إيزفيستيا: سكان الرقة سوف يقاتلون إلى جانب “الدولة الاسلامية”
جي بي سي نيوز:- ذكرت صحيفة “إيزفيستيا” أن الخوف المحتمل من قيام الكرد بعمليات إبادة جماعية يجبر سكان الرقة العرب على مساندة “الجهاديين”.
جاء في مقال الصحيفة:
في حال اقتحام القوات الكردية مدينة الرقة، فإن السكان العرب المحليين، الذين ترعبهم المذبحة في مدينة الموصل العراقية، سوف يقفون إلى جانب مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية”، كما يرى خبراء الجيش الامريكي. لذا، يشكل البنتاغون على عجل فرقا من العرب لتحرير مدينة الرقة، التي أعلنها الإرهابيون عاصمة لخلافتهم.
وبحسب قول العقيد جون دوريان، المتحدث الرسمي باسم هيئة أركان عملية “العزم الراسخ”، يجري الآن الاعداد لإمداد “قوى سوريا الديمقراطية” بحوالي 1500 مقاتل، 90% منهم من القومية العربية. وأكد العقيد أن المقاتلين العرب أمر “بالغ الأهمية” لتحرير المدينة واستعادة الحياة الطبيعية فيها. وهذا يعني أن الأمريكيين قد استخلصوا الدروس مما يجري الآن في الموصل، حيث يقاتل السكان المدنيون جنبا إلى جنب مع مسلحي “الدولة الاسلامية” ضد القوات الحكومية، بسبب الخشية من المذابح وعمليات الإبادة الجماعية من جانب الكرد والشيعة ضدهم.
هذا، وقد بدأ هجوم الوحدات الكردية على مدينة الرقة، والذي يحمل اسم “غضب الفرات”، يوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر، أي بعد أسيوعين تقريبا من بدء الهجوم على الموصل. وفي الوقت الراهن يواصل الأمريكيون حملة جوية مكثفة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية”. ووفقا لمعطياتهم، فقد شنوا زهاء 300 غارة جوية ضد مواقع في سوريا خلال الشهر الماضي فقط.
أما على الأرض في منطقة الرقة، فيخوض مقاتلو “قوى سوريا الديمقراطية” العمليات العسكرية ضد “الدولة الاسلامية”. ويتراوح عدد “قوى سوريا الديمقراطية” ما بين 30 و40 ألف مقاتل، وتتألف في غالبيتها من “وحدات حماية الشعب”. الذي أعلنته تركيا رسميا تنظيما إرهابيا.
ويساند “قوى سوريا الديمقراطية” نحو 300 مستشار عسكري أمريكي ويؤمن التحالف الدولي (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا) لهم الغطاء الجوي.
وحاليا، تطوق الوحدات الكردية الرقة من الشمال، وتدريجيا تفرض سيطرتها على القرى المجاورة، فيما تقصف الطائرات الأمريكية ضواحي المدينة. ولكن موعد بدء الهجوم الحقيقي على “عاصمة الخلافة” ما زال بعيدا. وتتمثل مهمة المهاجمين في الوقت الراهن بتطويق ومحاصرة الرقة لحرمان “الجهاديين” من الإمدادات والتعزيزات.
ويبلغ عدد سكان الرقة الآن قرابة 220 ألف نسمة، معظمهم من العرب، الذين قد ينضوون تحت راية تنظيم “الدولة الاسلامية” في لحظة يأس. إذ إن العرب يتذكرون جيدا أن الأكراد تميزوا بوحشية خاصة خلال الإبادة الجماعية للأرمن في عهد الامبراطورية العثمانية بداية القرن العشرين. وعلاوة على ذلك، فإن الأكراد في العراق المجاور، وفق شهادات المدفعين الغربيين عن حقوق الإنسان، ينفذون سياسة تهجير السكان العرب من ضواحي الموصل. وفي كثير من الأحيان هم ببساطة يمسحون عن وجه الأرض قرى عربية بأكملها. كما تم تسجيل حالات مماثلة في سوريا.
وفي حديث إلى صحيفة “إيزفيستيا”، أكدت مستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية إيلينا سوبونينا أن الرقة باتت تؤوي عددا كبير من المتطرفين الذين استطاعوا الوصول إليها من العراق.
وقالت سوبونينا أن القيادتين الأمريكية والعراقية لم تخفيا خططهما بشأن الموصل. لذا، لجأ عدد كبير من المسلحين مع عائلاتهم من هناك إلى مدينة الرقة حتى قبل ان يبدأ الهجوم على الموصل. والخروج امتد بضعة شهور، ولا توجد أرقام دقيقة لعددهم، ولكن الحديث يدور عن بضع مئات على الأقل، يضاف إليهم العراقيون العاديون الذين فروا خشية وقوع مجازر من الكرد والشيعة ضدهم. وأضافت الخبيرة أن الرقة أصبحت الآن الملاذ الأخير لمسلحي “الدولة الاسلامية”. لذا يلجأون إليها ليس فقط من الموصل، بل ومن مدينة حلب أيضا.
وخلصت المستشرقة سوبونينا إلى أن اقتحام الرقة سيكون صعبا جدا. فالمدينة أُعدت بشكل جيد للدفاع، وتجمع هناك عدد كبير من المتعصبين، والمستعدين لأن يصبحوا شهداء، وليس لديهم ما يخسرونه. فهم يذهبون إلى هناك لكي يموتوا، ولا يمكن التفاوض معهم، وهذا يعني أن في انتظارنا اقتحام طويل ودموي آخر. (روسيا اليوم)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews