المهلة مضيعة للوقت

ما يحدث هذه الأيام بخصوص استضافة العراق متمثلاً في مدينة البصرة لبطولة كأس الخليج العربي الثانية والعشرين المقرر لها مطلع 2014، سيناريو مكرر لما حدث قبل وأثناء وبعد «خليجي 20» التي استضافتها مدينة عدن اليمنية، وصاحبتها جملة من السلبيات التي أضرت بمكانة الدورة من الناحية الفنية والتنظيمية والجماهيرية أيضاً، وهو الأمر الذي لا يتماشى مع أهداف دورات كأس الخليج التي قامت في الأساس من أجل الارتقاء بالعمل الرياضي والشبابي في المنطقة، وما يحدث هذه الأيام على صعيد «خليجي 22» المقرر إقامتها في البصرة، ليس سوى تكرار لما حدث في عدن، وكأننا لم نستوعب درس خليجي 20.
رؤساء الاتحادات الخليجية ومن خلال اجتماعهم الأخير الذي عقد في المنامة البحرينية أمس الأول، أمهلوا الاتحاد العراقي شهرين ينتهيان في الثاني من أكتوبر المقبل لاستكمال الشروط الخاصة باستضافة البصرة للدورة المقبلة، وجاء القرار بعد مشاورات امتدت لأكثر من ثلاث ساعات، تمت خلالها مناقشة تقرير لجنة التفتيش التي دونت الكثير من القصور في الجوانب الخاصة بالبنى التحتية والتحديات الأمنية، ليقرر بعدها رؤساء الاتحادات منح البصرة المهلة الزمنية اللازمة، لمعالجة القصور والنواقص رغم قناعة رؤساء الاتحادات الخليجية عدم إمكانية الاتحاد العراقي لكرة القدم الالتزام بالمهلة المحددة، لأن المسألة ليست مرتبطة بجوانب تنظيمية فقط بل هناك جوانب أخرى متمثلة في التحديات الأمنية التي لا يمكن لأحد أن يقدم ضمانات حولها.
«خليجي 20» التي أقيمت في اليمن سحبت الكثير من رصيد الكأس الخليجية، وهذه حقيقة لا يمكن تجاوزها، بعد أن سجلت البطولة تراجعاً في جميع الجوانب، ولأن إقامتها من عدمها لم تكن معروفة إلى 48 ساعة من الافتتاح، فإن غالبية المنتخبات شاركت بالصف الثاني والرديف، ما انعكس بشكل كبير على الناحية الفنية للبطولة، ومن الناحية الجماهيرية فإن «خليجي 20» كانت هي الأقل متابعة وجماهيرية في تاريخ الدورات، وباستثناء الجماهير اليمنية التي ملأت المدرجات، لم يكن هناك تواجد ملموس للجماهير الخليجية التي لم تعرف كيف تصل لعدن، بسبب عدم وجود رحلات جوية من أغلب دول الخليج، وعدم إمكانية الوصول لها عن طريق البر، كما هو الحال بين جميع دول الخليج التي بالإمكان الوصول إليها بسهولة براً وجواً.
المهلة التي منحها رؤساء الاتحادات الخليجية للعراق لتقديم الضمانات المطلوبة غلفها الكثير من المجاملة، حيث إن القناعة بعدم إمكانية إقامة البطولة في العراق حاضرة لدى الجميع فما الجدوى من المهلة؟ ولماذا إضاعة الوقت طالما أن السعودية مستعدة وجاهزة لاستضافة «خليجي 22».
( المصدر: الرؤية الأماراتية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews