لها من الصحة؟! أم أنه يحق لمانديلا أن يكون لديه طموح شخصي ولا يحق لغيره ذلك؟! ويجوز له أن يعطي الوعود ولا يحققها، وأن يسعى لكي يصبح رئيساً ولا يحق لغيره؟!
( المصدر : القبس 29/12/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews