خطاب نصر الله .. مخطط إيراني لدمج شرق سوريا بغرب العراق
ظهر زعيم حزب الله الإرهابي حسن نصر الله في إطلالته الأخيرة المملة ، مهتزا غير واثق ينضح التدليس من بين ثنايا حديثه الذي حاول به إظهار التماسك والقوة ، فخانته الكلمات وخذلته الوقائع .
الخطاب الذي ألقاه نصر الله الجمعة ، بمناسبة ما يسمى أربعينيىة مصطفى بدر الدين ، قائد قوات الحزب في عموم سوريا والعراق ( يقال إنه قتل خلال تفجير غرفة العمليات قبيل هجوم جيش الفتح في خان طومان ، فزعم حزب الله أنه قتل بطلقة مدفعية في مطار بدمشق ) .. هذا الخطاب الهزيل كما وصفه المراقبون ، كشف مزيدا من الحقائق حول دور حزب الله في سوريا والمنطقة ، وكيف أن هذا الحزب ليس سوى أداة رخيصة بيد ملالي طهران.
فقد أعلن نصر الله أن معركة حلب ، هي معركة استراتيجية كبرى فيها يتحدد مصير المنطقة بأسرها، لأن قتال حزبه في حلب هو : " دفاع عن لبنان وسوريا والعراق " كما زعم .
ولما كان يتحتم عليه الإعتراف بخسائر قواته في حلب ، فقد أدرج أرقاما وهمية عن خسائر في قوات المعارضة ، مقدمة لتسجيل فضيحته التي لطالما تكتم عليها ، حين زعم بأن خسائر قوات المعارضة بلغ 617
مع أن أغلب هؤلاء هم من المدنيين الذين سقطوا بقصف الطائرات الروسية التي لم يتطرق إليها زعيم حزب الممانعة ، تماما كما لم يتطرق إلى طائرات الإستطلاع الأمريكية التي أعلن عنها في سماء حلب ، قبيل أي قصف للسيخوي الروسية ، حيث سبق وكشفت وزارة الدفاع الروسية عن غرفة اتصال تلفزيوني مغلقة ، يجري فيها التنسيق الكامل بين قوات سلاح الجو في البلدين ، وكانت المصداقية تحتم على نصر الله القول : إنهم يقاتلون في حلب بدعم بري إيراني ، وجوي أمريكي - روسي ، وبرغم ذلك يخرج لمتابعيه ومريديه ليؤكد بأن في حلب : " هناك حرب كونية وقف بوجهها الجيش السوري والحلفاء ومنهم المقاومة بكل بسالة وشجاعة وافشلت تنفيذ المشروع الاميركي " وهو كلام مضحك فعلا .
ولم يجد نصر الله حرجا في الإعتراف بأن 26 مسلحا قتلوا من حزبه منذ بداية حزيران الجاري في معارك حلب بالإضافة إلى أسر واحد ، وفقدان آخر وفق قوله ، مع أن مواقع المعارضة السورية بثت فيديوهات بعشرات القتلى والأسرى من بين مقاتلي الحزب تم إحصاؤها وتوثيقها ، مما يوثق حالة الحرج الكبير الذي ينتاب نصر الله حيال العائلات اللبنانية التي يقتل ابناؤها ويفقدون ويؤسرون من أجل تحقيق مصالح صفوية قذرة في العراق وسوريا والمنطقة .
وإذا بلغ الأمر بأمين عام حزب الله ، بما له من حظوة مقدسة عند أتباعه أن ينزل لمستوى تعداد قتلى العدو ويحدد أرقام قتلاه ، فإن هذا ينبئ بالوضع الهزلي الصعب الذي يعيشه نصر الله شخصيا .
وإذا كنت في مقالتي السابقة على جي بي سي نيوز كنت قد نوهت بما قاله موقع ديفكا العبري عن خطة إيرانية في حلب ، فإن نصر الله في خطابه هذا أكد ما كشفه الموقع الإستخباري الإسرائيلي عن هذه الخطة والتي تضمنتها المقالة المذكورة ، حيث جاء فيها وأقتبس : " أعلنت قوات حزب الله في الآونة الأخيرة التعبئة العامة من أجل تنفيذ أكبر مهمة عسكرية كلفوا بها حتى الآن خلال الحرب السورية، ومنذ دخول تلك القوات إلى الأراضي السورية عام 2013 والمتمثلة في احتلال كل منطقة شرق سورية، وبشكل خاص منطقة دير الزور وتحريرها من أيدي داعش، واحتلال كل عمق نهر الفرات الذي يربط شرق سورية بغرب العراق " .
أضاف ديفكا :
" إن هذا الهجوم الذي يرسم خطوطه لحزب الله ضباط إيرانيون ، سيمكن قوات المليشيات الشيعية الموالية لإيران- وبشكل خاص الحشد الشعبي، وقوات بدر اللتين يشرف عليهما الآن الجنرالان الإيرانيان قاسم سليماني ومحمد باقفور، من التقدم إلى ما وراء القاطع العراقي لعمق الفرات، وإذا نجح هذا الهجوم، فسوف تلتحم قوات حزب الله مع قوات المليشيات الموالية لإيران على الحدود السورية العراقية، وبذلك تضمن إيران لنفسها السيطرة على المعبر البري الإستراتيجي القائم بين سورية والعراق " .
أرأيتم لماذا وصف نصر الله معركة حلب بانها " معركة استراتيجية : حيث قال " الدفاع عن حلب هو دفاع عن لبنان وسوريا والعراق " .
هكذا ورد نصا في كلمته يوم الجمعة ، وهكذا قالت ديفكا قبل خطابه بأسبوع .
لقد تأكد الأمر إذن : مشروع إيراني لاحتلال شرق سوريا بالكامل .
وقد تفاجأون بما سأقوله الآن : إذا بحثتم فستجدون بأن المنطقة الشرقية في سوريا ، والتي يسعى الإيرانيون لاحتلالها الآن بما فيها دير الزور ، جرى فيها أثناء سيطرة نظام الأسد عليها لأربعة عقود عمليات تشييع كبرى لم تتوقف إلا بعد أن احتلتها في البداية جبهة النصرة ، ومن ثم تنظيم داعش الإرهابي .
احتلال هذه المنطقة لن يتم إلا باحتلال حلب التي تشن إيران وروسيا والنظام وحزب الله عليها هذا الأوان حربا ضروسا تحت غطاء روسي لم يسبق له مثيل ، لأن سقوط حلب في الشمال يشكل انتكاسة استراتيجية موجعة لتركيا ولجميع الفصائل المدعومة من أنقرة ومن العرب ، ومن ثم ، فإن جنوب شرق سوريا يصبح أقرب للهضم .
هذا هو المخطط الصفوي الذميم ، والذي نواجهه - للأسف - بعشرات المسلسلات ، وبآخر التقليعات عن أجمل رقبة ، وأحلى عينين ، وأطول رغيف ساندويش .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews