هدية للعيد.. اسرائيل تطرد 20 ابناء لعمال اجانب وعائلاتهم
“هذا عدد من العائلات لم تستوفِ المعايير التي حددها قرار الحكومة، والتي في معظمها تسلل واحدا من الابوين الى اسرائيل بخلاف شروط القرار. وبعد مداولات طويلة مع كل واحدة وواحدة من العائلات اتخذ القرار النهائي”. هكذا في 28 كلمة رسمية، كما جاء في رد سلطة السكان والهجرة، قررت وزارة الداخلية ان تطرد من اسرائيل 20 ابناء لعمال اجانب وعائلاتهم.
وقد اتخذ القرار بعد ست سنوات من قرار حكومي لمنح مكانة لمئات ابناء العمال الاجانب. ست سنوات في اثنائها “فحصت” وزارة الداخلية مكانتهم؛ ست سنوات اصبح الاولاد في اثنائها جزءا من المجتمع الاسرائيلي؛ ست سنوات في اثنائها تعلموا العبرية، جمعوا الاصدقاء، تربوا بين الاسرائيليين؛ ست سنوات في اثنائها كان يمكن ترتيب مكانتهم – حتى لو كان واحدا من الابوين دخل بغير وجه قانوني – والسماح لهم بالعيش بكرامة في اسرائيل.
ولكن آريه درعي، وزير الداخلية، قرر مواصلة سياسة القلب القاسي لاسلافه في المنصب. ويتبين أن حرصه على “المظلومين” المرة تلو الاخرى وهما: المساكين أكثر، اولئك الذين يوجدون في اسفل السلم الاجتماعي، الطبقي، الاجتماعي – الاقتصادي؛ اولئك الذين لا يطلبون بالاجمال الا ان يعيشوا ويرتزقوا بكرامة في اسرائيل – بالذات هؤلاء يصعب على درعي أن يراهم. ومعهم بالذات يتبين ان تلك الرحمة اليهودية – وأحب لجارك ما تحبه لنفسك” تتبدد وتصبح ادارة للظهر.
يدور الحديث عن عشرين طلبا أخيرا رفع في 2010 وبقي جميعها بلا جواب. عشرين طلبا أخيرا يمكن لدولة اسرائيل أن تقرها وتصبح للحظة قصيرة انسانية ورحيمة. ولكن درعي لم يجد في داخله القوة لاتخاذ القرار الذي يتناقض وروح العنصرية وكراهية الاجانب التي تهب منذ بضع سنوات من مكتب رئيس الوزراء، تجد لها شركاء طبيعيين في باقي الوزارات الحكومية – وتصبح اجواء عكرة تهب في مدن اسرائيل وشوارعها. وهكذا، في عشية الفصح بالذات، العيد الذي يرمز الى خروج شعب اسرائيل من العبودية الى الحرية، تختار اسرائيل ان تبعث من الحرية الى العبودية عشرين ولدا مع عائلاتهم.
(المصدر: هآرتس 2016-04-22)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews