Date : 23,11,2024, Time : 05:22:03 PM
6990 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 20 رمضان 1434هـ - 28 يوليو 2013م 05:36 م

البرادعي يدين المجزرة.. فلماذا لا يستقيل؟

البرادعي يدين المجزرة.. فلماذا لا يستقيل؟
عبد الباري عطوان

جي بي سي : -كتب الإعلامي عبد الباري عطوان الأحد ، مقالا تحدث فيه عن الإنقلاب العسكري في مصر والذي أدى الى ازدياد الأوضاع تدهورآ ، وعن مجزرة رابعة العدوية ومطالبته للبرادعي بأن يستقيل من منصبه عوضا عن الإستمرار في إدانة المجازر.

وكتب عطوان مقاله تحت عنوان البرادعي يدين المجزرة.. فلماذا لا يستقيل؟

وتاليآ نص المقال : -

 

 اذا كانت العبرة بالنتائج، فانه يمكن القول ان الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي وحكومته ادى الى ازدياد الاوضاع تدهورا في مصر بدلا من ان يحقق الاستقرار والامن وتصحيح مسار الثورة المصرية مثلما اكد المنظرون له وجدواه في بياناتهم السياسية وتصريحاتهم الصحافية.


المجزرة التي ارتكبتها قوات الامن المصرية في ميدان رابعة العدوية يوم السبت وادت الى مقتل واصابة المئات من المعتصمين السلميين هي اخطر نتائج هذا الانقلاب غير المبرر وغير المدروس، لانها بذرت بذور الحرب الاهلية الاولى، وخلقت ثارات من الصعب زوالها بسهولة والحيلولة دون تطورها الى اعمال انتقامية في ظل حالة الاستقطاب الحالية، وانسداد افق الجهود المبذولة لتطويق الازمة والوصول الى تسوية مقبولة من جميع الاطراف.


لا نفهم الاسباب التي دفعت قوات الامن ومن يقف خلفها الى ارتكاب هذه المجزرة، فالمعتصمون في الميدان لم يقدموا على اعمال عنف، واكدوا دائما على الطابع السلمي لاعتصامهم، فماذا يضير حكام مصر الجدد، وغير المنتخبين، لو ظل هؤلاء على هذه الحال لاسابيع او حتى اشهر، على غرار ما حدث وما يحدث حاليا في ميدان التحرير؟
الدكتور محمد البرادعي شيخ الليبراليين المصريين الذي فاجأ الكثيرين، ونحن منهم، بتأييد الانقلاب العسكري وتوفير الغطاء له، والانضواء تحت مظلته بقبول منصب نائب رئيس الجمهورية، ادان الاستخدام المفرط للقوة ضد المعتصمين الاسلاميين وحلفائهم من انصار الشرعية في الميدان، ونسي انه يتحمل المسؤولية، مثل آخرين، عن هذه المجزرة، باعتباره من اعمدة الحكم الجديد، وكان الاحرى به ان يستقيل من منصبه اذا كان جادا في اقواله هذه.


الشيء نفسه يقال ايضا عن الرئيس المؤقت عدلي منصور، فهذا الرجل جاء الى هذا المنصب من المحكمة الدستورية التي كان رئيسها، وباختيار مباشر من قائد الانقلاب الفريق عبد الفتاح السيسي، اي انه من المفترض، وبالنظر الى خلفيته القانونية، ان يكون اول من يدين سفك دماء مواطنين مصريين لم يرتكبوا اي ذنب غير التعبير عن موقفهم السياسي بوسائل سلمية مشروعة، الامر الذي يدفعنا الى طرح العديد من علامات الاستفهام حول نزاهته والمحكمة الدستورية التي كان يرأسها.
كان المتوقع من الرئيس المؤقت، وهو القاضي ان يعترض، وان يقدم استقالته احتجاجا واحتراما للمؤسسة الدستورية التي كان يتزعمها، ليس بسبب المجزرة فقط، وانما لانه كان مغيبا كليا عما يحدث في البلاد من احداث وتطورات، واصبح وهو الرئيس مجرد موظف لدى وزير الدفاع، الحاكم الفعلي للبلاد.


الاوضاع في مصر تتجه نحو التصعيد، وربما المزيد من المجازر، خاصة بعد تصريحات وزير الداخلية المصري اللواء محمد ابراهيم التي هدد فيها بفض اعتصام انصار الشرعية بما سماه "الطرق القانونية"، فاذا كانت الطرق القانونية هذه على غرار ما فعليته قوات الامن باطلاق النار على المعتصمين وسقوط المئات وربما الآلاف قتلى وجرحى، فاننا نتوقع الاسوأ، بل اسوأ الاسوأ.


من المفارقة ان بعض قادة جبهة الانقاذ الذين ايدوا الانقلاب العسكري، ومهدوا له بالاشتراك مع حركة تمرد من خلال الدعوة للحشود الشعبية في الميادين، ادانوا مجزرة رابعة العدوية، وطالبوا بتحقيق شفاف ومعاقبة المسؤولين، وهذا موقف جيد ظاهريا، ولكن كان من المفترض ان يكونوا اكثر وعيا وتبصرا وابعد نظرا، وان يقبلوا التعايش مع الآخرين، ويحترموا قوانين العملية الديمقراطية.


انتقدنا ممارسات حركة الاخوان واخطاءها اكثر من مرة، وسنظل، ولكن جبهة الانقاذ المعارضة ورموزها ارتكبت اخطاء كارثية ايضا، وما تحالفها مع الانقلاب العسكري الا احد النقاط السوداء في تاريخها وهي التي كانت الاعلى صوتا في الهتاف لسقوط حكم العسكر.


صحيح ان الاسلاميين، والاخوان على وجه التحديد، هم الاكثر خسارة باسقاط حكمهم، واعتقال قياداتهم وقتل المئات من انصارهم، ولكن التيار الليبرالي واليساري هو خاسر ايضا، وارتكب خطأ كبيرا في حساباته عندما راهن على الوصول الى الحكم من بوابة الانقلاب العسكري، بسبب عدائه للاسلاميين.


الانقلاب العسكري، ومهما امتلك من اسلحة ودبابات وحتى التأييد الشعبي الذي يريده، ومن المشكوك فيه ان يقود مصر الى بر الامان والاستقرار في ظل الانقسام المتفاقم حاليا، والعناد والتصلب في المواقف سيقود الى كوارث اكبر، ما يقود مصر الى بر الامان هو اعتراف جميع الاطراف باخطائها، والتحلي بالحكمة والتعقل، والايمان بمبدأ التعايش وعدم اقصاء الاخر.
مصر في محنة، وهي تحتاج الى جميع ابنائها، بغض النظر عن انتمائهم السياسي او العقائدي، ولا بد من الاحتكام الى شرعية صناديق الاقتراع واحترامها، اما ان تكون المؤسسة العسكرية هي الخصم والحكم فهذا طريق الى هاوية الدمار.




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد