الموت لم يمنح برونو ميتسو وقتاً إضافياً
في حياة كل منا من نعتز به أو نقدره ونحترمه، لكن يد المنون يد بتارة لا تعترف بالعواطف ولا تهتم بمشاعر الناس ولا تقدر حباً أو كرهاً، فإذا انتهى الأجل لا يستطيع أحد أن يعقب، من هنا فإن برونو ميتسو المدير الفني الفرنسي الذي ملأ قارتي إفريقيا وآسيا كمدرب ناجح للمنتخبات والأندية وكان آخرها تدريب الوصل في الإمارات، لكن مرض السرطان داهمه وتمكن منه، وآه من هذا المرض اللعين بأشكاله وألوانه فملعبه مترامي الأطراف يؤدي في أحيان عديدة إلى الوفاة.
ومبارياته طويلة لا تحدها ساعات إلا الساعات التي حددها القدر، فالإنسان يمرح في الأرض ولا يشعر إلا بأن هذا المرض داهمه في لحظة، يحاوره ولا ييأس من المحاورة، والإنسان بطبعه يعشق الاكتشاف والمعرفة ويريد أن يقف على كل صغيرة وكبيرة، من حياته، لكن في هذا المرض اللعين لو كنت مواطنا أوروبيا فإنا الأطباء يصدمونك بأنك مصاب بالسرطان، وفي بلداننا العربية يتحسس الأطباء إبلاغ المريض بشكل واضح ويتركونه حتى يكتشف الأمر بنفسه أو يعرف ذووه من خلال الأطباء، إن هذه الرحلة شاقة جداً وقاكم الله شرها ومتعكم بموفور الصحة، برونو ميتسو كان من المدربين بل الأشخاص الذين تستطيع التقرب منهم بسهولة، يتحدث إليك بصراحة، وأذكر أننى التقيت به في العاصمة الإماراتية أبوظبي في مهرجان اعتزال عدنان الطلياني نجم الكرة الإماراتية، وكنا نقضى وقتاً طويلاً للحديث وكان جذاباً ضحوكاً، يداعب رجال الإعلام ولا يكف عن الحديث، وتميز ميتسو بمتابعته الدقيقة للمباريات ويظل واقفا طوال وقت المباراة يوجه لاعبيه ويغير من مراكزهم ويرشدهم، ولا أزال أذكر صوره التي كان ينشرها ملحق الشرق يبدو فيها في منتهى الوسامة والرقة، كل هذا لم يشفع له القدر ولم يمنحه وقتاً إضافياً أو فرصة حتى لركلات الترجيح وامتدت يده لتخطفه ونهى حياته.. هكذا البشر.
( الشرق 17/10/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews