ملحم بركات: هناك الكثير من "الحمير" في الوسط الفنّي
جي بي سي نيوز - لا يخفي الموسيقار ملحم بركات انزعاجه من تقاعس الدولة عن تكريم الراحل الكبير وديع الصافي بالطريقة التي تليق به، وإن كان يعتبر أنّ صلاة البطريرك بشارة الراعي على جثمان الصافي أفضل من تكريم الدولة والناس له.
ملحم بركات اعتبر أنّ ثمّة الكثير من "الحمير" في الفنّ، والدولة إن لم تكرم فناناً "قارط هبلة" (غير متوازن عقلياً) على حدّ قوله، فعليها ألا تكرّم ـ في المقابل ـ فناناً آخر حتى لو كان مبدعاً.
فنياً، لا يزال الموسيقار مصراً على موقفه القاضي بعدم طرح أيّ أغنية جديدة إلا بعد تشكيل الحكومة، منتقداً في الوقت نفسه أداء المسؤولين، ومستغرباً عنادهم وتصرّفاتهم التي تشبه تصرفات تلاميذ المدرسة.
واعتبر بركات، في حوار مع "سيدتي نت"، أنّ السياسيين في لبنان لا يفكّرون سوى في مصالحهم الخاصّة ويتجاهلون مصلحة لبنان وشعبه. وفي سؤال عن نظرته إلى تعامل الفنانين مع وفاة الراحل الكبير وديع الصافي، قال:
كلّ الفنانين قصدوا منزل وديع الصافي وتقدّموا بواجب العزاء إلى أهله وعائلته. وأنا رأيتهم بنفسي عندما كنت أقوم بواجب العزاء هناك.
وهل أنت راضٍ عن أداء الدولة اللبنانية خلال مراسم تشييعه ودفنه، وسط هذه الانتقادات الشديدة التي أطلقها الفنانون والإعلاميون، الذين اعتبروا أنّها تقاعست عن القيام بدورها وواجبها تجاه موت مطرب كبير بحجم وديع الصافي؟
لعلّ الخطوة الأهم في تلك المناسبة كانت حضور البطريرك بشارة الراعي، الذي صلى على جثمانه؛ وهذا يعتبر أكبر تكريم له. أمّا بالنسبة إلى الدولة اللبنانية فهي راعت القانون، حيث اعتبرت أنّه لا يجوز تكريم فنان دون آخر. التكريم في لبنان ممنوع، فإمّا أن يُطبّق على الجميع، وفقاً لقانون 6 و6 مكرّر، وإما لا تكريم لأحد. وهذا يعني أنّه عندما لا تقوم الدولة اللبنانية بتكريم فنان "قارط هبلة"، فيجب عليها أيضاً أن تعامل بالمثل أيّ فنان آخر، حتى لو كان صاحب موهبة كبيرة، فتمنع عنه التكريم.
هناك من قال إنّ عدم تكريم وديع الصافي، يعود إلى عدم تكريم عاصي ومنصور الرحباني من قبله؟
إذا أرادت الدولة تكريم كلّ الفنانين "كارثة". يوجد الكثير من "الحمير" في الفنّ؛ ولذلك لا تستطيع الدولة أن تكرّمهم جميعاً عملاً بتطبيق القاعدة على كلّ الفنانين...
كيف ترى مستقبل الفنّ في لبنان والأغنية اللبنانية بعد رحيل وديع الصافي؟
يبدو أنّك لا تسمعين كيف "قايمة قيامتي" (ثائر) ضدّ الذين يُحاربون الأغنية اللبنانية!.
بلى أسمعها... ولكن وديع الصافي يُعتبر رمزاً من رموز الأغنية اللبنانية؟
وأنا موجود في لبنان، ألا أعتبر أنا أيضاً رمزاً من رموز الأغنية اللبنانية.
بعد رحيل وديع الصافي، مَن مِن الفنانين الذين تخرجوا من "مدرسة وديع الصافي" يستحق أن يرتدي عباءته وأن يكون خليفته في الفن؟
كلمة خليفة "تجليطة" (كذبة). عندما يُقال إنّ هذا الفنان أو ذاك الفنان سوف يُكمل مسيرة وديع الصافي فهذا الكلام "كلو كذب بكذب"، لأنه لا يُمكن لأيّ فنان أن يأخذ مكان فنان آخر. الفنان العظيم لا يمكن أن يتكرر، ولا يُمكن لأحد أن يكمل رسالته أو أن يستلم أمانته "شو هالكذبة". وديع الصافي مبتعد عن الفنّ منذ 20 عاماً. لماذا لم يكمل أيّ فنان أمانته أو رسالته الفنية؟ ولماذا لم نرَ فناناً بمثل قوته. كلّ إنسان يتميز بشخصية خاصة به، ولا يُمكن لأيّ شخص أن يقلّد شخصيّة الآخر.
أشرت إلى أنّ كلّ فنان يتمنى الموت وهو يغني على المسرح، ويحلم بأن يظلّ شاباً لكي يظلّ وجوده الفنيّ قائماً، فكيف يُمكن أن نفسّر إعلان رغبتك بالاعتزال؟ ألا ترى في ذلك تناقضاً في مواقفك؟
أنا يمكن أن اعتزل الغناء، ولكن لا يمكن أن أعتزل التلحين أبداً. الفنان لا يستطيع الابتعاد عن الفن، إلا إذا أصيب بمرض صعب جداً يمنعه من ممارسة أيّ نشاط فني.
وهل يمكننا القول إن كلامك عن اعتزال الفنّ كان "طلعة خلق" (انفعال)، ليس أكثر؟
"لا والله"! المعيشة في لبنان غير مقبولة، لا أحد يعرف كيف يؤمن مستقبله، ولا كيف ينام، ولا ما إذا كان سوف يعيش في هذا البلد. وهو لا يعرف متى يمكن أن يُخطف أو أن يُقتل أو ما إذا قام أحد بتقديم "إخباريّة" (وشاية) عنه، فيتم القبض عليه والتحقيق معه. حياتنا كلها قلق في هذا البلد.
سبق أن قلت إنك لن تطرح أيّ عمل جديد قبل أن تتشكّل الحكومة. هل لا تزال مصرّاً على موقفك؟
نعم أنا مصرّ على رأيي، وأنا لن أطرح أيّ أغنية جديدة إلا عندما تتشكّل الحكومة. الناس تعيش حالة من القلق؛ وعندما تشعر بالارتياح، يمكن أن تفكّر في الفنّ وفي السهر. ولكن طالما أنّ الناس مشغولة البال فهي لا يمكن أن تُغادر بيوتها. الناس لا يملكون المال، أمّا من معه "قرشين" فهو يحتفظ بها جانباً، لأنّه "مقطوع قلبه من الخوف". بمجرد أن تتشكل الحكومة، تبدأ ورش الأعمار بالعمل وترتفع الأبنية عالياً.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews