محطة باص «مستقبلية» في باريس صارت مأوى للمتشردين
وهكذا تميزت المحطة أولاً بحجمها الضخم حتى تتسع لأكبر عدد ممكن من المسافرين، غير الشاشات الإلكترونية المعلنة عن المواعيد الرسمية لخطوط الباصات التي تمر عبرها، ثم الخرائط المفصلة للحي بأكمله بشوارعه وصيدلياته ومتاجره الأساسية، وأيضاً الآلات التي تسمح باقتناء التذاكر لركوب الباص، وأجهزة الكومبيوتر التي يتسنى من خلالها استخدام شبكة الإنترنت وألعاب الفيديو لتسلية الصغار، ومكتبة حقيقية مزودة كتباً حديثة وكلاسيكية من كل الأنواع، ومحطة دراجات. وهناك قاعة كبيرة تحمي من المطر والبرد، تضم مقاعد مريحة وتسهيلات للمسنين والمعوقين. وقد تباهى دولانويه بالطابع المستقبلي للمحطة مؤكداً كونها الأولى من نوعها، وواعداً بنشر هذا النموذج بسرعة البرق بخاصة إذا أثبتت التجربة فعاليتها، الأمر الذي لم يشك فيه الحضور الرسمي في اليوم المعني.
والآن بعد مرور سنة ونصف السنة على الحدث، تحولت المحطة إلى مأوى للمتشردين الذين باتوا ينامون تحت سقفها ليلاً ولا يغادرونها نهاراً. وإذا فعلوا فهم يتركون فوق مقاعدها لوازمهم. ولم يعد المكان يجذب المسافرين بل صار يخيفهم إلى حد ما دافعاً بهم إلى انتظار الباص خارجه بخاصة بسبب قلة نظافته. كما أن معدات المحطة الإلكترونية لم تعد تعمل، والكتب اختفت أسوة بالدراجات، بمعنى أن الوضع تدهور كلياً دافعاً بإدارة هيئة النقل العام إلى منح الملف لشركة متخصصة بدأت تحقق في أسباب هذا الفشل قبل أن تقترح حلولاً بهدف إعادة المحطة إلى ما كانت عليه في الأساس مع تقليص إحتمالات التدهور مرة ثانية.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews