«الناشئين» أكثر من بطولة!
عندما يحسب للبطولة الخليجية لمنتخبات الناشئين التي تحتضنها العاصمة القطرية الدوحة هذه الأيام، إسهاماتها في التعريف بالنواة الأولى لبناء منتخبات الكبار، فمن الضروري أن يكون لإقامتها ايضا الأثر الكبير من الإهتمام على مستوى صناع القرار في الاتحادات الخليجية، وأن يدققوا ويمعنوا النظر في الالية التي يتم من خلالها اختيار عناصر المنتخبات، وما يمكن أن يقفوا عليها من قدرات وإمكانات من شأنها أن تقدمهم في صورة أفضل قبل الوصول للمنتخبات الأولى التي تعتبر البيت الأول للقصيد.
وبما أننا نتحدث اليوم عن منتخبات للناشئين ونواة أولى من الطبيعي أن تنسحب عليها باقي القرارات والقناعات فيما يخص الصورة العامة التي يمكن أن يكون عليها منتخبات الدول الخليجية العمومية، فمن الواجب أن تكون الاختيارات للاعبين في هذه المرحلة هي الأكثر خطورة وحساسية، لما سيكون تابعا لها من حسابات على مستوى المنتخبات الأخرى للشباب والأولمبي والأول، ذلك اذا ما اعتبرنا أن الاختيار الأمثل للاعبين في هذه المرحلة له أن يسهل في الكثير من القناعات في السنوات القادمة، ويذلل الكثير من العقبات التي يمكن أن تظهر لعدم وجود التأسيس الصحيح، أو حتى التواصل بين المنتخبات والأجيال.
وحتى نبرهن للحديث العلمي المؤسسي الذي نتطرق اليه في هذا الجانب، فمن الواجب الاشارة الى أكبر نسبة من المخرجات قدمتها البطولة نفسها قبل ما يقارب ال7 سنوات والتي استضافتها مدينة أبها السعودية، واستفادت منها كرة الامارات في سنوات 7 سابقة، ولا تزال تنعم بإيجابياتها، لاعتبارات أن الدقة في اختيار المنتخب الاماراتي في تلك البطولة تحت اشراف المدرب الاماراتي جمعة ربيع ومساعده مهدي علي، كان له الأثر الايجابي أن تتحول المنتخبات الاماراتية من المشاركة العابرة في البطولات، الى التجسيد الحقيقي للمنافسة والفوز بالبطولات، لتكسب بالفريق نفسه الذي تم الاضافة عليه ببعض العناصر العديد من الألقاب من ضمنها البطولة الأولمبية للمنتخبات الخليجية، والبطولة الآسيوية للشباب وبطولة الخليج ال21 للمنتخبات، الى جانب المشاركة في مونديال الشباب في مصر، والحصول على فضية الالعاب الآسيوية، والمشاركة في أولمبياد لندن، ذلك الى جانب مشاركة اللاعبين في الارتقاء بمستوى وقيمة الدوري الاماراتي خلال 5 سنوات فائتة، واضافة المزيد من الطموحات التي كانت متباينه قبل بروزهم.
لقد قدمت الامارات نفسها خلال السنوات الفائتة بصورة مختلفة بعد استفادتها القصوى من الدقة في الاختيار الذي كان عليها منتخب الناشئين في العام 2006، أكثر بكثير من الفائدة التي تحققت على مستوى المنتخبات الخليجية الأخرى التي تراجعت مستوياتها على مستوى المنتخبات السنية، ليؤثر ذلك التراجع حتى على قيمة المنتخبات الأولى، من ضمنها الفريق السعودي الذي لم يكن موفقا ايضا بنفس الدقة التي كان عليها الاختيار لمنتخب الامارات.!
للأسف الشديد لا تضع بعض الاتحادات الخليجية منتخبات الناشئين ضمن ابرز اولوياتها، ولا تعيرها نفس النسبة من الاهتمام والتركيز الذي عادة ما يرافق المنتخبات الأولمبية والرجال، وهي بتلك الاتجاهات العشوائية، تبعد منتخباتها عن الكثير من الايجابيات التي يفترض أن تكون من خلال التأسيس والاختيار السليم، وتساهم أن تقدم منتخبها للرجال بعيدا كل البعد عن أي عمل مؤسسي منظم تكون مخرجاته ذات فوائد وايجابيات شمولية.!
إن ما يتوجب أن يكون من مخرجات ناجحة لبطولة منتخبات الناشئين الحالية، لا يجوز أن يكون حكرا على التتويج بلقبها وفقط، بل يفترض أن يتجاوز حدود البطولة الى سنوات 5 قادمة، للتمعن في قيمة المنتخبات التي حققت النسبة الأكبر من النجاح والمتمثله بوصول العدد الأكبر من اللاعبين للمشاركة مع المنتخبات السنية الأخرى وكذلك منتخبات الرجال.
( المصدر : الأيام البحرينية 3-9-2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews