عن القصف الكيماوي والطريق السري الذي شقه "داعش" بين الموصل والرقة
كما قلنا في مقالنا السابق ، فقد دأبت التصريحات الأمريكية المتتالية بشأن معركة الموصل على تذكير الجمهور بأن تنظيم داعش الإرهابي قد يستخدم الأسلحة الكيماوية في المعركة ، وهو الكلام الذي تكرره قوات الحكومة العراقية والميليشيات التابعة لها في تحذيرات مشبوهة لها ما بعدها كما يرى كثيرون وكما سبق ونبهنا .
وإذا لم يكن غريبا على تنظيم مثل داعش أن يستخدم أي أسلحة يملكها ضد خصومه ، وهو أمر مسلم به بسبب نزعته الإجرامية ، إلا أن هذه التحذيرات تشي بأن هناك نية مبيتة لاستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل القوات المهاجمة للمدينة السنية الكبرى .
ما يعزز هذه الفرضية ، هو ما تناقلته وسائل إعلام محترمة عن أن الإيرانيين طلبوا من الولايات المتحدة إخلاء الموصل من سكانها ، الأمر الذي تم رفضه حتى الآن ، وليس من مانع في تنفيذه لاحقا ، وما يعززه أيضا هو ذلك الطريق " السري " الذي كشفت عنه وسائل الإعلام العالمية نقلا عن مصادر استخبارية ، وتتحدث عن أن الجانب الأمريكي طلب من العبادي إغلاق هذا الطريق ، فكان شرط العبادي (بناء على طلب إيراني ممثلا بالأحزاب الشيعية الموالية لإيران في العراق ) هو أن يتم إخلاء الموصل أولا ، وهو ما يفسر أن هناك نية مبيتة لاستخدام الأسلحة المحرمة ، ومن ثم تدمير المدينة ، لتختتم إيران بالموصل تدمير كل المدن السنية الرئيسية في العراق ، كما دمرت مع الأسد كل المدن السنية في سوريا .
ولأنني عودت قارئي العزيز على نمط معين من الكتابة ، فإني ألجأ هنا لموقع جي بي سي نيوز الذي ترجم التقرير ونشره قبل أيام .. يقول التقرير :
".. سجالات ساخنة جدا بين الإيرانيين ممثلين بحيدر العبادي والحكومة العراقية الموالية لطهران وبين الرئيس اوباما بشأن معركة الموصل.
اوباما أبلغ الايرانيين بأنه سيغادر البيت الابيض في العشرين من كانون اول القادم وتنظيم الدولة " داعش " لا يزال في الموصل, اذا لم يقم الايرانيون بإغلاق الطريق الذي فتحه التنظيم بين الموصل والرقة في سوريا.
هذا الطريق يسلكه مدنيون بالمئات مما يمنع الطائرات الامريكية من قصفه حيث يطلب اوباما من العبادي إغلاقه ولكن يبدو ان الجيش العراقي الشيعي وميليشيات الحشد الشيعية غير قادرة على إغلاقه .
واشترطت ايران ممثلة بالعبادي على اوباما اخلاء الموصل من السكان ,غير أن الأخير رفض على اعتبار ان هذا هو هدف ايراني للتطهير العرقي والطائفي الموسع والخطير على المنطقة ".
انتهى الإقتباس .
ومساء السبت ، بثت وسائل إعلام أمريكية خبرا يفيد بأن القوات الأمريكية في محيط الموصل وضعت الأقنعة الواقية من الغازات ، جراء تصاعد غازات في المنطقة من مصنع أحرقته داعش وفق ما قيل .
هكذا هو الموقف إذن ، ويخشى كثير من المراقبين أن ترتكب فظائع في الموصل تعتبر جهنم حلب قياسا بها جنة عدن ، فهل تتنبه المنظمات الدولية لهذه الأهداف الإيرانية الخبيثة ، أم أن المذابح والغازات السامة والتدمير الشامل للمدينة بات تحصيل حاصل ، لكونه هدفا مشتركا ؟ .
الإجابات غائبة ، للأسف .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews