إيران : هل اقتربت ساعة الإنحسار ؟
عندما يتحدث عبد الملك الحوثي عن أن لديه صواريخ تصل الرياض وما بعد الرياض ،مقلدا لحسن نصر الله ، لا نضع أيادينا على قلوبنا من الصدمة بل نضعها على بطوننا من الضحك .
هذا العميل الأيراني الصغير استجاب من فوره لما طلب منه أسياده في طهران ، عندما هددت إيران الولايات المتحدة بحالفائها الذين تقول معطيات إنهم "عملاء " وليسوا " حلفاء " .
وعندما يستعرض الحرس الثوري الأيراني قوته في ذكرى ما يطلقون عليه " الثورة " ولكن بدون صواريخ ، كما كان متوقعا ، بعكس ما كان يفعل الحرس في كل الإحتفالات السابقة ، فإن هذا أيضا له معنى واضح ومحدد .
ولكن الذي يفاجئ هو صمت حزب الله الذي نتوقع أن يتحدى هو الآخر ، ولكن ، وكما يبدو ، فإن إيران طلبت منه عدم التصعيد ، إلا إذا تغير الموقف بين ليلة وضحاها ، وهكذا هو الحال بالنسبة لعملاء طهران من الميليشيات العراقية .
ترامب ، من جهته ، لم يفوت تحدي الرئيس الإيراني حسن روحاني حيث رد بصرامة السبت : " أعتقد أن عليه أن يحترس " .
ليس هناك من شك ، بأن الأيرانيين الذين تظاهروا بأنهم أجروا مناورات وسط البلاد ، واستعرضوا قوة جماهير الملالي يوم الجمعة ورفعوا صور الخميني وهتفوا ضد أمريكا ، من الواضح أنهم يأخذون تهديدات ترامب بجدية ، وإلا لكنا رأينا صاروخا باليستيا آخر ينطلق ويقول لترامب : " بلط البحر " وهوما لم يحدث ، وإذا أعلن عن ذلك في الأيام القادمة فسيكون هذا الإعلان للإستهلاك الداخلي حيث لا صواريخ ستطلق ولا هم يحزنون إلا إذا أيقن حكام إيران بأن ترامب ليس في وارد الحرب ، وحينها سنرى عنترياتهم الفارغة وتهديداتهم الجوفاء .
وعودة على بدء ، فإن الإيرانيين بالتأكيد زودوا الحوثيين بصواريخ ، أو بالأحرى ، لدى ضباطهم في اليمن صواريخ تصل إلى مديات كبيرة ، ولكن ، هل تمكنت صواريخ صدام حسين من فعل شيء ؟ .
يريد الأيرانيون من خلال عملائهم إعادة إنتاج قدراتهم وما يمكن أن يفعلوه ، ولكن هؤلاء الذين أصابهم الغرور لغياب عزم عربي مبين ضد دولتهم الفارسية الطائفية يدركون بأن أية مواجهة مع السعودية وحلفائها لن تكون سهلة وسيدفعون جراءها أثمانا باهظة فما بالكم إذا اصطدموا بالولايات المتحدة ؟ .
عملاء إيران ، من أمثال الحوثي وحزب الله وميليشياتهم في العراق ودمشق التي أعلن رئيس نظامها استعداده لاستقبال قوات أمريكية في فضيحة تاريخية لا تنسى ، لن تكون على المدى المتوسط سوى عبء على ملالي قم ، ومخطئة طهران إن اعتقدت أن نفوذها في العواصم العربية التي أعلنت احتلالها سيستمر ، وها قد خرج العراقيون ضد حزب الدعوة في بغداد ، وهو الحزب الإيراني العميل الذي يرأسه المالكي ، وهناك مؤشرات قد لا تطول عن بدء انحسار نفوذ هذه الدولة الفاشية في المنطقة ، إن لم نقل داخل إيران نفسها بسبب تعدد قومياتها ووقوع الملايين من شعوبها تحت ظلم طغمة فارسية حاقدة على الإنسان والأسلام والبشرية وتتصرف بغباء منقطع النظير سيودي بها في غياهب الظلام والعزلة .. وبالتالي الإنحسار .
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews