Date : 22,09,2024, Time : 07:32:36 AM
2957 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الجمعة 03 رجب 1438هـ - 31 مارس 2017م 01:55 م

إيران وتركيا... لاعبان صغيران في لعبة خطيرة

إيران وتركيا... لاعبان صغيران في لعبة خطيرة
أمير طاهري

جي بي سي نيوز :- بعد شهر عسل دبلوماسي موجز غلبت عليه الدعاية والأماني الطيبة، يبدو أنالعلاقات بين إيران وتركيا قد وصلت إلى مستوى متدن جديد مع تبادل الاتهامات والتهديدات بين طهران وأنقرة. وتزعم طهران أن أنقرة تحمل طموحاتالإمبراطورية العثمانية الجديدة مع أحلام ببسط الهيمنة على العراق وسوريا.

 

ومن جانبها، تتهم أنقرة طهران بإشعال النزعات الطائفية لخلق إمبراطوريةمصغرة في الشام، مع إمكانية الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط.ومن السابق لأوانه معرفة إلى أين يمكن أن تذهب بنا هذه التوترات الإقليمية الجديدة.ولكنْ هناك أمر واحد مؤكد في سعيهما للمواجهة، فإن كلا الجانبين يتصرف ضدتقاليد حسن الجوار التي تعود إلى بدايات القرن العشرين.عبر التاريخ المتقلب للعلاقات الإيرانية مع جيرانها في القرن الماضي كانت

 

العلاقات الإيرانية - التركية دائماً ما تعتبر استثناء من القاعدة. بحلولنهاية القرن التاسع عشر، كانت الدولتان، اللتان أنهكتهما الحروب التي لانهاية لها كلتاهما ضد الأخرى على مدى مائتي عام كاملة، قد أصبحتاإمبراطوريتين تعانين من الشيخوخة المتأخرة، وتترنحان من جراحات النضال ضدالاستعمار الأوروبي والإمبريالية الروسية التي فقدت كلتاهما بسببها أجزاءواسعة من الأراضي والأقاليم.

 

وفي نهاية عشرينات القرن الماضي، قررت تركيا الجديدة، تحت حكم مصطفى كمالأتاتورك، وإيران الجديدة تحت حكم رضا شاه بهلوي، تبديل عداوة الماضي إلى صداقة الحاضر والمستقبل من خلال صياغة ميثاق سعد آباد، لعدم الاعتداءوالدفاع المشترك ضد الأعداء الخارجيين. ثم انضمت الدولتان فيما بعد إلى حلفبغداد الذي ضم أيضاً العراق المستقل حديثاً، ثم بعد خضوع العراق لنظام عسكريموال للسوفيات، تمت صياغة ميثاق المعاهدة المركزية، وهو الحلف العسكريالجديد الذي ضم باكستان وبريطانيا العظمى مع وجود الولايات المتحدة عضواًمنتسباً.

 

وبحلول نهاية الخمسينات من القرن العشرين كانت العلاقات الإيرانية التركيةفي أفضل صورها، حيث كان السفير التركي يشعر في طهران وكأنه في إجازة طويلة، بينما كان نظيره الإيراني في أنقرة من الشخصيات البارزة التي ذهبت إلى هناكللتقاعد المريح.

 

حتى استيلاء الملالي على مقاليد السلطة في إيران في عام 1979 لم يسبباهتزاز الأسس المتينة للعلاقات الإيرانية التركية القديمة. وفي حين أن أغلبالدول فرضت، أو أعادت فرض، تأشيرات الدخول على المواطنين الإيرانيين إلىأراضيها، أبقت تركيا أبوابها مفتوحة للزائرين واللاجئين من إيران. وعلى مدىالعقود الأربعة الماضية، كان ما يقرب من نصف المواطنين الإيرانيين البالغعددهم ثمانية ملايين نسمة من الذين فروا من البلاد منذ وصول الملالي إلىالسلطة في طهران، قد مروا عبر الأراضي التركية. وحتى اليوم، تستضيف تركيا أكثر من مليون مواطن إيراني من الذين يعيشون ويعملون هناك تحت وضعية غامضةبين اللاجئين والمقيمين المؤقتين. ومرة أخرى، ومنذ استيلاء الملالي على السلطة، كانت تركيا تعتبر الوجهة السياحية الأولى بالنسبة للوافدين الإيرانيين.

 

والأهم من ذلك، ربما، هي مساعدة تركيا إيران للتغلب على كثير من العقوباتالمفروضة على الجمهورية الإسلامية من قبل القوى الغربية، بسبب تورط إيرانفي دعم الإرهاب والتطوير المزعوم لبرامج الأسلحة النووية لديها.

 

ولقد ردت إيران الجميل من خلال مساعدة تركيا على إبقاء الأكراد المسببينللمشكلات تحت السيطرة، ومنع الأكراد العراقيين من تنفيذ الانفصال الكاملالذي من شأنه أن يسبب كثيراً من الاهتزازات في بقية المنطقة لدى الأقلياتالكردية الأخرى.وقبل بضعة أشهر فقط، كان بعض المراقبين الغربيين يتحدثون عن محور طهران -أنقرة - موسكو الجديد، الرامي إلى إعادة تشكيل وجه منطقة الشرق الأوسط التيتخلت عنها الولايات المتحدة تحت رئاسة باراك أوباما. ولم يصدق البعض منا أنتكون هناك فرصة سانحة لتكوين مثل هذا التحالف، حيث إن تركيا وإيران لديهماما يكفي من الشكوك حيال روسيا التي يجمعهما معها تاريخ ملطخ بكثير من الدماء.ومع ذلك، فإننا لم نكن نتوقع أن ينهار مثل هذا المحور قبل أن يتشكل بصورتهالكاملة على أرض الواقع. ولقد حدث ذلك الآن بالفعل. ويبدو أنه، ومع رحيلالرئيس أوباما، قررت تركيا إعادة ربط العلاقات مع الحليف الأميركي القديم.

 

فلقد أعلنت حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فرض عقوبات جديدة علىروسيا، بما في ذلك فرض حظر على السفن القادمة من الموانئ الروسية في بحرآزوف، مما يحول روسيا إلى دولة غير ساحلية.وفي الوقت نفسه، ومع رحيل الرئيس أوباما أيضاً، فإن احتمال تشكيل الولاياتالمتحدة تحالفاً جديداً مع طهران تحت مظلة الفصيل المعتدل من الملالي لم يعدأحد يأخذه على محمل الجد. فإدارة الرئيس ترمب الجديدة على استعداد كامللإعادة تشكيل ملامح سياستها الخارجية الجديدة، ولكن من غير المرجح أن تعقدأي آمال تذكر على أن تغير طهران من سلوكياتها تحت مظلة الفصيل المعتدل الذيلم يكن سوى محض وهم كبير في مخيلة الرئيس الأسبق أوباما.

 

ومع احتمالات عودة الولايات المتحدة بوصفها دولة قومية كبيرة تسعى وراءتأمين مصالحها العالمية بدلاً من أن تكون مجرد محرك لأوهام أوباماالآيديولوجية، فإن القوة الأميركية قد تصبح، مرة أخرى، عاملاً رئيسياً فياستقرار المنطقة المضطربة. وعلى الرغم من تصرفات الرئيس ترمب، فإن أنقرةيبدو أنها تعتقد أن الولايات المتحدة معنية بالعودة إلى منطقة الشرق الأوسطكقوة ذات بأس ونفوذ، وفي هذه الحالة فلن تكون هناك حاجة لدى تركيا لتكوينالتحالفات المشبوهة مع العدو القديم مثل روسيا أو الأصدقاء المتقلبين مثلإيران.

 

والتفكير التركي الحالي يدور حول أنه بمجرد تحقيق إردوغان هدفه بفرضالدستور التركي الجديد من خلال الاستفتاء العام، فسوف يتحرك بكل حرية للبحثعن مكان مهم لتركيا في التجمع الإقليمي الجديد الذي قد يضم الولاياتالمتحدة وحلفاءها في منطقة الشرق الأوسط. ومع باكستان التي بدأت تعبرالسياج المفروض عليها، فإنآفاق التحالف الموسع الذي يشمل «قوس الأزمة» منشبه القارة وحتى المحيط الأطلسي، قد أصبح أكثر جدية وأهمية عن ذي قبل.

 

وهذا الأمر قد يترك إيران في وضعية أكثر عزلة من أي وقت مضى وأكثر اعتماداًعلى روسيا وحسن نياتها. ومع ذلك، يدرك صناع السياسات الإيرانية أن الروس لنيقبلوا أبداً بإيران كشريك على قدم المساواة مع موسكو.

 

ومن خلال فرض السيطرة الحصرية على الملف السوري من خلال دعم وإسناد الرئيسبشار الأسد ونظامه الحاكم، تأمل روسيا في حرمان إيران من البطاقات التي تلعب بها في تلك الدولة العربية التي مزقتها الحرب الضروس.وإذا، كما تعتقد أنقرة الآن، عادت أميركا إلى الشرق الأوسط في منصب قياديومؤثر، فإن أبعد ما يمكن أن تطمح إليه تركيا هو احتلال المرتبة الثانية أوالثالثة في شؤون المنطقة، مما يعني توديع أنقرة تماماً أحلام قيامالإمبراطورية العثمانية الجديدة التي تراود إردوغان الآن.

 

وإذا ما تمكنت روسيا من تأمين كرسي جانبي على الطاولة المفترضة لإعادةتشكيل الشرق الأوسط، فإن آخر شيء يرغب فيه بوتين هو تعلق أحد ملالي إيرانالمراوغين في ذيل معطفه.وبعبارة أخرى، قد ينتهي الأمر بتركيا وإيران إلى تخريب العلاقات القديمة فيمقابل المكافآت الضئيلة، بما في ذلك لعب دور التابع الأمين لأميركا أو لروسيا. يمكن لأحلام الإمبراطوريات أن ترجع بعواقب حقاً وخيمة، خصوصاًبالنسبة للاعبين الصغار الذين يتنافسون في لعبة خطيرة وقاتلة.

 

2017-03-31  صحيفة الشق الأوسط




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد