لماذا فضل الشاباك قتل أعضاء السلفية الجهادية وليس اعتقالهم ؟
جي بي سي نيوز - : اعتبر عاموس هرئيل المعلق العسكري لصحيفة هآرتس ومؤلف كتاب "الحرب السابعة" الذي قدم تأريخاً لأحداث انتفاضة الأقصى، ا أن" اغتيال رجال السلفية الجهادية في الخليل كشف النقاب عن وجود قوة جديدة في الضفة الغربية والقدس هي السلفية الجهادية".
ونسبت صحيفة معاريف العبرية الخميس لمصدر رفيع في قيادة "لواء المركز" في جيش الاحتلال الذي يتولى مهمة فرض سيطرة الاحتلال على الضفة الغربية قوله:" هذه المجموعة كانت تعمل على بناء بنية تحتية إرهابية في أرجاء يهودا والسامرة، وكانت تشترى السلاح، وتعد مخابئ وشققا تستخدم ملاذات سرية لمن يتم اكتشافه من أعضائها، وكانت تجند أشخاصاً في أرجاء يهودا والسامرة".
نير دفوري المراسل العسكري للقناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي كشف أن جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" كان يراقب " المجموعة السلفية التي تمت تصفيتها على مدار الساعة منذ أسابيع وأنها كانت وشك الشروع بتنفيذ هجمات تستهدف قتل أو أسر جنود من جيش الاحتلال في أرجاء الضفة الغربية".
ومن التصريحات التي نسبتها وسائل إعلام عبرية لكبار قادة جيش الاحتلال ومصادر في جهاز المخابرات الإسرائيلية حول الهجوم يبدو أن وحدة من القوات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي بالتعاون مع "الشاباك" حددت ساعة الصفر لاغتيال العناصر الفاعلة في "المجموعة السلفية" في لحظة ملائمة لتنفيذ عملية الاغتيال، ولم يكن الاحتلال ينوي اعتقال هذه العناصر بل اغتيالها لأن الاغتيال بحسب وجهة نظر "الشاباك" يؤدي للخلاص التام من هذه العناصر علماً أن من بين الشهداء أسرى سابقين تعاونوا في السابق مع تنظيمات إسلامية مقاومة وليس جهادية سلفية، وبعد انتهاء محكومايتهم عادوا للعمل ضد الاحتلال من خلال إقامة بنية تنظيمية تستقي عقيدتها من السلفية الجهادية التي تعتبر الحاضنة الفكرية لتنظيم القاعدة وفقا لمزاعم الاحتلال.
وقال ضابط رفيع في "لواء المركز" بالجيش الإسرائيلي أن عملية ملاحقة هذه المجموعة لم تنته، معرباً عن اعتقاده أن أعضاء المجموعة كانوا يملكون شبكة من المتعاونين الذين قدموا لهم خدمات عديدة من بينها الحصول على السلاح وتأمين ملاذات آمنة عبارة عن شقق سكنية، مضيفاً "سنعمل خلال الأيام المقبلة على اعتقال الأشخاص الذين قدموا العون لهذه المجموعة".
ويعتقد جهاز المخابرات الإسرائيلية أن عناصر ما سماها بالـ "المجموعة السلفية الجهادية" بخلاف نظرائهم من التنظيمات اليسارية أو العلمانية أو الإسلامية التقليدية ليس من السهل تبديل قناعاتهم حتى لو تم اعتقالهم والإفراج عنهم بعد سنوات طويلة فإنهم يعودون إلى العمل المسلح، علماً أن دراسة لجهاز "الشاباك" سبق وأن أشارت إلى أن الغالبية العظمى من أعضاء التنظيمات العلمانية الفلسطينية أو الإسلامية التقليدية التي شاركت أو خططت لتنفيذ أعمال مسلحة ضد إسرائيل لم تعد إلى ممارسة العمل المسلح بعد خروجها من السجن.
وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام العبرية فإن المجموعة التي تم استهدافها بالخليل كانت نواة لإقامة تنظيم جهادي سلفي ينتشر في أرجاء الضفة الغربية، ولو لم يتم اعتقال النواة الصلبة لهذا التنظيم لمنح هؤلاء فرصة نشر أفكارهم بين عناصر الفصائل الفلسطينية الذين يرغبون بمواصلة العمل المسلح ضد إسرائيل، والذين يئسوا من احتمال عودة فصائلهم لممارسة عمل مسلح ضد إسرائيل.
وحاولت وسائل الإعلام العبرية عبر محلليها العسكريين الإيحاء للجمهور الإسرائيلي أن "الشاباك" وجيش الاحتلال كان بإمكانهما اغتيال قادة المجموعة السلفية من قبل، لكنهما أجلا ذلك، فوصفت العملية بعملية تصفية لعناصر جهادية سلفية متشددة جاءت بعد أسبوع من المراقبة المكثفة، ومن المعلوم أن أعضاء هذه المجموعة لم يكونوا مطاردين من قبل الاحتلال وكانوا يقيمون بمنازلهم في مناطق يتجول فيها جيش احتلال بحرية تامة، مما يؤكد أن "الشاباك" فضل الاغتيال على الاعتقال فيما يتعلق بالشهداء الثلاثة.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews