لماذا تتراجع السياحة؟
في الإحصاءات الرسمية أن عدد السياح العرب الذين أموا الأردن خلال الشهور الثمانية الأولى من هذه السنة انخفض بنسبة 11% عما كان عليه في نفس الفترة من العام الماضي كما انخفضت حصيلة السياحة العامة بنسبة 7% تقريبأً.
هذه النتيجة مؤسفة ومخيبة للآمال، ويجب أن تدعو المسؤولين عن ترويج السياحة إلى التفكير وإعادة التقييم لتحديد أوجه الخلل وطرح الحلول العملية.
يحدث هذا التراجع في الوقت الذي كنا نعتقد أن السياحة العربية إلى الأردنية هذه السنة ستكون في أحسن حالاتها، أولاً لأن الأردن أكثر استقرارأً سياسياً واجتماعياً وأمنياً مما كان في اي وقت مضى منذ بدء الفوضى الخلاقة التي اطلق عليها اسم الربيع العربي. وثانياً لأن الأوضاع الامنية في كل من سوريا ولبنان ليست مشجعة بل طاردة للسياحة، أي أن السياح العرب الذين اعتادوا على قضاء إجازة الصيف في سوريا أو لبنان سيجدون في الأردن بديلاً جاهزاً لاستقبالهم، لكن هذا لم يحدث للاسف.
تكمن المشكلة في عاملين: الأول التقصير في مجال الترويج، فقد كان على وزارة السياحة أن تعلن بكثافة في الفضائيات العربية ولكنها لم تفعل. والثاني أن الأردن ليس جاهزأً لاستقبال السياحة العربية، التي لا تأتي للإطلاع على الآثار بل للترفيه، ونخشى أن وزارة السياحة قامت هذه السنة بدور الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخاصة خلال شهر رمضان مما يتناقض مع وظيفة وزارة السياحة بالذات.
المزية الأولى للأردن هي الطقس المعتدل الذي لا فضل لأحد في تحقيقه لأنه منحه إلهية. أما المزايا التي تتوفر في لبنان ولا تتوفر في الأردن ففي مقدمتها الكازينو الذي يجتذب آلاف السياح الأغنياء، والمهرجانات الفنية بحيث يستطيع السائح أن يحضر مسرحية أو حفلة غنائية في كل ليلة.
انخفاض السياح وارتفاع الأسعار عاملان يغذي كل منهما الآخر، فلا بد من كسر هذه الحلقة المفرغة، فتخفيض الأسعار يجذب المزيد من السياح، والسياحة الكثيفة تؤدي للمنافسة وتخفيض الأسعار.
في بلد سياحي كالأردن يجب ان يسهم قطاع السياحة بحوالي 10% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي. عملياً تبلغ المقبوضات السياحية حوالي 5ر2 مليار دينار فإذا كانت القيمة المضافة في حدود 35% فإن إسهام السياحة يقل عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي.
( الراي 7/11/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews