هل يعبد ترامب طريق السلام بوقف الاستيطان اليهودي؟

جي بي سي نيوز :- قالت مجلة أميركية إن على الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن ينتقي خياراته بعناية فيما يتعلق بالمستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية إن كان يريد التوصل إلى اتفاق سلام "نهائي" يضع حدا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وترى فورين بوليسي أن مدى النفوذ الأميركي الذي ستمارسه إدارة ترمب للحد من التوسع في المستوطنات سرعان ما سيتضح، إذ يتوقف ذلك على ما إذا كان الرئيس المنتخب سيقرر تجاهل المستوطنات تماما ويطلق يد إسرائيل، وفق ما ذكر هو في مقابلة أجرتها معه صحيفة ديلي ميل إبان حملته الانتخابية، أم أنه ربما يتبنى نهج جورج بوش الابن -آخر رئيس جمهوري- الذي اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها أرييل شارون على أن المستوطنات يمكنها أن تنمو من حيث تعداد السكان ولكن ليس في حجمها الفعلي.
وأوضحت المجلة -في المقال الذي كتبه الأكاديمي بمجلس العلاقات الدولية في واشنطن إليوت أبرامز- أنه إذا تمكن ترمب من استخدام النفوذ الأميركي "بحكمة" فبمقدوره التأثير على السياسة الإسرائيلية الخاصة بالمستوطنات. وفي هذا الصدد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مؤخرا إنه إذا انتهجت الإدارة الأميركية الجديدة نفس سياسة بوش شارون "فإنه يتعين علينا ساعتئذ الأخذ بها وعدم البناء خارج الوحدات الاستيطانية".
وأشار أبرامز في مقاله إلى أنه خلال السنوات الثماني الماضية نمت المستوطنات ببطء لكن بوتيرة مطردة، وليس بذلك الحجم الضخم والخطير من التوسع الذي ظل الرئيس باراك أوباما يحذر منه.
وخلص الكاتب إلى أن على إدارة ترمب أن تُثني إسرائيل عن الاستثمار بالمستوطنات أو أن يقطنها مزيد من السكان "فببساطة ليس ثمة منطق إستراتيجي يبيح ذلك.. والأهم من ذلك كله هو التركيز على قضايا الوضع النهائي مثل حق العودة لـاللاجئين الفلسطينيين، ومستقبل القدس، والأمن بالمناطق التي قد تحاول حركة حماس أو حتى تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة عليها في المستقبل".
وعلى حد تعبير أبرامز في مقاله، فإن تلك القضايا ستظل تمثل "عقبات جوهرية" في التوصل إلى سلام نهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين عبر التفاوض.
ونصح الكاتب في الختام ترمب بأن يتبع المسار الأفضل وهو التوقف عن الحلم، والسعي بدلا من ذلك إلى إحداث تغييرات "عملية" ترفع من مستوى حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
المصدر : فورين بوليسي