فوساتي ودرس العين الروماني!
ما يتفق عليه الأورجواني فوساتي المدرب الجديد لنادي العين من صفات، لا أعتقد في اختلافها عما كان عليه المدرب السابق الروماني كوزمين أولاريو المنتقل لتدريب أهلي دبي، لكن يظل أبرزها ما يفترض أن يكون العين بإدارته التنفيذية حريصا في التعامل الدقيق معه، وأقصد هنا ما ظهر عليه فوساتي في رحلته الخليجية السابقة من تمسك بالرأي والقرار الفني، إن كان في الفترة التي بدأ فيها حواره بالمنطقة مع نادي السد، أو حتى مع منتخب قطر، وكذلك مع نادي الشباب السعودي رغم عدم استمراره مع الأخير أكثر من 6 اشهر، ودون تحقيق النتائج المرجوة.!
الطبيعي جدا أن يكون لأي مدرب في العالم من نقاط الضعف والقوة، ما يظهر بتلقائية من خلال تعاملاته المختلفة مع اللاعبين أثناء التدريبات، وما يمكن أن يسقطه من خيارات فنية على مستوى الفريق في المباريات الرسمية، وأكثر المدربين استفادة من الفرص التي تتاح أمامهم، ما يمكن أن يكونوا عليه من حرص في إظهار ما يتميزون به من قدرات وتأثيرات على اللاعبين، أكثر من تلك السلبيات التي يمكن أن تظهر هنا وهناك وتحديدا فيما يخص القناعات الفنية التي هي دائما وأبدا نقطة جدل وحوار.
ربما يذكر البعض ومن تعايش مع مسيرة فوساتي في سنواته الفائتة في الخليج، ما يعاب عليه من تمسك دقيق بالرأي الفني والقرار، حتى وأن خسر الفريق المباراة، فدائما تجده يكرر ويتمسك أنه لن يغير من اسلوبه وقناعاته الفنية في المباراة حتى وأن أعيدت المباراة التي خسرها، وهي نقطة خلاف وجدل أثرت على المدرب في رحلته مع السد والمنتخب القطري، وحتى مع الشباب السعودي، الا أن فوساتي، يحسب في صالحه ما تمكن من تحقيقه مع السد والذي لم يسبقه اليه أي مدرب آخر، فهو المدرب التاريخي للنادي الذي حقق الرباعية الشهيرة من الالقاب المحلية في فترته الأولى، قبل أن يتمكن في عامه الأخير من الفوز بدوري أبطال آسيا2011 وبرونزية أندية العالم، وهو بالتأكيد، على أن التعامل الدقيق مع أي مدرب، من شأنه أن يعلي من نقاط قوته، ويقلل من أي تأثيرات سلبية يمكن أن ترافقه.
لم تختلف أولويات كوزمين كثيرا عن تلك التي يتمسك بها فوساتي، ومن تابع بداية الأول في المنطقة مع الهلال السعودي، لتأكد له ان الاثنان يتعاملان بنفس الرؤية في التمسك «الصارم» بالرأي والقرار، حتى وإن سارت جميع القناعات الأخرى عكس اتجاههما، وهي الفكرة التي تبنى كوزمين تنفيذها والنجاح فيها مع النادي السعودي، رغم ما كان يرافقه من انتقادات وأصوات معارضة.
إن ما يميز كوزمين وفوساتي عن الكثير من المدربين، عدم تفريقهما بين لاعب نجم وآخر يكمل المجموعة بأداء مناسب، وربما تكون تلك الصفة من الصرامة والحزم، هي ما تدفع غالبية اللاعبين للظهور الجيد، والتركيز بالمحافظة على مقعدهم في التشكيلة الرسمية، والرضوخ الى ميزان جديد من العدالة والمساواة، ومن تابع فوساتي مع السد يدرك جيدا ما تمكن من اضافته على مستوى البرازيلي فليبي جورج الذي ظهر كأبرز لاعبي المنطقة، خلافا للفترة التي سبقت التعاقد مع المدرب الأوجواني.
أعتقد أنه ومن المفترض أن يكون العين بإدارته التنفيذية قد استفاد من النقاط التي «وترت» علاقته مع المدرب كوزمين وعجلت برحيله، وهي نفسها التي ينتظر أن يكون حريصا في الابتعاد عن التعامل بها مع مدرب، لا يختلف كثيرا عن الواقع السابق الذي كان عليه النادي في عهد المدرب الروماني، لا أبالغ اذا ما قلت أن صرامة فوساتي تزيد عليه بكثير!
( المصدر : الايام البحرينية - 30/7/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews