حكمة رئيس وطموحات الشباب!
النظرة الاقتصادية والتنموية الشاملة التي يتعهدها رئيس مجلس إدارة نادي الشباب الاماراتي سامي القمزي، كانت ولا تزال من الأسباب التي جعلت النادي يضع حدا لمسلسل التدهور المستمر في موازنته العامة بعد توليه الرئاسة في العام 2009، وهي ذات الرؤية التي أوجدت انسجاما واضحا مع صفقة انتقال الثنائي وليد عباس والبرازيلي جوزيل سياو لمصلحة النادي الأهلي، رغم ما اعتبرها البعض وأكثرهم من جماهير النادي حديثا ساخنا وقضية رأي عام، تأثرت في الغالب بالتنافس التقليدي المثير بين الناديين والايمان أنها من الدعامات التي ستقف أمام النادي الأحمر عندما يلتقي الفريقان في ديربي إمارة دبي.!
لم تكن يوما من الأيام قضية الفوز «بالديربي» من القضايا التي تشغل بال الرئيس الشبابي، أكثر من النظرة التي خاض بها التحدي مع الأندية الرياضية للوصول بالنادي الى مرحلة مناسبة من الإتزان وعلى جميع المستويات، بعد مراعاة أن الظهور في موسم عابر ببطولة دوري أو كأس والغياب الطويل عن منصات التتويج لسنوات طويلة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يمثل القاعدة المتينة التي يمكن أن يقف عليها النادي، بقدر ما يمكن وصف المناسبة بالتوفيق في جانب والاجتهاد في جوانب أخرى غير منظمة، ومن خلالها يمكن للفريق أن يستفيد من تراجع أندية أخرى وغياب بعضها عن المزيد من مناسبات التتويج.
كان يمكن للقمزي أن يرفض العرض المغري الذي تقدم به النادي الأهلي والذي قدر بـ 50 مليون درهم، وأن يستجيب لجمهوره المطالب بالابقاء على وليد عباس وسياو، الا أن ذلك الاتجاه لا يمكن أن يحقق لنادي الشباب على مستوى التتويج وبالبطولات أكثر مما تحقق في سنوات طويلة متباعدة ماضية، ولا يمكن لاثنين من اللاعبين أحدهما برازيلي أن يصنعا من البطولات ما عجز عن إضافته من يتفوقون عليهم في المستوى والقدرات خلال تعاقدات شبابية سابقة، وفي هذا الجانب تكمن الرؤية البعيدة المدى، وانطلاق القمزي من مبدأ وحكمة التأسيس، وان يتمكن من خلال ما قام به من إجراءات سابقة، واستفادته من القيمة المالية التي ستدخل موازنة النادي دون تقسيط، الظهور بمشاريع أكثر ثباتا وقيمة تعود بالنفع على مستقبل النادي، وليس ما يمكن أن يستمر عليه القمزي في الرئاسة لسنوات معدودة!
إن ما يهم الحديث عنه في هذا الإطار أن الشباب وافق سابقا على انتقال العديد من لاعبيه الى أندية أخرى وبمقابل مالي لم يصل الى القيمة الصفقة الأخيرة من ضمنهم عبدالعزيز هيكل المنتقل إلى الأهلي ومحمد أحمد الذي غادر الى العين، ومع ذلك ظل محافظا على قيمته بين أندية المقدمة وبلغ نهائي كأس رئيس الدولة مرتين وفاز بكأس الأندية الخليجية، ونافس على بطولة الدوري، وكان الوحيد من أندية الإمارات الذي تأهل إلى الدور الثاني من دوري أبطال آسيا، مما يعني إن انتقال لاعب أو اثنين من منظومة تعتمد على المؤسسية والجماعية، لا يمكن أن تتأثر بالسلب أو تتدهور، ذلك اذا ما كانت السياسة نفسها مبنية على نظرة علمية وفكر احترافي، لا يتجاهل الانسجام مع الاطار والتوجه الاقتصادي التنموي.!
المتابع وعن قرب للمؤسسة الشبابية لا يمكن أن يتجاهل النظرة الاقتصادية البعيدة المدى التي يتعهدها رئيس نادي الشباب وهو المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي، والمستوى المتصاعد من الايرادات في موازنة النادي العامة، الا أن كل ذلك لا يعني الوقوف بلغة قلب «عاطفية» أمام صفقة «مغرية» كما وصفت بقدر ما يفترض أن يقف الجميع معها، وأن يكون لتوجهات الرئيس «العصري» أصوات مؤيدة تبني معه في نفس الاتجاه، بعيدا عما تم اثارته الأيام الأخيرة بوجود عدد من الاستقالات من داخل المجلس الاداري وأصوات معارضة، يبدو أنها لم تقف بعد مع القضية بلغة عقل وحكمة.!
( المصدر : الأيام البحرينية / 12-8-2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews