رجال أعمال لم ينجحوا في السياسة
جي بي سي - تتوالى الامثلة على المستوى العالمي والمحلي التي تؤكد مرة تلو الاخرى ان رجال الأعمال بالاجمال، ومهما ارتقت درجات نجاحهم في ادارة الشركات والاعمال فانهم غير مناسبين لتولي مراكز الحكم في مختلف الدول.
وأثبت رجال الاعمال الذين وصلوا الى سدة الحكم على خلفية ان يحققوا في الحكومات قليلا مما تمكنوا من تحقيقه في ادارة اعمالهم الخاصة للافادة من مؤهلاتهم المالية والاقتصادية، وخصوصا في انعاش الاقتصاد وادارة كفوءة وعلمية للمال العام.
وشكل سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي السابق اوضح وابرز مثال على عدم صلاحية رجال الاعمال في ادارة ثروات الدول وهو رجل الاعمال الناجح جدا الذي انتخبه الايطاليون ليحل مكان حكام من السياسيين البيروقراطيين والذين نال الفساد منهم.
اما النتيجة وبعد ان ترأس برلسكوني رئاسة الوزراء الايطالية بين 2001 و2010 فقد تراجع الناتج العام الايطالي للشخص الواحد بنسبة 4 في المئة، وزادت نسبة الدين الى الناتج القومي العام من 109 في المئة الى 120 في المئة، وارتفعت الضرائب من 41.2 في المئة من الناتج العام الى 43.4 في المئة، ولم تحقق الانتاجية اي تقدم يذكر.
وبدلا من ان يستعمل برلسكوني مؤهلاته الادارية والاقتصادية والمالية لانعاش الاقتصاد الايطالي، استعمل مؤهلاته السياسية لحماية مصالحه الخاصة. وفي حين يمثل برلسكوني الحالة الاكثر نفورا، فان فلاسفة الفكر الاقتصادي يعتقدون ان المعركة الكبرى في العصر الحالي هي بين الحكومات او الدول وبين رجال الاعمال.
ويبدو ان رجال الدولة هم الذين سوف يربحون الرهان لكون المفكرين والبيروقراطيين في خدمة الدول كانوا افضل على المستوى الاخلاقي والفكري. ولكن البعض ما زال يعتقد العكس، وخصوصا بين السياسيين. وفي اسطع مثال حديث ما اوكل الى كارلوس سليم في المكسيك. وفي لبنان، تسطع اسماء كبيرة تحاول اختراق ساحة السياسة.
( المصدر : الجمهورية اللبنانية 17-8-2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews