تويتر يمسح اكتتاب فيسبوك من ذاكرة وول ستريت

إذا كان هناك شيء ما متعلق بعمليات شراء أسهم الشركات العملاقة المتنافسة يخرج أسوأ ما في السلوك البشري، فسيتطور القتال الذي اندلع بشأن مستقبل شركة ديل، مصنعة أجهزة الكمبيوتر ليصبح معركة تستمر لوقت طويل جدا.

ومن خلال تحريض كارل إيكان، انتهازي ''وول ستريت المخضرم''، ضد مايكل ديل، أحد أنجح رجال الأعمال في مجال التقنية على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، رتبت أيضا لحدوث مواجهة مثيرة للاهتمام بين أسلوبين مختلفين للغاية للرأسمالية.

ولا عجب في أن الخطاب المحيط بعملية شراء الأسهم بقيمة 24.4 مليار دولار المقترحة يزداد سخونة.

وقد خاض إيكان في هذا النزاع هذا الأسبوع بتصريح أعلن فيه أنه استحوذ على نصيب ''كبير'' في الشركة المكافحة المصنعة لأجهزة الكمبيوتر الشخصي واعترض على شروط عملية شراء الأسهم. وهو يقف متهما بركوب موجة متضخمة من قلق المساهمين لكي يستخرج المزيد من المال من ''ديل'' باعتبارها الثمن الذي يدفعه مقابل السماح للصفقة رسميا بأن تتم.

ويقول أحد الأشخاص المقربين من مجموعة الاستحواذ: ''إنه يعتقد فقط أن بإمكانه المجيء والتهديد والترهيب والرحيل بضريبته''.

ويشير مؤيد آخر لشركة ديل، بغبطة، إلى أن إيكان يملك أرقاما لا تبدو حتى قابلة للتفسير. ففي خطاب في وقت سابق من هذا الأسبوع، اقترح على مديري ''ديل'' أن يدفعوا ربحا للمساهمين مخفضا تبلغ قيمته تسعة دولارات للسهم يُمول من مصادر مثل النقد المتوافر واقتراض جديد. وقال هذا الشخص: ''إنها رياضيات تقليدية غير واضحة''.

وفي الوقت نفسه، انتقد المساهمون الموجودون ديل بسبب استغلاله سلطته لإجبارهم على الخروج من الشركة، تاركا أولئك الذين اشتروا أسهما للاستخدام المستقبلي لأسهم ''ديل'' ذات الأسعار الأكثر ارتفاعا دون وجود خيار غير تحمل الخسارة.

وقد اشتكى أحد المستثمرين الكبار معترضا على الصفقة: ''ما يجب أن يخطط لفعله هو العمل من أجلنا. و ربما يكون هذا مكروها بالنسبة لملياردير، لكنه صعب فقط''.

وأضاف ريتشارد بزينا، رئيس ''بزينا إنفستمنت مانيجمنت''، وهو مستثمر آخر معترض على الصفقة، أنه إذا كان ديل قد شعر بعدم الرضا عندما انخفض سعر السهم في شركته إلى ما دون تسعة دولارات في أواخر العام الماضي، كان ينبغي عليه ببساطة الدخول إلى السوق وشراء المزيد، وليس أن يحاول إجبار المستثمرين على الخروج بعرض سعر 13.65 دولار للسهم.

ويكمن في صلب هذا النزاع السؤال المتعلق بما يجب فعله بثروات الشركة المصنعة لأجهزة الكمبيوتر الشخصي، المتمثلة في صافي سيولة نقدية تبلغ 6.4 مليار دولار وتدفق نقدي حر سنوي بقيمة ثلاثة مليارات دولا، يمكن استخدامه لدفع فائدة على جبل من الديون.

واقترح ديل وشركة الأسهم الخاصة، ''سيلفر ليك''، استخدام ذلك لدعم عملية شراء أسهم تجعل لهم سيطرة كاملة. وعلى الجانب الآخر، دعم إيكان فكرة بدأت تكتسب شعبية متزايدة بين بعض مستثمري ''ديل''، وهي استخدام السيولة النقدية والقروض لسداد ربح كبير للمساهم لمرة واحدة فقط – وهو يقترح تسعة دولارات للسهم، أو 16 مليار دولار– ويترك أيضا للمستثمرين الموجودين ملكية كاملة لشركة تبدأ في إظهار علامات على النمو خارج حدود جذورها في أجهزة الكمبيوتر الشخصي التي تواجه متاعب.

وقد تم طرح الفكرة نفسها بالفعل من قبل ''ساوث إيسترين أسيدس منجمنت'' التي تعتبر أكبر مساهم خارجي في ''ديل''، حيث يبلغ نصيبها 8.4 في المائة. ووفقا لأحد المستثمرين، ستكون إحدى بدائل هذه الخطة هي استخدام المال ليتم زيادة حجم عملية إعادة شراء ضخمة للأسهم تدريجيا بدلا من دفع ربح للمساهم، مع تركيز الملكية أكثر في أيدي المؤمنين حقا الذين يريدون البقاء كمستثمرين على المدى طويل.

وتقرر المقترحات المضادة في الواقع اتخاذ إجراء بشأن خدعة ديل. فإذا كان بإمكان الشركة أن تستنفد أموالها وتدعم كم الدين الذي يقترحه دون جعلها تضعف بعد ذلك على نحو قاتل، فلماذا لا يتم إجراء العملية نفسها مع البقاء في العلن والسماح لسهم كل شخص في الاستفادة من أي ميزة تنتج عن الموقف؟

وعلى الجانب الآخر، يبرهن أنصار عملية شراء الأسهم، أن سوق الأسهم العام أظهر أنه مكان عدائي بالنسبة لشركة، مثل ''ديل''، في وسط انعطاف جذري شاق. وقد تم دفع أسهم الشركة للانخفاض حيث إنها حققت تقدما بطيئا فقط وبدأت السوق تشعر بالقلق بشأن المتاعب الأوسع نطاقا التي تواجه قطاع صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصي.

ويعبر بزينا عن وجهة نظر مخالفة قائلا: ''هذا هراء. فمن يأبه بانخفاض السهم؟ و إذا كان هذا غير مريح لديل، يجب عليه فقط شراء المزيد من الأسهم''.

وفي الوقت نفسه، يبرهن داعمو عملية شراء الأسهم على أن المستثمرين المستعدين لإظهار المزيد من الدعم الدائم للشركة، يقومون برهان كبير ومجمد سيحد من حركتهم خلال الأعوام القليلة القادمة بينما تحاول شركة ديل إكمال انعطافها الجذري المستمر منذ فترة طويلة، مستحقة بذلك مبلغا إضافيا لما يحصل عليه المساهمون على المستوى العام.

والحجم المحتمل لهذا المبلغ الإضافي – ومن يجب أن يستفيد منه – هو ما يتم تسليط الضوء عليه الآن.

وأرسل ''وول ستريت''، من خلال دفع أسهم ''ديل'' لأعلى لتصل إلى 14.24 دولار مع حلول صباح الأمس، إشارة واضحة، وهي أنه يتوقع أن يضيف الجدال المستمر منذ فترة طويلة دولار آخر للسهم في صفقة أخيرة، إما بسبب أنه سيتم إجبار مجموعة الاستحواذ على دفع المزيد أو بسبب أن عرض منافس سيظهر من ممارسة موازية تسعى ''ديل'' من خلالها لعروض أخرى.

ويبرهن أحد معارضي عملية شراء الأسهم بحماس على أن هذه ليست بالكامل عاصفة حول زيادة دولار للسهم. ويزعم هذا الشخص أنه بما أنها ستظهر في الأعوام القادمة كشركة تقنية تجارية أكثر قوة، سيتم اعتبار ''ديل'' شركة لها قيمة أكبر بكثير.

وعلى الجانب الآخر، عبّر شخص قريب من الصفقة عن رأي مخالف وهو أنه لن يتم دفع ''سنت آخر''، و بدلا من ذلك، تظهر التصريحات التي أطلقتها ''ديل'' بالفعل فيما يتعلق بكيفية تفاوضها بشأن ثمن عملية شراء الأسهم أنهم قد استخرجوا بالفعل قطرة النقد الأخيرة.

ويبدو الأمر وكأنه تفاوض كلاسيكي في ''وول ستريت''، مع توقع مجيء المزيد من الميلودراما عالية المخاطر.

ناشط في الـ 77 يكتسب ثقة استثمارية جديدة

ستترك الأحداث الأخيرة القليل من الأشخاص في شك من أن كارل إيكان يضع استعدادا في ''المستثمر الناشط''.

حتى الآن في هذا العام بدأ المساهم الملياردير في أو شدد من المشاركة في ما لا يقل عن ثلاث شركات مختلفة. وهذا الأسبوع أصبحت شركة ديل أحدث هدف يستهدفه إيكان، بعد أن خاض في خطة الشركة المصنعة لأجهزة الكمبيوتر الشخصي لبيع أسهمها مقابل 24.4 مليار دولار.

وسيكون قد أصاب أي شخص يكون قد توقع أن ينغمس إيكان بهدوء فيما يشبه التقاعد، عندما أعلن في شهر آذار (مارس) من عام 2011 أنه كان يغلق نطاق أمواله أمام المستثمرين القادمين من الخارج و يعيد أموال العملاء، الإحباط.

فبدلا من ذلك، يبدو إيكان وكأنه اكتسب ثقة جديدة الآن حيث يدير رأسماله الخاص، رغم كبر حجمه. ويكتسب إيكان ثقة نشطة، بعد نحو ثلاثة عقود من جعل نفسه معروفا لأول مرة باعتباره غازي الشركات في الثمانينيات.

وقال في 2007 مفتخرا: ''نحن نقوم بالمهمة التي يقوم بها الآخرون في عملية الاستحواذ المدعوم بالقروض، ولكن لكل المساهمين''، بعد وقت قصير من الزيادة التدريجية لما كان مقدرا لها أن تكون محاولة غير ناجحة لكسب مقعد في مجلس إدارة شركة موتورولا.

وعلى الرغم من المحاولة الفاشلة العرضية، فإن استراتيجية إيكان النشطة تؤتي ثمارها. فقد ربحت صناديقه الاستثمارية 28 في المائة للعام الماضي و35 في المائة في عام 2011، وفقا لـ ''بلومبيرج''. وهذا أعلى من متوسط العائد السنوي الذي يبلغ 11 في المائة الذي ذكره إيكان خلال الأعوام السابقة لإغلاق نطاق أمواله أمام المستثمرين الخارجيين. وزاد هذا الأسبوع من الضغط على ''ترانس أوشن'' من خلال انتقاده الشديد لمجلس إدارة شركة حفر الآبار البحرية في إحدى رسائله المعلنة للعامة. و كتب أن '' شركة ترانس أوشن'' أجرت عمليات دمج غير حكيمة، ووظفت استراتيجيات تطويرية غير ناجحة، وأهدرت التدفق النقدي الكبير الذي ولدته الشركة''.

وقالت ''ترانس أوشن'' في تصريح إن مجلس إدارتها كان: ''مركزا على الدفع نحو قيمة طويلة الأجل''.

وفي كانون الثاني (يناير)، قبل وقت قصير من الاحتفال بعيد ميلاده الـ77، تنافس إيكان على المستوى علنا مع مدير صندوق التحوط ذي الوزن الثقيل، بيل إكمان، حول مصير شركة هيرباليف، مصنعة المكملات الغذائية.

( فايننشال تايمز 14/11/2013 )