تل أبيب: التقارب بين موسكو وأنقرة سيء وبوتن يدفع أردوغان لتأجيج خلافاته مع أوروبا
جي بي سي نيوز :- نفى نائب رئيس الوزراء التركيّ محمد شيمشك تصريحات نسبت له، مفادها أنّ أنقرة لم تعد تصر على رحيل الرئيس السوريّ بشار الأسد عن السلطة، وفق وكالة “الأناضول” التركيّة. وأصدر مكتب شميشك الجمعة 20 كانون الثاني (يناير)، أيْ أمس، بيانًا جاء فيه أنّ نائب رئيس الوزراء التركيّ ردّ على سؤالٍ حول المسألة السوريّة على هامش مشاركته في منتدى دافوس الاقتصاديّ، قائلاً إنّ الأسد سبب المأساة في سوريّة، ولا يمكن قبول حل يكون الأسد جزء منه. وبحسب البيان، فإنّ شميشك أضاف خلال مشاركته في ندوة بعنوان “إنهاء النزاع في سوريّة والعراق” أنّ “الولايات المتحدة لم تقم بما يقع على عاتقها، وتمكّنت روسيا وإيران من تغيير الوضع في الميدان”.
الجملة الأخيرة من البيان، تحمل في طيّاتها انتقادًا شديد اللهجة لسياسة واشنطن، وبالمُقابل تكيل المديح لكلّ من موسكو وطهران، الأمر الذي يؤكّد أنّ أردوغان ماضٍ في تحسين علاقاته مع الدبّ الروسي ومع إيران. وبغضّ النظر عن صحّة النفي أوْ عدمه، فإنّ التقارب الروسيّ-التركيّ يُزعج صنّاع القرار في تل أبيب.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، رأى المُحلل الإسرائيليّ أنشيل بيفر، من صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ التقارب بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، ونظيره التركيّ، رجب طيّب أردوغان، بعد فترةٍ من التوتّر في العلاقات بين البلدين وفرض العقوبات، يخدم، أيْ التقارب، المصالح الاقتصاديّة للدولتين. علاوة على ذلك، شدّدّ المُحلل الإسرائيليّ على أنّ الاثنين سعيدان جدًا لأنّ التقارب بينهما يُشكّل ضغطًا على الغرب، بحسب تعبيره.
ولفت إلى أنّ توثيق العلاقات بين موسكو وأنقرة شطب عن الأجندة تهديد المُواجهة العسكريّة بين البلدين، وهذا الأمر لا يعتبره الغرب بمثابة أخبارٍ جيّدةٍ له. كما لفت المُحلل إلى أنّ العلاقات التركيّة مع الاتحاد الأوروبيّ تمرّ في أزمةٍ بسبب قيام الاتحاد بانتقاد حملة الاعتقالات التي يقوم بتنفيذها الرئيس التركيّ منذ محاولة الانقلاب الفاشل في تموز (يوليو) المنصرم.
علاوة على ذلك، لفت المُحلل إلى أنّ العلاقات التركيّة مع حلف شمال الأطلسيّ (الناتو) متوترةً، بسبب اتهّام عددٍ من قادة الحزب الحاكم في أنقرة واشنطن بالوقوف خلف الانقلاب الفاشل، وبناءً على ذلك، فإنّ بوتن، الذي يرى في الاتحاد الأوروبيّ والناتو بأنّهما يُحاولان الحدّ من التأثير الروسيّ على جيرانها، يعمل على تأجيج الخلاف بين تركيّا وبينهما، على حدّ قوله.
ووفقًا للمُحلل بيفر، فإنّ أردوغان يُلوّح بالورقة الرابحة، وهي اللاجئين المتواجدين على الأراضي التركيّة، ويُهدد بفتح الأبواب لهم للهجرة إلى أضعف دولةٍ في الاتحاد وهي اليونان. وهذا التهديد، أوضح بيفر، يقُضّ مضاجع الأوروبيين، الذين سارعوا لمنح تركيّا مبلغ ستة ملايين يورو، وتوصّلوا لاتفاقٍ معهم حول دخول الأتراك إلى أوروبا بدون تأشيرات، ولكن بسبب خلافات داخل الاتحاد لم يتّم حتى اليوم توقيع الاتفاق بين الطرفين.
وساق قائلاً إنّ بوتن يدفع أردوغان باتجاه فتح الأبواب أمام اللاجئين لأوروبا، لإيمانه المطلق بأنّ هذه المشكلة المستعصية تُلقي بظلالها السلبيّة على دول الاتحاد الأوروبيّ، وتُشكّل ورقة ضغط سياسيّة على دول الاتحاد للحصول منها على تنازلات لصالح أنقرة وموسكو على حدٍّ سواء.
وبرأي المُحللين هناك خمسة أسباب وراء رغبة تركيا في تحسين العلاقات روسيا: الصراع السوريّ، أظهرت أنقرة مؤخرًا مؤشرات على التخفيف من حدة مواقفها بشأن الرئيس السوري، ويُحتمل أن تتيح المباحثات مع موسكو فرصة للبحث عن أرضية مشتركة.
السياحة، ترغب تركيا في استعادة إيراداتها السنوية البالغة ثلاثة مليارات دولار من عائدات السياحة من روسيا وحدها. الغاز الطبيعيّ، يعتبر الغاز الروسيّ عاملاً حيويًا لدعم الاقتصاد التركيّ المتنامي، وتعتمد تركيا على روسيا في أكثر من نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعيّ المستخدم في التدفئة وتوليد الكهرباء. مجال البناء، تقدم بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2018 الوشيكة، التي ستستضيفها روسيا، فرصةً جديدةً لشركات البناء التركيّة. التجارة، تركيا حريصة على رفع الحظر الروسيّ على المنتجات التركية، وتُعّد روسيا وجهة تصدير رئيسية لصناعة الغزل والنسيج والفاكهة والخضروات التركيّة.
ومن الجدير بالذكر أنّ موقع (TABNAK) الإيرانيّ اعتبر أنّ الصراع بين روسيا وحلف “الناتو” كان الدافع الرئيس للتدخل بسوريّة، لافتًا إلى أنّ الأحداث التي بدأت بين الناتو وروسيا منذ عام 2008 ما زالت جارية حتى الآن، ويسعى الروس إلى منع توسع حلف الناتو نحو الحدود الشرقية لروسيا، ومنذ بداية الحرب الباردة كان ذلك مصدر قلق أمني كبير لديها. وأشار إلى أنّه من حيث الأهمية الإستراتيجيّة فإنّ تركيّا أكثر أهمية بالنسبة لموسكو من إيران، والدليل على ذلك، خلُص إلى القول، إنّ روسيا الآن تتجه نحو المزيد من التعاون مع تركيا في مبادرتها بسوريّة، وهذه المبادرة أصبحت في أيدي الأتراك والروس، وبالتشاور أخيرًا مع إيران ظاهريا على ما يبدو، بحسب تعبير الموقع الإيرانيّ.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews