قصة أغرب من الخيال... هكذا باعوا الطفل يعقوب
جي بي سي نيوز: - من حضن والدته انتُزع، وبيع الى امرأة أخرى بمئتي الف ليرة سورية، هذه ليس قصة فيلم، انما واقع عاشه الطفل يعقوب ابن الخمسة شهور في بيروت، بعد ان اشترته امرأة سورية حرمها القدر من الانجاب.
ولكن القصة هذه المرة معاكسة، فبعد الحديث عن بيع اطفال سوريين نتيجة الفقر والحرمان، ظهر ان الاتجار بالبشر لا يعرف جنسيات، ولولا حنان الام الذي دفعها الى تقديم شكوى لدى احد مخافر البقاع، لكانت القضية مرّت من دون أن يعلم بها انسان. لكن على الرغم من زيارتها له عدة مرات في منزل سعاد، لم تتحمل فاطمة ابتعاد صغيرها عنها، فأرادت استعادته. وبعد رفض الاخيرة انهاء "الصفقة" تقدمت فاطمة بدعوى متهمة والدتها التي هربت الى سوريا بالوقوف خلف ما حصل، وأنها لم تكن طرفا بالعملية، بحسب ما رواه مصدر امني لـ"النهار".
اتمام "الصفقة"
شهران أمضاهما يعقوب بعيدا عن والدته (25 عاما)، بعد ان قدِمت جدته الى بيروت، حملته وانتقلت به الى دير زنون في البقاع حيث سلمته الى سعاد (35 عاما)واستلمت المبلغ، ولفت المصدر إلى أن هناك "صلة قرابة تربط بين الجدة والسورية القادمة من ادلب هربا من الحرب، وعلى الرغم من ان احوال زوجها المادية ليست جيدة حيث يعمل سائق تاكسي الا ان رغبتها بأن تشعر بالامومة التي حرمت منها لعشرين عاما دفعتها الى القيام بهذه الخطوة، من دون ان تحسب حسابا انه سيكتشف امرها وتوقف هي وزوجها ومن باعها الطفل".
تشتت مقصود!
لفاطمة طفلان آخران غير يعقوب، أخذهما خالهما الى سوريا، اما زوجها فهجر عائلته قبل فترة وغادر البلد، تاركا اولاده في مهبّ القدر، ورحمة جدتهم التي لا تملك منها طرفا. لذلك لم يرفّ لها جفن عندما باعت حفيدها بأرخص الاثمان، كل ذلك من اجل حفنة اموال لم تصل الى الالف دولار اميركي. وقامت بدورها الوضيع قبل ان تحمل اغراضها وترحل بعيدًا، وكأن شيئا لم يحصل، لا بل كأنهاباعت عدة كيلوات من الطحين، وليس انسانا سوف يكبر ويسأل عن والدته التي أُرغم ان يتربى في احضان غيرها، بعيدا عن اخوته ومحيطه.
طمع أم عوز؟
هو الجهل والطمع لا الفقر والعوز، فالانسانية لا علاقة لها بالحاجة، وكم من محتاج أحنّ على ولده من اشباه البشر، اليوم "المتورطون الثلاثة في عملية البيع موقوفون في نظارة احد مخافر البقاع، ينتظرون ان يتم تحويلهم الى قاضي التحقيق الاول في زحلة، اما يعقوب فتم وضعه في احد الاديرة، ليكون في ايد امنية بعيدا عن ام انصاعت لوالدتها وتخلت عن نعمة حرم منها الكثير، وتتخلّ عن فلذة كبدها ولم تحرّك ساكناً في البداية، لكنها بعد ان شعرت بالفراغ الكبير الذي خلفه غياب يعقوب، وبعد ان أقنعها معارفها بتقديم شكوى لاستعادته حاولت تصحيح الامر، فوقع الجميع في "مصيدة" القضاء وها هم ينتظرون حكم القانون.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews