الصين والدول العربية ..التشارك في بناء "الحزام والطريق"
يصادف هذا العام مرور 60 عاما على إقامة العلاقة الرسمية بين الصين والدول العربية وقد قطع التعاون الصيني العربي أشواطا طويلة في كافة المجالات خلال العقود الستة الماضية حيث أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع كافة الدول العربية ورفعت مستوى العلاقة مع 7 دول منها إلى مستوى علاقة الشراكة الإستراتيجية أو علاقة الشراكة الإستراتيجية الشاملة والصين أصبحت ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي وأكبر شريك تجاري لـ 9 دول عربية ويمثل العالم العربي سابع شريك تجاري للصين وأكبر مصدر للنفط وسوقا هاما لمشاريع المقاولات الإنشائية والبنية التحتية للشركات الصينية. وأصدرت الصين في شهر يناير الماضي وثيقة خاصة بسياساتها تجاه الدول العربية بما يعكس الأهمية الكبيرة التي تعلقها الصين على العالم العربي.
في هذا السياق، ستنعقد الدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في الدوحة يوم 12 من شهر مايو الجاري يحضرها وزير الخارجية الصيني وانغ يي على رأس وفد صيني يتكون من مسؤولي جهات صينية عدة لإجراء الحوار الجماعي مع وزراء الخارجية للدول الأعضاء بجامعة الدول العربية والأمين العام للجامعة وسيسبق الاجتماع الوزاري انعقاد الدورة الثانية للحوار السياسي الإستراتيجي الصيني العربي (على مستوى كبار المسؤولين) والدورة الثالثة عشرة لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني.
وفي أثناء الدورة سيستعرض الجانبان الصيني والعربي التقدم الذي تحققت في مجال التعاون الجماعي منذ الدورة السابقة ووضع خطط لمتابعة وتطبيق نتائج زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى المنطقة في شهر يناير الماضي وتحديد برنامج عمل المنتدى للعامين المقبلين حيث سيتم اعتماد وتوقيع وثائق الدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى وهو (إعلان الدوحة) و(البرنامج التنفيذي للمنتدى لعام 2016-2018).
وأثناء انعقاد الدورة سيقام معرض لتكنولوجيا القطار السريع ونظام "بيدو" الفضائية للملاحة وصناعة توليد الكهرباء بالطاقة النووية وتكنولوجيا الاتصالات.
أنشئ منتدى التعاون الصيني العربي في عام 2004 باعتبارها آلية التعاون الجماعي اﻷولى من نوعها بين الصين والدول العربية يهدف إلى تعزيز الصداقة والتعاون بين الصين العالم العربي، وفي إطار المنتدى تم تأسيس أكثر من عشر آليات للتعاون في مختلف المجالات السياسي والتجاري والثقافي والإنساني.
في عام 2013 طرح الرئيس الصيني شي جينبيغ المبادرة بشأن بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" وبناء "طريق الحرير البحري للقرن الـ٢١" (يشار إليهما بالاختصار بـمبادرة "الحزام والطريق") التي تهدف إلى إحياء طريق الحرير البري والبحري القديم التي ربطت الصين ودول الممر وأسهم في التعاون والازدهار اقتصاديا وثقافيا فيما بين الدول والمبادرة تلقى تجاوبا وترحيبا على نطاق واسع. فأشار الرئيس شي في الخطاب الذي ألقاه أمام الدورة الأخيرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في عام 2014 وخطابه أمام جامعة الدول العربية أثناء زيارة لها في بداية هذا العام إلى أهمية التشارك الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" باعتبار أن الدول العربية تقع في ملتقى طريق الحرير البري والبحري القديم فهي تعتبر شريكة طبيعية لبناء المبادرة.
والمبادرة منذ طرحها لاقت ترحيبا وتجاوبا كبيرين في العالم العربي وقد وقعت حتى الآن 5 دول عربية مع الصين على وثيقة البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" وشاركت 7 دول عربية كدولة مؤسسة للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي أسس في إطار المبادرة. فسوف يتخذ هذه الدورة موضوع التشارك في بناء "الحزام والطريق" وتعميق الشراكة الإستراتيجية كالعنوان الرئيسي وهو بمثابة خارطة الطريق المستقبلية لتقوية العلاقات السياسية والاقتصادية والإنسانية بين الصين والعالم العربي.
التشارك الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" سيعزز الثقة الإستراتيجية والصداقة بين الجانبين والارتقاء بمستوى التعاون بينهما ويحقق التنمية والمنفعة المشتركة، كما يمكن للتشارك في بناء "الحزام والطريق" أن يشكل دافعا جديدا للسلام في المنطقة لما يهدف إليه من الترابط والتواصل والتعاون بين الدول والحوار بين الحضارات والاستفادة المتبادلة والتنمية المشتركة والشاملة وتحقيق الاستقرار والسلام.
مع انعقاد الدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في الدوحة عاصمة دولة قطر الصديقة والتي تتميز دائما بدورها البارز والداعم لتعزيز التعاون الصيني العربي لا يسعنا إلا أن نوجه بالشكر والتقدير متمنيا للاجتماع النجاح والتوفيق متطلعين إلى آفاق أرحب للعلاقات الصينية العربية على ضوء مبادرة "الحزام والطريق" واثقين بأن اجتماع الدوحة سيكون محطة هامة في مواصلة تعميق التعاون الإستراتيجي بين الصين والدول العربية ومسيرة تطور منتدى التعاون الصيني العربي.
(المصدر: الشرق القطرية 2016-05-10)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews