هل أطلقت إيران صاروخا عابرا للقارات وبماذا يرد العرب ؟
مرت تجربة إيران الصاروخية الأخيرة - إن وقعت - كسابقاتها ، رغم أنها جاءت خلال زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السعودية واجتماعه بزعماء المنطقة .
كانت الصواريخ الإيرانية دائما محط خلاف بين الغرب وطهران ، هذا في العلن ، أما خلف الكواليس ، فإن تجارب الصواريخ تعني - غربيا - ابتزاز دول المنطقة وبيعها منصات باتريوت وغيرها بمليارات الدولارات .
يوم الثلاثاء ، الثالث عشر من أكتوبر من العام الفائت ، قيل إن إيران أطلقت صاروخا باليستيا عابرا للقارات ، هكذا زُعم ، فماذا كانت ردة فعل الغرب ؟ .
كل ما في الأمر ، أن واشنطن وحليفاتها في مجلس الأمن اشتكت إلى الأمم المتحدة ، والشكوى الأمريكية تعني أن إدارة أوباما تفتح الباب مشرعا لإيران لتستمر بتجاربها والطرفان مستفيدان :
فمن جهة أمريكا ، فإن الإتفاق النووي مع الأيرانيين يجيب عن المصالح الأمريكية في استمرار إيران بإطلاق صواريخها ، ومن جهة إيران ، فإن الأمر يعتبر استراتيجيا وردا على تخلف سلاح الجو الإيراني المستعاض عنه بالصواريخ .
آخر التجارب الإيرانية لم تؤكدها واشنطن ، وسربتها رادارات روسية ، بينما تقول تقارير إن الصاروخ المزعوم الذي أطلق صنع في كوريا الشمالية .
ولكن يبرز سؤال : لماذا لا يمتلك العرب قدرة تصنيع الصواريخ الإستراتيجية ، هل يعود الأمر لقدرة فنية غائبة ، أم لاعتبارات سياسية تحظر مثل هذه الصناعة ؟ .
يقول خبراء : إن الأمر ليس هذا ولا ذاك ، فمن جهة القدرة الفنية ، فإن حركة مثل حماس تمكنت أن تجعل من أنابيب المياه وورش الخراطة مصانع أوقفت صواريخها الحركة في مطار بن غوريون ، رغم أن حماس هي المسؤولة عن تدمير غزة بيد إسرائيل بسبب سياساتها الخرقاء ، ومن أجل ذلك وغيره ، فإن دولا عربية ثرية بإمكانها أن تقارع إيران في الصناعات العسكرية " التقليدية " لكي لا يقال إننا ندعو إلى التحشيد للحروب الكبرى في المنطقة.
أما من جهة الإعتبارات السياسية التي تحول دون ذلك ، فإن المتغيرات الدولية والتوازنات العسكرية والإقتصادية في العالم تحتم على العرب أن يكونوا قادرين على اتخاذ القرار ، طالما أن الغرب نفسه ، يقول لهم : " قلعوا الشوك بأيديكم " وبمثل هذه الإعتبارات ، كانت عاصفة الحزم ، وتم منع الحوثيين وإيران من ابتلاع اليمن ،ويجب هنا أن يتخذ العرب من مواقف أوباما وتصريحاته لمجلة أتلانتيك حوافز إيجابية ، رغم أن التصريحات كانت ضدهم وبعكس رغائبهم .
إن إطلاق إيران لصاروخ عابر للقارات " إن حدث " ليس شيئا عظيما بالمرة ، فقبل ستة عشر عاما أطلق العراق صاروخا فضائيا : " العابد " وطور صواريخ يتعدى مداها 600 كيلو متر " الحسين " وكلها صناعات عراقية خالصة ، تم تدميرها برعونة القيادة العراقية آنذاك ، وبأيدي المفتشين الغربيين ، كما دمرت إسرائيل مفاعل تموز النووي العراقي نهاية الثمانينيات من القرن المنصرم .
لماذا يا ترى يغازل الغرب إيران ويعادي العرب ؟ ..
الجواب بسيط وسبق وقلناه ذات مقال ، وقالته "ضمنا " قمة الدول الإسلامية الأخيرة في تركيا ، وهو أن إيران , ومن معها لا يملكون مشروعا حضاريا قادرا على المنافسة لأنهم ليسوا سوى طائفة ، بينما العرب والمسلمون هم " الامة" .
هذا هو الفرق لمن أراد أن يفهم .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews