أطفال حلب.. جوع وخوف ومصير مجهول
جي بي سي نيوز :- ليس النوم على جوعٍ عمره استمر لأيام أسوأ من الاستيقاظ على صوت القصف عند أطفال حلب، فالجوع والخوف شعوران متلازمان لا يفارقان سكان الأحياء المحاصرة في المدينة، لكنهما أشد وطأة وأكثر ألماً على أطفالٍ لا يمكنهم فهم الأسباب التي تجعلهم يعيشون هذه المعاناة بلا ذنب اقترفوه.
تقول ليلى، وهي أم لثلاثة أطفال توفي والدهم جراء قصف سابق ببراميل متفجرة على حي الشعار (شرقي حلب) إنها تركت منزلها بعد أن دمره القصف الذي قتل فيه زوجها، وانتقلت إلى منزل قريب في الحي نفسه، لكن تقدم المليشيات الأجنبية، وما سبقه من قصف عنيف دفعها للهرب بأطفالها إلى عمق المناطق بشرق حلب.
وأضافت أنها في طريق هروبها مع أطفالها، شاهدت الرعب في وجوههم عند المرور بين جثث لنازحين قتلهم قصف قوات النظام، حيث كان المنظر مرعبا وأشلاء الأطفال والنساء تملأ المكان.
وبعد وصولها مع أطفالها إلى حيث توجد الآن، لم تجد ليلى مكانا تأوي إليه سوى أحد الأقبية، حيث عشرات من النساء والأطفال، معظمهم قدموا من الأحياء التي سيطرت مؤخرا عليها قوات النظام والمليشيات الأجنبية الداعمة لها، والوحدات الكردية.
القصف والأطفال
وعن أحوال معيشتها مع أطفالها في القبو، تقول ليلى "لا تتوفر في هذا المكان أدنى مقومات الحياة، والغذاء قليل للغاية، فمعظم الأيام ينام أطفالي جوعى دون أن أجد ما أسد به رمقهم، لكن القبو قد يحميني وأطفالي من خطر القصف الذي لا يتوقف على مدار الساعة، حيث تثير أصوات الانفجارات رعب الأطفال وبكاءهم".
قد يساعد وجود ليلى مع أطفالها في طمأنتهم، لكن أطفالا آخرين لا يحظون بأم تحتضنهم وتخفف بحنانها وطأة الخوف عنهم، ففي دار "المميزون" للأيتام يوجد 47 طفلا معظمهم من فاقدي الأم والأب، رغم جهود القائمين على الدار، فإن الأطفال يعيشون في ظروف خطرة بسبب القصف المستمر على المنطقة من قبل روسيا وقوات النظام والمليشيات الأجنبية الداعمة لها.
يقول طلال الدامور أحد مسؤولي مؤسسة أفكار المشرفة على الدار إن الأطفال يعيشون في حالة خوف وترقب مستمر، حيث أصوات القذائف والصواريخ لا تهدأ أبدا، لافتا إلى أن الدار تعرضت للقصف أكثر من مرة، كان آخرها منذ أيام، وأدت إلى إصابة طفلين.
رسالة للعالم
ويضيف الدامور أن عدد الأطفال يتزايد لدى الدار التي يشرف عليها يوميا، غير أن الإمكانيات محدودة للغاية بسبب الحصار، والآن أصبح من الصعب تأمين الغذاء والدواء والدفء للأطفال خاصة مع استمرار القصف واشتداد المعارك.
واعتبر أن الحل الأفضل لإنقاذ الأطفال هو بإجلائهم إلى خارج مدينة حلب وتأمينهم في مكان آمن.
لهذا قامت إدارة الدار، بنشر رسالة من الأطفال عبر مقطع فيديو، ناشدوا فيها المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان والأطفال بتأمين إخراجهم سالمين من أحياء حلب المحاصرة، وعبر الأطفال في رسالتهم عن خوفهم الشديد من القصف والغارات، وأكدوا على رغبتهم في العيش بسلام.
من جهته قال المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" غيرت كابيليري، إن تقارير وصلت إلى المنظمة تفيد بوجود أكثر من مئة طفل من دون عائلاتهم في مبنى شرقي حلب، وهم تحت القصف العنيف.
وأضاف أن معلومات وردت للمنظمة عن إعدام أطفال داخل حلب، وطالبت المنظمة جميع الأطراف بإجلاء الأطفال وحمايتهم، وعبر كابيليري عن قلقه العميق مما يتعرض له الأطفال في حلب، وقال "لقد حان الوقت ليقف العالم من أجل أطفال حلب، ويوقف الكابوس الذي يعيشونه"."الجزيرة"
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews