العنف الجسدي ضد أطفال الأردن يطال 50% منهم

جى بي سي نيوز - يحتفل العالم بيوم الطفل العالمي، الأربعاء، وأصدرت جمعية معهد تضامن النساء الأردني " تضامن" تصريحا بمناسبة هذا الإحتفال.

وأكدت تضامن على ضرورة حماية الأطفال من العنف ورفعت شعار الإحتفال لهذا العام باسم " اجعل العنف والإيذاء ضد الأطفال غير المرئي مرئياً...اكشف المستور ".

وبينت تضامن أن 50% من الأطفال في الأردن تعرضوا للعنف والإساءة الجسدية من قبل ذويهم أو أفراد أسرتهم أو معلميهم.

وتاليا نص التصريح الذي وصل جى بي سي نيوز نسخة منه الأربعاء :

يحتفل العالم هذين اليومين بثلاث مناسبات دولية تمس بشكل مباشر الأطفال والطفلات والفتيات ، حيث صادف الثلاثاء 19/11/2013 اليوم العالمي لوقاية الطفل من الإساءة ، كما صادف الثلاثاء ولأول مرة يتم الإحتفال به "اليوم الدولي لدورات المياه" حيث قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعتماد القرار رقم A/RES/67/291‎ بشأن توفير فرص الوصول الى مرافق "الصرف الصحي للجميع" في تموز/يوليه 2013 . كما ويصادف الأربعاء 20/11/2013 "اليوم العالمي للطفل" حيث يمثل تاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر تاريخ إعتماد الجمعية العامة لإعلان حقوق الطفل عام 1959 ولإتفاقية حقوق الطفل في عام 1989 .
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن الإحتفال باليوم العالمي للطفل هذا العام يحمل شعار "اجعل العنف والإيذاء ضد الأطفال غير المرئي مرئياً...إكشف المستور" حيث أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة في بيان لها بهذه المناسبة الى أن ملايين الأطفال والطفلات في كل دولة وعلى مختلف المستويات المجتمعية هم / هن ضحايا للعنف والإيذاء والإساءة الذي ما زال غير مرئي وغير موثق.
كما أن الإحتفال ولأول مرة باليوم الدولي لدورات المياه جاء نتيجة حتمية للأرقام المفزعة لوفيات الأطفال والطفلات بسبب إنعدام خدمات المرافق الصحية وللتوعية بالمخاطر الجسيمة التي تترتب على ذلك ، حيث تؤكد الأرقام الأممية على أن حوالي 2000 طفل / طفلة يموتون يومياً بالإسهال ، وأن 800 ألف طفل / طفلة دون الخامسة من العمر يموتون سنوياً دون داع بسبب الإسهال ، ويفتقر نحو 2.5 بليون شخص إلى فوائد المرافق الصحية الكافية ، ويمارس أكثر من مليار شخص عادة التبرز في العراء ، كما جاء برسالة الأمين العام للأمم المتحدة بهذه المناسبة.
وتضيف "تضامن" بأن دراسة لمؤسسة نهر الأردن حول "واقع العنف ضد الأطفال في الأردن" خلصت الى أن 50% من الأطفال والطفلات تعرضوا الى الإساءة الجسدية من ذويهم أو أخوتهم أو معلميهم ، وأن 70% من الأطفال والطفلات تعرضوا للعنف اللفظي في المنزل ، وأن 30% من الأطفال والطفلات تعرضوا للعقاب البدني من قبل أحد أفراد الأسرة ، وأن ثلت الأطفال والطفلات تعرضوا للإساءة الجنسية بمختلف أشكالها من قبل أقرانهم في المدرسة أو الأطفال في "الحارة" أو البالغين.
وحول الثقافة المجتمعية فيما يتعلق بضرب الأطفال والطفلات ، فإن 58.4% من الأهل يؤمنون بأن العقاب البدني هو أسلوب فعال في تربية أبنائهم وبناتهم ، وأن 55.8% من الأهل يروا بأنه من الضروري إستخدام العقاب البدني من قبل المدرسة.
وتعاملت مؤسسة نهر الأردن مع حوالي الف طفل وطفلة تعرضوا للإساءة بأشكالها المتعددة منذ عام 2004، وإستفاد حوالي 121 ألف من الأطفال والشباب والأهل والمهنيين من الأنشطة الوقائية والتوعوية والجلسات الارشادية المقدمة على أيدي خبراء ومختصين في مجال حماية الطفل / الطفلة.
وتشير أرقام وزارة التنمية الاجتماعية بأن عدد حالات الإساءة للأطفال / الطفلات منذ عام 1998 والمبلغ عنها بلغ نحو 28 ألف حالة كان أكثر من نصفها بمحافظة العاصمة. علماً بأن عدد الأطفال والطفلات من الفئة العمرية (0-19 عاماً) وفقاً لتقديرات دائرة الإحصاءات العامة لعام 2012 بلغ 48.26% من مجموع السكان وهو ما يعادل ثلاثة ملايين وثلاثة وثمانون ألف نسمة.
وتضيف "تضامن" بأنه وبشكل تفصيلي فإن عدد الأطفال والطفلات في الأردن من الفئة العمرية (0-4 عاماً) بلغ 814 ألف نسمة وبنسبة 12.74% من مجمل السكان ، ومن الفئة العمرية (5-9 عاماً) بلغ 804 ألف نسمة وبنسبة 12.6% ، ومن الفئة العمرية (10-14 عاماً) 764 ألف نسمة وبنسبة 11.95% ، ومن الفئة العمرية (15-19 عاماً) 700 ألف نسمة وبنسبة 10.97% من مجمل السكان.
وعلى المستوى العالمي فإنه ووفقاً لليونيسف تعتبر الإهانة والعزلة والرفض والتهديدات واللامبالاة بالأحاسيس والعواطف أشكال من العنف التي تلحق الضرر بالأطفال والطفلات ، كما أن نصف سكان العالم من الفئة العمرية (15-19 عاماً) يعتقدون أنه يحق للزوج أن يضرب زوجته في ظروف معينة ، كما أن 20% من النساء و5-10% من الرجال أفادوا بتعرضهم لإنتهاكات جنسية في مرحلة الطفولة ، وفي كل عام فإن 250 ألف جريمة قتل تطال من هم بين 10 و 29 عاماً وهو ما يشكل 41% من مجمل جرائم القتل حول العالم ، كما وتعتبر من ممارسات العنف ضد الأطفال أشكال متعددة من عمالة الأطفال والطفلات كالعبودية والإتجار بالبشر والمهن الخطرة والعمل في الدعارة. هذا وقد تم توثيق 3600 حالة إعتداء على الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات والمدارس خلال عام 2012 مما يهدد بعدم وجود مدارس آمنة للجميع وخاصة الأطفال والطفلات.
وتؤكد "تضامن" على أن الطفلات بشكل خاص يتعرضن أكثر من الأطفال لمختلف أشكال العنف والتمييز والحرمان والتهميش ، كما أنهن يعانين أكثر من عدم وجود مرافق صحية خاصة في المدارس حيث يعتبر ذلك وخاصة في مرحلة البلوغ سبباً من أسباب تركهن للتعليم. وتطالب "تضامن" بضرورة وجود تشريعات تحمي الأطفال بشكل عام والطفلات بشكل خاص من مختلف أنواع العنف والإساءة والإيذاء ، وبسياسات وبرامج تراعي النوع الإجتماعي وتلبي طموحاتهن وإحتياجاتهن المختلفة.
وتؤكد "تضامن" على أن هذه المناسبات الخاصة بالطفولة لا يعقل أن تمر دون التذكير بالأوضاع الصعبة التي يعيشها الأطفال والطفلات في العديد من الدول العربية وبالمطالبة بوقفها وإيجاد الحلول المناسبة لها ، وخاصة النازحين والنازحات واللاجئين واللاجئات من الأطفال ، والأطفال والطفلات في الدول التي تشهد النزاعات والحروب ، وأطفال وطفلات فلسطين وخاصة في غزة التي تعيش في ظلام دامس منذ أكثر من 20 يوماً ، وما يترتب على ذلك من آثار نفسية وجسدية تلحق بهم أشد الأضرار قسوة وإيلاماً.

جمعية معهد تضامن النساء الأردني
20/11/2013