مصالح مشتركة لمواجهة التطرف
ذكّرتنا الأنباء التي نشرت في وسائل الاعلام العربية عن الهجوم على خلية المخربين في منطقة رفح في الاسبوع الماضي، وعلامات التساؤل عن هوية المهاجمين والتنسيق الذي كان، أو لم يكن مع الجيش المصري، بأن القيادة المصرية برئاسة الفريق أول السيسي تواجه عدة تحديات أولها تثبيت اجراء عزل الرئيس مرسي، وكف انتفاضة الاخوان المسلمين واحراز استقرار للسلطة. والثاني علاج خلايا الارهاب للاسلام المتطرف في سيناء، ومنع انتقال الارهاب والتهريب الى غزة ومنها. والثالث الاعتناء بمكانة مصر الدولية والحصول على شرعية للعزل بحيث يتم الحفاظ على المساعدة المدنية والعسكرية.
لمصر مصالح مشتركة مع اسرائيل التي لا تعارض، من دون أي تدخل منها اضعاف الاخوان المسلمين (والمس بحماس بالضرورة). ومصر محتاجة الى موافقة اسرائيل كي تشذ عن الملحق الامني باتفاق السلام وتدخل قوات كبيرة الى سيناء لعلاج الخلايا الارهابية الاسلامية، واسرائيل تُمكّن من ذلك عن مصلحة مشتركة، مرة اخرى. وللجيش الاسرائيلي و’الشاباك’ والموساد جهاز استخباري ناجع مع معلومات كثيرة تتعلق بما يجري في سيناء وغزة والحديث عن أداة مهمة لاستطاعة الجيش المصري ضرب الخلايا الارهابية هناك. إن التعاون الممتاز بين الجيش الاسرائيلي والجيش المصري كنز استراتيجي لاسرائيل، وهو ضروري لتنفيذ اعمال منسقة بين الطرفين. إن اتهام الجيش المصري بأنه عميل لاسرائيل ومحاولات المس بشرعية الفريق أول السيسي توجب على الطرفين الحفاظ على السرية للابقاء على القناة حية.
وفي هذه الاثناء يحارب الجيش الموالي للاسد في سورية خليطا كبيرا من المتمردين الذين يريدون اسقاطه وانشاء دولة اسلامية سنية متطرفة. وتحاول اسرائيل ألا تتدخل في الصراع، والتأييد الروسي الايراني للاسد يُمكّن في هذه المرحلة من بقائه ويمنع انتصار المتطرفين. وفي سورية كما في مصر يجري نبش سعودي قطري يحاول التأثير في انشاء نظام اسلامي سني وإبعاد ايران الشيعية. ولسورية كما لمصر مصالح مشتركة مع اسرائيل وإن لم يكن عندنا جهاز يُمكّن من عمل منسق سوى نقل رسائل عن طريق قوة الامم المتحدة في الجولان (أون دوف) أو عن طريق دولة ثالثة، وإن انشاء قناة تحادث سرية مع دمشق يبدو في الظاهر غير ممكن، لكن هذا الاجراء سيُمكّن جهاز الامن من مرونة العمل وحل الازمات لأجل غاية ما في محيطنا المشحون بالأحداث.
إن الوضع غير المستقر في منطقتنا واحتمال ان تسيطر جهات من الاسلام المتطرف على المنطقة، هما تهديد كبير لدولة اسرائيل، لكنه تكمن في هذا الوضع ايضا فرص كثيرة علينا ان نحاول استغلالها. ويحسن مع الاستعداد العالي لاستقبال كل خطر ان نفحص عن وجود قنوات تحادث سرية تساعد في وقت الازمات.
إيلي مروم
لواء احتياط كان قائد سلاح البحرية
( المصدر : اسرائيل اليوم 14-8-2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews