الكرة الكويتية.. تاريخ يستحق المراجعة !!
(جاسم يعقوب، حطها.... كوووووووول، ياسلام).. تلك كانت انموذجية مقطع اعتاد عليه الجمهور العربي والخليجي خاصة، في السبعينات وكذا الثمانينات، وهم يستطعمون التذوق الكروي، مشاهدة ومتابعة وممارسة، عبر الاستماع الى حرارة ضمير المعلق الكويتي الشهير خالد الحربان، الذي يعد من المؤسسين الاوائل للكرة الخليجية وصاحب فضل بانتشارها واتساعها عموديا وافقيا، بعد ان ظل يصدح لسنوات طويلة (حطها كوووووول)، بمفردات خرجت من صميم الصحراء والجزيرة العربية، غير مستعارة من بقعة اخرى، كانت تخرج من قلب صادق محب تلقائي حد العظم وتدخل وتنساب في قلوب المشاهد والمتابع واللاعب العربي، بلا استئذان.
من هناك كانت انطلاقة الكرة الكويتية، في تاريخها العريق، فهي اول الدول العربية انجازا لبطولة اسيا، ثم اولهم وصلا لكاس العالم 1982، ثم بطلا للخليج العربي لسنوات عدة، ما زال يحتفظ برقمها القياسي غير المحطم بعد اربعة عقود، ثم صناعة اجيال كروية مدهشة (انطلقت بيعقوب، ومرت بالدخيل والطرابلسي، وحمد بو حمد والحوطي والبلوشي، وابراهيم، وعبدالله، ويوسف، ولم تنته بعد...)، ثم ترسخ العطاء الكروي بعد ان سال دم الشهادة للشهيد (الفهد) رحمه الله.. ليكون شاهدا على حركة رياضية زاخرة معطاء لم ينحصر اثرها.. عند الحدود الكويتية بل كان الاثر الايجابي خليجيا اقليميا عربيا حتى قاريا.
بعد ذلك السرد الارشيفي المتميز، اخذت الكرة الكويتية تختفي شيئا فشئيا، بحالة يصعب تفسيرها منطقيا، فالتاريخ موجود والقاعدة مترسخة والبنية التحتية جاهزة والدعم الحكومي (حاله حال حكومات دول الخليج العربي متيسر وسلس)، والقيادات ما زالت قريبة من مواقع القرار، ما يعطي فرصة واضافة يفترض ان تسخر لصالح الرياضية.. الا ان الامور للاسف لا تسر ولا تنبئ بتغيرات سريعة، فبعد غياب كرة الازرق عن منصات التتويج، اخذت تجتاح ملاعبه حالة غريبة، غير معبرة عن الكوامن الحقيقية.
قبل مدة تراكضت وسائل الاعلام حول خبر انتهاك حرمة التحكيم من خلال (عصاباتية) حكم كويتي مثير جدا لدرجة تم استقطاب وسائل الاعلام بشكل غير مسبوق،على الجهة المعاكسة والغريبة.. ثم حدثت معركة وحشية اكثر اسى للاعبي كاظمة والعربي في الجولة التاسعة من دوري الشباب الكويتي (تحت 20 سنة) لكرة القدم، التي انفرد بتفاصيلها مصحوبة بالفيديو، الموقع الالكتروني لصحيفة «ماركا» الاسبانية الشهيرة بالحدث المثير للجدل وقد وصفته بالعمل الارعن البعيد كل البعد عن أخلاقيات اللعبة.
بعد برنامج الحدث على قناة الجزيرة الرياضية المشاهد من جميع الرياضيين العالميين ممن يجيدون العربية تقريبا، اطلت صحيفة الماركا الاسبانية الشهيرة بنقل الاحداث الماساوية، بشكل يجعل الكرة الكويتية تعود للواجهة المقلوبة او من البوابة الخلفية للاحداث السلبية، على طريقة (جائزة الاسوأ).. وتلك واقعة يمكن ان تثير الشجون الكويتية التي بلغت حدًا.. نعتقد انها تتطلب الوقفة من كل المسؤولين الكويتيين وليس الرياضيين وحدهم.. فتلك مسالة تجاوزت حدودها.. والكويت تستحق الوقفة والمساندة والدعم والتشجيع.. كما ان لديها من مرتكزات الامتياز ما يستحق السعي والعودة لسكة الانتصار والتميز شريطة القضاء على ماكنة الانحدار سيما التربوي منه. وهنا لا بد من الاشارة، الى ان ما حدث، لا يعبر عن سوء خلق اللاعبين الشباب وقبلهم الحكم، وانما يعبر عن عمل اداري بحاجة الى تفعيل وانضباط يتطلب الفهم النفسي والاعداد المعنوي والاحتضان الابوي ومن ثم محاولة عدم تكرار الخطأ والكف بكاء على اللبن المسكوب ومن ثم الرأفة باللاعبين الصغار وعدم ذبحهم فكلنا خطاؤون.. والعبرة لمن اعتبر.
( الايام 30/11/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews