Date : 23,11,2024, Time : 09:36:15 PM
4194 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الثلاثاء 12 ذو القعدة 1434هـ - 17 سبتمبر 2013م 01:47 ص

السلطة السورية عاريةً

السلطة السورية عاريةً
حازم صاغية

ظهرت خلافات كثيرة في تأويل الاتفاق الأميركي – الروسي الأخير، وما إذا كان هزيمة للنظام السوري أو انتصاراً. لكن شيئين اثنين أجمع عليهما المراقبون والمتابعون الجديون من دون استثناء تقريباً:
الأول أن الديبلوماسية الروسية أنجزت ما لم تنجزه منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. إلا أن هذا الإنجاز نفسه، على ضخامته، يبقى محدوداً ومرهوناً بجر روسيا للتعاطي الإيجابي مع القوى الغربية في مجلس الأمن. أي أن القوة الروسية هي ما تُخليه لها القوة الأميركية مقابل تكيف الأولى مع المعايير التي تضعها الثانية.

أما الثاني فمفاده أن إسرائيل كسبت كسباً صافياً بإزاحة ما أسماه النظام السوري (من دون أن يعترف بوجوده!) معادلاً استراتيجياً لقوتها النووية. لقد بكرت إشارات هذا التحول في الظهور، فكانت زيارة جون كيري إلى تل أبيب والضحكات الملعلعة التي تبادلها مع بنيامين نتانياهو.

وبغض النظر عما إذا كان السلاح الكيماوي السوري معادلاً استراتيجياً للنووي الإسرائيلي أم لا، يبقى أن النظام السوري، تبعاً لمزاعمه، ضحى بهذا المعادل الذي يؤسس، افتراضاً، للتوازن مع الدولة العبرية. ذاك أن بقاء النظام يفوق كل هدف آخر أهمية.

ولا يعني إدراك تلك الحقيقة البسيطة إلا أن السلطة السورية فقدت القدرة على ممارسة ممانعتها التي قيست وتقاس بالموقف من التوازن مع إسرائيل.

بلغة أخرى، توج الاتفاق الأميركي – الروسي إفقاد السلطة السورية كل مضمون عقائدي أو قيمي تدعيه لنفسها. فحكم الحزب الواحد، إذا افترضناه قيمةً، تحول منذ زمن طويل حكماً للأجهزة الأمنية ذات اليد الطولى. أما ذكر «الوحدة والحرية والاشتراكية» فلا يحض، منذ عقود، إلا على المطالبة بوقف المزاح.

هكذا يحكم بشار الأسد اليوم من دون بعث، ومن دون وحدة وحرية واشتراكية، ومن دون صراع مع إسرائيل أو قدرة على بناء «توازن استراتيجي» معها. وهذا يذكر، على نطاق أصغر طبعاً، بسلاح حزب الله اللبناني في ظل القرار 1701 الذي أنهى عملياً الصراع مع إسرائيل عبر جنوب لبنان.

يتبقى من هذا كله، وعملاً برواية النظام السوري، لا بتصديقنا لها، أن بشار والمجموعة المحيطة به تريد أن تحكم السوريين بالطريقة التي تحكمهم فيها لمجرد أنها تريد أن تحكمهم.

أمام هذه الحقيقة يتقلص تأويل أيديولوجي – جغرافي سياسي يرد الصراع مع الغرب إلى مصالح غالباً ما يتصدرها النفط. وقد سبق أن قيل مراراً إن النفط هو ما قاد الأميركيين والغربيين إلى العراق وليبيا. لكن التحليل البائس هذا فاته أن صدام والقذافي كانا على أتم الاستعداد لرهن النفط في بلديهما للمصالح الغربية مقابل إبقائهما في السلطة.

إذاً لا معنى لتحليل ما يجري من دون الانتباه إلى الاستبداد والتمسك بالسلطة لذاتهما، لا لبلوغ أي غرض أيديولوجي مزعوم. والمرض هذا يجد ما يسنده في الجماعة الأهلية التي تلتف حول الحاكم المستبد، بحيث يغدو السوسيولوجي أنفع كثيراً من الأيديولوجي والجيو استراتيجي لفهم ما يجري.

أما في ما خص ادعاءات الانتصار، فيكفي التذكير بأن السلطة السورية الحالية سليلة سلطة قالت إنها انتصرت في حرب حزيران (يونيو) 1967 لمجرد أن النظام «التقدمي» لم يسقط!

( المصدر : الحياة اللندنية 17/9/2013 )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد