أميركا تحلّ مكان «أوبك» على عرش الطاقة
يصادف هذا الشهر انقضاء اربعين عاما على الحصار النفطي الذي نفذته منظمة اوبك، والذي اوقفت فيه الصادرات النفطية الى الولايات المتحدة الاميركية لمساندتها اسرائيل، والذي دام خمسة اشهر فقط. لكن الاثار المعنوية لهذا الحصار ما زالت تلعب دورا اساسيا في سياسة الطاقة الاميركية حتى اليوم.
الامور تغيرت راهنا واصبحت الاسواق اكثر صلابة وتنوعا. وخفضت الولايات المتحدة كلفة الطاقة وباتت مصدرا رئيسيا لمنتوجات الطاقة المكررة. ومن جهة اخرى، أصبحت منظمة اوبك لمنتجي النفط اضعف مما كانت عليه في العام 1973 مع الفوضى السياسية والاقتصادية التي تعاني منها الكثير من الدول الاعضاء في هذه المنظمة.
تراجع استهلاك البترول عالميا بشكل كبير اذ كان يبلغ في العام 1973 ما نسبته 48 في المئة من حجم استهلاك الطاقة الاجمالي، ليتراجع في العام الماضي 2012 الى 33 في المئة فقط. وقد استبدل بشكل واسع بالفحم والغاز الطبيعي والطاقة النووية. وقد ساهم التنوع من مصادر الطاقة العالمية في جعل الاقتصاد العالمي اكثر مناعة ازاء التغييرات المحتملة بالاسعار.
وفي العام 1973 كانت الولايات المتحدة تستخدم النفط لانتاج 17 في المئة من الطاقة الكهربائية. وقد انخفضت هذه النسبة اليوم الى واحد في المئة فقط. وتتمتّع الولايات المتحدة الاميركية ماليا باسعار نفط ادنى من اي دولة اخرى (باستثناء قطر مع التحفظ). كما هناك ايضا الغاز الرخيص. وتصدّر الولايات المتحدة حاليا 3.9 مليون برميل يوميا من المنتوجات النفطية بالمقارنة مع 211 الف برميل في العام 1973.
في المقابل، تتراجع الانتاجية في منظمة اوبك. وهناك المشاكل في ليبيا ونيجيريا والعراق. وتخضع ايران للمقاطعة. وفي فنزويلا، حيث ترتفع نسبة الجريمة والتضخم، ما زال انتاج النفط عند مستويات العام 1994. ويبلغ عدد سكان دول منظمة اوبك 429 مليونا اي اكثر 115 مليونا من الولايات المتحدة الاميركية، ومع الارتفاع المضطرد للصادرات الاميركية وبعد 40 عاما تحت رحمة منظمة اوبك، تتقدم الولايات المتحدة لتكون القوى العظمى على مستوى الطاقة العالمية.
( الجمهورية اللبنانية 12/10/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews