نوفيل أوبسيرفاتور: رموز ثورية بمصر أصبحوا لاجئين بالمنفى
نشرت صحيفة "نوفيل أوبسيرفاتو" الفرنسية تقريرا حول القصة المأساوية لأحمد صلاح، أحد رموز الثورة المصرية، الذي نفي إلى ولاية سان فرنسيسكو بالولايات المتحدة بتهمة "التحريض على الثورة المصرية".
وذكرت الصحيفة أن أول ظهور لأحمد صلاح كان سنة 2004 وسط القاهرة عندما شارك في احتجاجات إلى جانب 300 من المتظاهرين الآخرين، وقد كانوا يحملون لافتات تُطالب بوضع حد للفساد وحكم حسني مبارك، الدكتاتور الذي حكم مصر لثلاثة عقود.
وأضافت أن أحمد صلاح كان يقود الاحتجاجات لسنوات عديدة، وتعرض لعمليات متواصلة من التعذيب والسجن، وقد تغيرت المعطيات يوم 11 شباط/ فبراير سنة 2011، عندما استقال حسني مبارك وأخذ المصريون يرددون أغاني الحرية في الشوارع.
وذكرت نقلا عن أحمد صلاح قوله: "منذ ثلاث سنوات وأنا أعيش في المنفى في سان فرانسيسكو. وقد هربت من محاولات الاغتيال التي تهددني، لأن البعض كان يعتبرني خائنا، مضيفا: "كان هدفي في الماضي المساهمة في تحرير مصر، وأما اليوم فأكافح من أجل الحصول على قوت يومي في المنفى".
وأضاف صلاح أن "إنجازات الثورة المصرية بدأت تتلاشى خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لأن السياسيين ورجال الأعمال الفاسدين يخرجون من السجن ويعودون إلى السلطة، والانتخابات أصبحت في أيدي السلطة العسكرية، وهو ما يدفعني إلى الشعور بأن كل شيء أنجزناه خلال الثورة يتسلل مثل الرمل من بين أصابعنا".
وأشارت إلى أن صلاح عاش في أسرة خاضت السياسة أبا عن جد، فجدّه كان عضوا في البرلمان، وشقيق جده كان وزير الدفاع المصري، وعمّه ساعد في إعداد الانقلاب ضد الملك فاروق والنظام الملكي المدعوم من بريطانيا عام 1952، وفي عام 1976 أصبح والده أيضا سياسيا معروفا.
وأضافت الصحيفة أنه في يوم 20 آذار/ مارس 2003، عندما غزت القوات الأمريكية بغداد، احتل اللآلاف من المتظاهرين ميدان التحرير، النقطة المركزية في وسط القاهرة، للتعبير عن غضبهم من الحكومة المصرية التي اعتبروها حليفة للولايات المتحدة، لأنّها سمحت للسفن الحربية الأمريكية والبريطانية بالمرور عبر قناة السويس في طريقها إلى العراق، وهو ما أدى إلى اشتعال المظاهرات، وتعرض المتظاهرون للعنف من طرف شرطة مكافحة الشغب.
وقالت إن النضال ضد النظام القمعي تواصل بعد عام ونصف من تلك الأحداث، عندما اجتمع ما يقارب من 300 متظاهر قرب المحكمة العليا في القاهرة، يلوحون بلافتات كُتب عليها "أوقفوا الفساد" و"أوقفوا الطغيان".
وذكرت أن تلك الفترة من التاريخ المصري، شهدت تأسيس حركة احتجاجية جديدة تسمى "الحركة المصرية من أجل التغيير"، التي أسسها عدد من رجال الأعمال والباحثين والسياسيين في سلسلة من الاجتماعات التي نظمت بعد نهاية الاحتجاجات ضد الحرب في العراق.
وقالت نقلا عن أحمد صلاح إنّ "الشرطة حاصرت مجموعتنا، لكنها لم تهاجمنا"، مضيفا أنّ "تلك التحركات كانت المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم احتجاجات مطالبة باستقالة الرئيس المصري منذ عام 1977، وقد شعرتُ بحماس كبير في مواجهة النظام القمعي".
واستغل النظام المصري ظهور أولى الحركات الاحتجاجية في ذلك الوقت لمهاجمة السياسيين المصريين، دون الحاجة إلى أن يكون الشخص المستهدف ناشطا سياسيا في أحد الأحزاب.
وأضاف أحمد صلاح: "لقد وجدت أخيرا الطريقة للنضال ضد الظلم من أجل المُثل العليا، دون أن أخلف الوعد الذي كنت قد قطعته لوالدي بعدم الانضمام لأي حزب".
وبين عامي 2005 و2012 كان النشطاء السياسيون يواجهون العديد من التهديدات وعمليات الإعدام الملفقة من طرف النظام الدكتاتوري، كما تقول الصحيفة.
وكان أحمد صلاح خلال تلك الفترة من التاريخ المصري يعمل مدرسا للغة العربية، وهذا ما سمح له بأن يلعب دورا رئيسيا في تنظيم ثلاثة من الاحتجاجات المصرية، ثمّ أصبح واحدا من الأعضاء السبعة في اللجنة التنفيذية لحركة كفاية، وانتخب منسقا عاما لحركة شباب كفاية من أجل التغيير. وفي عام 2008، شارك في تأسيس حركة 6 أبريل مع أحمد ماهر.
وفي عام 2006، عقدت حركة "شباب من أجل التغيير" وشركائها من عدة كتل أخرى اعتصاما في قلب القاهرة، للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية، ورسموا على الجدران العديد من الشعارات التي عبّرت عن حالة اليأس بين الأوساط المصرية، من بينها عبارة "هذا قبر مبارك".
وفي الختام، قالت الصحيفة إنّ الشرطة المصرية نفذت حملة من الاعتقالات والمداهمات شملت عددا من الناشطين السياسيين والمعارضين للنظام المصري، ومن بينهم أحمد صلاح الذي قضى ستة أسابيع في السجن، والذي لم يكن رحيل مبارك نهاية مأساته بل بدايتها.
(نوفيل أوبسيرفاتو 2016-04-24)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews