أوروبا لنتنياهو : لن نشتري منك الغاز طالما أردوغان في السلطة

جي بي سي نيوز - : ذكر ملف ديفكه الأربعاء أن رئيس الحكومة الصهونية نتنياهو اتخذ قرارا سريا، ودون أن يدري أحد لإلغاء خطته لمد خط أنابيب غاز من آبار الغاز الإسرائيلية في شرقي البحر المتوسط إلى تركيا. وبناء على الخطة الأصلية كان يجب أن تصبح تركيا محطة العبور الرئيسية للغاز الإسرائيلي إلى أوروبا. أما الآن فإن نتنياهو يفتش على أسواق غاز جديدة لبيع الغاز الإسرائيلي، وبشكل خاص الغاز الموجود في بئر لفيتان، بيد أن جهوده ذهبت هباء. وإذا استثنينا سوق الغاز المصري والأردني المقلصين، فلا يوجد لنتنياهو سوق آخر يصدر الغاز إليه.

وتفيد مصادر الموقع الذي رصدته جي بي سي نيوز وترجمته لقرائها : أن هناك أربعة أسباب أساسية دفعت إسرائيل لإلغاء فكرة مد خط أنابيب غاز بين إسرائيل وتركيا:

1- الوضع السياسي المتدهور بين الدول الأوروبية وتركيا: جراء عمليات التنظيف المتواصلة التي يقوم بها أردوغان منذ الانقلاب العسكري ضده. وتورط تركيا في إرسال المزيد من المهاجرين المسلمين إلى أوروبا، والحرب الدائرة بين تركيا والأكراد في سورية،و تقارب تركيا مع روسيا وابتعادها عن حلف الناتو. وقد بعثت عدة دول أوروبية مركزية رسائل وإلماحات لإسرائيل، مثل ألمانيا وفرنسا، تفيد أنها لن توافق على شراء الغاز الإسرائيلي إذا تم نقله عبر تركيا، وأنهم ليسوا على استعداد للارتباط أو أن يكونوا رهنا بأي شيء يتعلق بأردوغان.

2- ثارت صعوبات أخرى مع قبرص: كان من المفروض أن يمر أنبوب النفط بين حقل لفيتان وبين تركيا بالمياه الاقتصادية القبرصية. وقد أعلمت قبرص إسرائيل مؤخرا: أنه وحتى يتم حل النزاع القائم بين القسم اليوناني من الجزيرة وبين القسم التركي، فإنها لن تسمح بعبور الأنبوب الإسرائيلي التركي في مياهها.

3- صعوبات فنية: أفادت عملية الفحص الجيولوجية التي جرت توطئة لمد الأنبوب أن أرضية البحر المتوسط تصبح منطقة جبلية ذات صخور كبيرة جدا كلما اقتربت من تركيا. إن تكلفة تمهيد مثل هذه المناطق بغية مد أنبوب غاز أكبر بكثير جدا مما تم تقديره مسبقا، وإسرائيل وتركيا ليستا على استعداد لإنفاق أية مبالغ من أجل مد الأنبوب في ظل ذلك.

4- أضف إلى ذلك أن هناك مشكلة أخرى إضافة إلى المشاكل السابقة تجاه خطة إسرائيل لتزويد الغاز الإسرائيلي لمصر، فرغم عدم وجود أية عوائق في مد أنبوب غاز مباشرة على أرضية البحر المتوسط من حقول الغاز إلى مصر، غلا أن مر أعلمت إسرائيل مؤخرا أنها تصر على أن يمر الأنبوب بقبرص أولا، ومنها يمتد إلى مصر. أي أن المصريين ولأسباب سياسية تتعلق بحربهم ضد الإخوان المسلمين وداعش، يفضلون الحصول على الغاز الإسرائيلي من قبرص مباشرة.

5- لقد تم الإعلام في نهاية أيلول الماضي عن توقيع اتفاقية غاز إسرائيلية مع شركة الكهرباء الأردنية لبيع الأردن 45 مليار مترا مكعبا من الغاز لمدة خمس عشرة سنة، بقيمة عشرة مليارات دولار، بيد أن هذه الصفقة لا زالت مشروطة بعدة اتفاقيات توزيع، وبشكل خاص بالإغلاق المالي لمشروع تطوير بئر لفيتان.

إن جميع هذه المشاكل تبقي مخططات تسويق الغاز من بئر لفيتان مجرد مخططات على الورق. أضف إلى ذلك أن إسرائيل في حاجة إلى مستثمرين أجانب للاستثمار في تطوير آبار الغاز بقيمة 6 مليارات دولار، لكنها لم تعثر حتى الآن على مستثمرين، نظرا لأنها لا تستطيع أن تعرض عليهم عقودا موقعة بشأن الجهات التي ستسوق إليها الغاز بعد أن يتم تطوير الآبار. ويبدو أن نتنياهو ليس على استعداد لإخراج هذا المبلغ من الاحتياطي الإسرائيلي من العملات الصعبة والبالغ تسعين مليار دولار في البنك المركزي الإسرائيلي، قبل أن يتأكد هو أيضا بأن هناك جهة على استعداد لشراء الغاز ومن ثم استرداد هذا المبلغ. ( المصدر : جي بي سي نيوز - ترجمة خاصة ) .