هل ستتخلى القاهرة وواشنطن عن حفتر؟
جي بي سي نيوز- يرى متابعون وباحثون ليبيون أن ثمة متغيرات دفعت الولايات المتحدة ومصر إلى مراجعة موقفها من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بسبب رفضه اتفاق الصخيرات الرامي لحل أزمة ليبيا وما تمخض عنه من حكومة وفاق وطني.
وكان ديفد ماك مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، طالب مصر بمراجعة موقفها من دعم اللواء حفتر بسبب رفضه اتفاق الصخيرات، بالتزامن مع مساع أميركية لتقويض نفوذ فرنسا التي دخلت إلى شرق ليبيا عبر بوابة دعم عملية الكرامة في حربها على الجماعات الموصوفة بـ"الإرهاب" في بنغازي.
كما تخشى واشنطن من أن يوسع حفتر حربه لتشمل موانئ النفط وحقوله، مما قد يؤدي إلى اتساع رقعة الفوضى في البلاد.
أكثر ليونة
وقال عضو مجلس النواب الليبي في طبرق عدنان الشعاب إن الإدارة المصرية عبّرت عن مواقف أكثر ليونة وتهدئة عقب التصريحات الدبلوماسية الغربية حيال حفتر، خاصة في ما يتعلق باتفاق الصخيرات وحكومة الوفاق الوطني.
وذكر الشعاب -في تصريح للجزيرة نت- أن رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمود حجازي، قال في لقاء مع برلمانيين من بلاده إن الاتفاق السياسي وحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج وتكوين جيش ليبي موحد هي المظلة المسموح تحتها بأي تسوية سياسية بين الفرقاء الليبيين.
وأوضح أن المفاوضات التي تجري في القاهرة بين الداعمين للاتفاق السياسي والمعارضين له برعاية مصرية لم يطرح فيها اسم حفتر، مستدلا بمقترح مصري يهدف إلى عقد اجتماع بين ضباط من أقاليم ليبيا الغربية والشرقية والجنوبية ستطرح فيه مسألة توحيد الجيش، وكيفية إدماج كل العسكريين تحت قيادة موحدة تابعة لحكومة الوفاق.
حسابات أميركية
ويرى المحلل السياسي الليبي صلاح البكوش أن حفتر لم يكن شخصية بارزة معولا عليها بشكل رئيسي في الحسابات السياسية الأميركية، مستدلا على ذلك بتصريح للمبعوث الأميركي الخاص لليبيا جوناثان واينر مطلع العام الماضي، قال فيه إن حفتر "ليس ابننا".
وأضاف البكوش -في تصريح للجزيرة نت- أن المجتمع الدولي جلب جميع الأطراف الليبية لتوقيع اتفاق الصخيرات، وذلك بعدما دعمت بعض الدول حفتر وأخرى مناوئيه في طرابلس.
وأشار إلى أن القاهرة أبلغت رئيس البرلمان عقيلة صالح بأنها لن تقف في وجه اتفاق يدعمه المجتمع الدولي.
ورأى أنه نتيجة حسابات أميركية تتعلق بانتخابات الرئاسة والضغوط الداخلية التي تعيشها مصر، تم الاتفاق على أن لا سبيل لحل الأزمة السياسية في ليبيا إلا عبر بوابة الاتفاق السياسي وما نتج عنه من هيئات تستمد شرعيته منه.
مأزق حفتر
ويعتقد الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية كامل عبد الله أن اللواء حفتر وفريقه في مأزق الآن بسبب عدم اعترافه بالاتفاق السياسي ومخرجاته، وعدم قدرته وفريقه على تقديم بدائل يمكن التفاوض عليها، وتقويض شرعية الحرب التي اعتمد عليها طيلة العامين الماضيين بشكل كبير بسبب استمرار الغموض حول مستقبل القتال في بنغازي.
ويضيف عبد الله أن من بين أسباب مأزق حفتر، عسكرته المنطقة الشرقية عن طريق تجميد المجالس البلدية المنتخبة وتعيين بديل عسكري لها.
وأكد الباحث أن مصر تراجع مواقفها في ما يتصل بدعم حفتر، فالتحركات الأخيرة تشير إلى مراجعات فعلية للموقف المصري حيال الأزمة الليبية ودعم حفتر، ويضيف أنه لن يكون سهلا على القاهرة أن تتخلى عن شخص حفتر الذي استثمرت فيه خلال العامين الأخيرين، إذ تظل المقاربة الأمنية حاكمة لعلاقة القاهرة مع الأزمة الليبية.
وأضاف الباحث في مركز الأهرام أنه بالرغم من أن مراجعة مصر لموقفها اضطرارية، إذ بدأت الأجهزة المصرية فتح قنوات اتصال وتواصل مع أطراف محلية أخرى خاصة من غرب ليبيا؛ فإن هذا التغيير البطيء سيظل في الوقت الحالي رهين مواقف قوى إقليمية ودولية من أطراف الأزمة الليبية.(الجزيرة)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews