مواجهة أكثر قدسية
كل الأرقام الواردة من الأراضي الفلسطينية المحتلة تثير الرعب. فالاستيطان يتغوّل، والحملة التي تستهدف الفلسطينيين: أمناً وسياسة وتراثاً ولقمة عيش تستعر، والخلافات الفلسطينية، للأسف تتعمّق بدل أن تتضيّق.
المصالحة الفلسطينية باتت، وبكل المقاييس، ضرورة وطنيّة، بل ضرورة نضالية، ومن يعطّلها يكون مساعداً للمحتل للإجهاز على ما تبقى من فلسطين الحلم.
الشعب الفلسطيني قال كفى منذ وقت طويل.. وشريكا السياسة والحكم في الضفة الغربية وقطاع غزة لا يزالان متمسكين بالشقاق، رغم الاتفاقات الكثيرة عبر القاهرة والدوحة وحتى مكة المكرمة. ومع ذلك تبدو الاستجابة العملية متعثرة. وفي المقابل، المحتل وحركاته الاستيطانية توحّد جهودها، وأساليبها، لاغتصاب ما تبقى من القدس، واستهداف الحرم القدسي الشريف عبر التغلغل والاقتحام الجماعي الذي بات فعلاً مستفزاً شبه يومي، وبعد فترة سيصبح روتيناً، وحقيقة من المستحيل منعها.
الفرقاء الفلسطينيون، ومن خلفهم العرب، منشغلون بخلافاتهم حيال ملفات الربيع العربي، وبات الملف الفلسطيني بما فيه القدس في مرتبة متأخّرة، وهو ما وجدت فيه المنظمات اليهودية فرصة سانحة، قد لا تعوّض، لفرض ملامح واقع جديد يقضم الحرم القدسي ويقرّبها من الهيكل المزعوم، وهذا كلّه بدعم من المنظمات الصهيونية ومناصريها من المتموّلين، في تصعيد أخطبوطي غير مسبوق.
مرّة جديدة، نقول: المسجد الأقصى بات تتهدده المخاطر من كل حدب وصوب، والاقتحامات والصلوات اليهودية الجماعية الآخذة في التزايد بداية لا يجب غض الطرف عنها. وعلى منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي ولجنة القدس التداعي اليوم قبل الغد لوضع منهجية لوقف هذا المخطط المشؤوم.
أما شعبياً، فعلى الفلسطينيين الضغط على القيادات لتناسي الخلافات السياسية والتوحّد حول ما هو أهم وأكثر قدسية وإجلالاً من كراسي تزول. وفي ما يتعلق بالشق الشعبي العربي، من الضروري بمكان تدشين حملة شعبية عبر كل وسائل التواصل لفضح المخطط التهويدي، وإعادة تنشيط الوعي تجاه هذه المخاطر.
( البيان 22/10/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews