تنظيم جيش الإسلام حول الغوطة إلى دويلة بوليسية تمارس القتل والتشبيح
جي بي سي نيوز - : نشرت القدس العربي ، الجمعة ، هذا التقرير عن تنظيم جيش الإسلام في الغوطة الذي أسسه زهران علوش " قتل في قصف قبل شهور " وكيف أن هذا التنظيم يلاحق الإعلاميين والمدنيين ويمارس أساليب تعذيب تشبه أساليب مخابرات الأسد ..
جي بي سي نيوز تعيد نشر التقرير لكونه احتوى على شهادات إعلاميين معروفين في الغوطة ، وتاليا نصه :
مع اشتداد الخلاف حول دور تنظيم «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية لدمشق، وتحميل خصوم الجيش دور الهيئة الامنية التابعة له مسؤولية الكثير من الاغتيالات التي حصلت في الغوطة، جعلت الكثير من الناشطين الاعلاميين يرفعون الصوت عالياً حول تلك التجاوزات من قبل الهيئة في خضم المعارك والتي ارجعوها إلى سياسة الجيش وبالأخص هيئته الامنية.
الانتقادات من قبل الإعلاميين والمدنيين لم يتحملها “جيش الإسلام” فقام باعتقالهم واقتحام مؤسسات اعلامية، بحسب ما نُقل عن ناشطين في الغوطة لـ «القدس العربي».
وحول اعتقال الإعلاميين ودوافعه يقول الناشط الاعلامي محمد الغوطاني في حديث مع «القدس العربي»، «دأب جيش الإسلام منذ إعلان تشكيله على إسكات أي صوت معارض أو حتى منتقد له»، لافتاً إلى أنه «تم مؤخراً اعتقال ستة إعلاميين بينهم خمسة مستقلين لا علاقة لهم بأي فصيل بالغوطة، وهم (فراس مفيد، عبادة الصالح، محمد حمدون، شادي العبد الله، همام الحصري، مؤيد الديراني) والاخير فقط مقرب من «فيلق الرحمن» أحد خصوم الجيش، حيث تم اعتقالهم لعدة ايام وبعدها تم إطلاق سراحهم ظهرت على أجسادهم آثار التعذيب بشكل واضح، ويعود ذلك لاتهامهم بانتقاد قادة جيش الاسلام، ودور هيئته الأمنية على صفحات التواصل الاجتماعي والاعتقال كان لمجرد الشبهة خاصة الناشطين المستقلين».
واضاف «لم يقف الأمر عند الاعتقال، فقد قامت هيئة الجيش الامنية باقتحام مؤسسات إعلامية ومصادرة محتوياتها من أجهزة وأدوات «، مشيراً إلى أن «بينها مؤسسة سبق وهي أكبر مؤسسة في الغوطة، فضلا عن مؤسسة مجد وهما مدنيتان مستقلتان، والحديث يطول حول المصادرات والتجاوزات حيث أن كل جهاز تتم مصادرته من المراكز الاعلامية لا يمكن تعويضه بسهولة مع حصار النظام المطبق على الغوطة»، بحسب قول.
وحول الهيئة الأمنية التابعة لـ «جيش الإسلام» يقول الغوطاني «قوامها نحو 1300 عنصر مهمتها الاساسية ترويع المدنيين الذين بدأوا يتململون من دور جيش الاسلام، فضلاً عن الاعلاميين»، على حد قوله.
واتهم الهيئة الأمنية بأنها «حولت الغوطة إلى دويلة بوليسية، خاصة أن عناصرها لا علاقة لهم بالجبهات، تماماً كدور عناصر الأمن في نظام الأسد، يختصر في التشبيح وإقامة الحواجز واعتقال الناس عبر مداهمات خاطفة».
وزعم أن «المداهمات التي يقوم بها جيش الإسلام للبيوت تكون على حين غرة وفي انصاف الليالي، وكثيراً ما دخلوا البيوت وأهلها في أوضاع خاصة، ما جعل الكثير من أهالي الغوطة يرفعون الصوت عالياً ضد الجيش، وللمفارقة بعض من رفع صوته من قبل المدنيين بسبب هذا الامر (انتهاك الاعراض) ايضاً تم اعتقاله من الهيئة الامنية».
ولفت الغوطاني إلى أنه مؤخرا ومع اشتداد الخلاف بين «جيش الاسلام» وبعض فصائل الغوطة ووصل إلى الاقتتال بالأسلحة الثقيلة، قام الجيش بإيقاف بث الانترنت عن مدينة دوما، وعن اغلب المناطق التي يسيطر عليها، سيما أنه يتحكم بالمقاهي التي تبث الخدمة المأجورة للأهالي والاعلاميين في مناطق سيطرته وذلك في محاولة منه لإسكات منتقديه عبر مواقع التواصل في المنطقة التي يسيطر عليها».
ويقول هاني العربيني وهو احد المعتقلين السابقين لدى الجيش فيما يخص السجون وأوضاع المعتقلين «ما عرف في الغوطة من سجون تابعة لجيش الإسلام خمسة وهي (الباطون، الكهف، التوبة ،011،33 ) وسجن التوبة الذي كنت معتقلاً فيه تم اقتحامه مؤخراً من قبل بعض فصائل الغوطة وهو موجود في مدينة عربين، والجميع شاهد السجون الإنفرادية، وهي عبارة عن غرفة لا يتجاوز طولها 50 سم وبشكل مثلث بحيث لا يستطيع المعتقل ان يجلس أو ينام، إنما فقط يستطيع الوقوف».
ولفت العربيني إلى أن سجن التوبة لا يُرفع فيه الأذان ولا تقام فيه الصلاة ، متسائلاً «سجن يُسمى التوبة ويمنعون الناس من الصلاة فيه»، حسب وصفه.
وحول أساليب التعذيب في سجون الجيش زعم العربيني أنه «من دخل سجون الأسد لن يجد فرقاً كبيراً بين الاثنين»، مضيفاً لقد «دخلت في بداية الثورة السورية سجن فلسطين التابع لنظام الأسد وإذا ما قارنته مع سجن التوبة، تكاد طرق التعذيب تتشابه إلى حد التطابق من التشبيح (ربط الجسد معلقاً من يديه ورجليه ورفعه عن الأرض) والتي قد تستمر لأيام حتى تفقد الوعي، إلى الضرب المبرح والمتواصل على جميع اعضاء الجسم، فضلا عن التعذيب النفسي من خلال منع النوم والتسلية في التعذيب».
الجدير ذكره أن كثير ما تم توجيه تهم إلى جيش الإسلام من قبل منظمات دولية وانسانية حول اعتقال مدنيين وناشطين وفي مقدمتهم الناشطة الحقوقية رزان زيتونة ورفاقها اثناء زيارتهم للغوطة نهاية 2014 لكن الجيش انكر أي صلة بإختطافها ولم يعرف مصيرهم حتى الآن.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews