قضية رونالدو الحقيقي.. مورينيو لم يتفق مع صحافي كما فعل غيره!
“كل يرى الناس بعين طبعه”، فإن كنت تفترض في الناس دائماً أنهم كاذبون، فذلك يعني أنك مرتبط بعلاقة روحية مع مسيلمة الكذاب!
سيقول قائل، ما علاقة ما تقول في أي شيء رياضي، تحدث فيما تريد، ولا “تتفلفس” علينا! سأقول له انتظر، ستعرف سبب هذه المقدمة.. أما إن كنت معتاد على قراءة المقدمة وآخر سطرين فحسب وترك باقي المقال.. فهذا أمر جيد، لأنك أفضل ممن يقرأ العنوان فحسب، ويعتقد أنه فهم “الحوار” كله!
مورينيو أكد ما ذهبت إليه في مقال “رونالدو البرتغالي ليس حقيبة مقلدة يا مورينيو!” قبل أيام، حين قلت إن مورينيو لم يقم بإهانة رونالدو الجديد! وأن مسألة “رونالدو الحقيقي” ما هي إلا عمل صحفي رخيص! إذ كانت عبارة مورينيو التي أثيرت حولها الضجة، عبارة توضيحية ليس أكثر، لكنها أصبحت العنوان الرئيس للهراء الذي نُشر على أنه خبر! وها قد جاء مورينيو وقال الشيء نفسه: “لا أفهم حبّكم الدائم لافتعال الدراما من حديثي”، أنا أفهم يا مورينيو، لقد انخفضت مبيعاتهم بسببك، وبسببك أيضاً عرف العالم حقيقتهم، وبسببك يكرههم أناس لا يعرفونهم.. وهم في الحقيقة لا يريدون أن يعرفوهم!
الـ”سبيشل وان” أضاف: “رونالدو لاعب كبير ومن الطبيعي أن يسجل دائماً وحديثي عن رونالدو الحقيقي جاء لأنه الأقدم، فإن سألتموني من هو مولر الحقيقي غيرد مولر أم توماس مولر، فسأقول غيرد مولر”، هذا ما قلته أيضاً، إلا أن كثيرون قالوا إنك بالغت، وأن حبك لمورينيو يعميك عن رؤية الحقيقة! يا إخوان، أو لا داعي لـ”الإخوان” حتى لا يُفهم حديثي خطأ، بعد أن يقتطع أحد عشاق كلاشنكورة السلبيين هذا الجزء غير المهم من المقال، ويضعه في خبر ليسبب لي مشكلة سياسية!
يا أعزائي، لو كان مورينيو يقصد إهانة كريستيانو حقاً، لكنت أول من أكد ذلك، فالأمر سيكون أفضل لكلاشنكورة وفيه سخرية أعلى! وهناك من رأى أن مورينيو لا يقول أي كلمة من دون حساب! لماذا يا جماعة، هل مورينيو روبوت؟! أو رجل كلماته منتقاة ورصين لا قدر الله! إنه رجل تلقائي وهذا سبب حب الناس له، ولم نسمع يوماً أنه اتفق مع صحافي ليسأله سؤال معين في مؤتمر صحفي معين لينتقد شخص معين! وأنا أتحدث بشكل عام هنا، ولا أقصد غوارديولا وما فعله بإدارة برشلونة!
مورينيو أضاف متحدثاً عن الصحافة: “لكنكم في مدريد تحبون صناعة الأفلام”، لا يا مورينيو، لا أتفق معك في هذه؛ فالفيلم تدخله وأنت تعرف أن الأمر تمثيل، وتعرف أن خالد صالح ليس “عبيط”، وأن خالد الصاوي ليس “”حرامي”، وتعرف أن ليوناردو ديكابريو لم يكن ليموت من أجل كيت وينسلت بعد غرق التايتنك.. لأننا نعلم أن الفيلم صُور في حوض سباحة! أما ما يفعلونه هم يا أبا تيتا، فلا أعرف ما تسمونه هناك، لكن نحن نسميه قلة حياء!
هناك من سيقول إن مورينيو يكذب! يا أخي، لتكون إنساناً صالحاً عليك أن تفترض الشيء الجيد في الناس دائماً، إلا إن كان لديك دليل ضدهم، أو إن كنت تسخر في مقال يشبه كلاشنكورة! مورينيو قال الحقيقة، ومن شاهد الفيديو يعرف ذلك. أكرر مسألة الفيديو في هذا المقال، لأن هناك أشخاص لم يشاهدوا الفيديو، لكنهم كانوا متأكدين ومؤمنين بأن مورينيو تعمد إهانة كريستيانو.. وفي رأيي مورينيو مثل كريستيانو يؤمن بالمثل البرتغالي “لا تبصق في إناء أكلت منه”! عموماً، هناك مثل يشبهه بالإنجليزي، وهو أجمل!
كيف تفعلون ذلك بالله عليكم؟ هل أنتم طيبون لهذه الدرجة، وتصدقون كل ما بُكتب؟! حتى إن كان من الماركا التي تعادي الرجل ليلاً نهاراً، سراً وعلانية، بالجملة والمفرق! عموماً، الطيبة ليست أمراً معيباً، بل على العكس، والفنانة أنغام غنت: “وكفاية تكون إنسان في زمان.. فيه طيبة القلب بتتعيب.. يا طيب”! بالطبع الطيب يكون طيب دائماً، لا حين يتعلق الأمر بمورينيو فحسب! وحين يتعلق الأمر بغيره يكشر عن شتائمه!
كن عادلاً ومنطقياً حتى مع من لا تحبهم، ولا تضع النتيجة التي تؤمن بها وتريد الوصول إليها، ومن ثم تقوم بمحاولة تدعيمها وتفسيرها، لأنك بذلك تكون قد أخذت حكماً مسبقاً.. ومن يريد أن يصل إلى نتيجة معينة، ومن ثم يبحث عن أدلتها فهو يستطيع ذلك، لدرجة أني أثبت في يوم ما أن غالياني الميلاني يحب يوفنتوس سراً.. وبالأدلة! الفرق أني كنت أسخر، لأوصل وجهة نظر، فهل هذا ما تفعله يا من تعادي مورينيو من دون سبب؟!
توقيع: المتحدث الوهمي باسم مورينيو في منطقة الشرق الأوسط وضواحيها!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.
( المصدر : الامارات سبورت 13-8-2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews