كيف ستساعد قوات حفظ السلام في سوريا؟
تستدعي الأحداث المأساوية الأخيرة التي وقعت في بروكسل، فضلاً عن استمرار تدفق آلاف مهاجرين سوريين إلى أوروبا، برأي ميشيل أو هانلون، زميل ومدير الأبحاث في برنامج دراسات السياسة الخارجية في بروكينز، وسين زيغلر، عالم سياسي في مؤسسة راند، في تقرير، تطوير استراتيجية جديدة حيال الوضع في سوريا، لافتين إلى أن هزيمة تنظيم الدولة في سوريا تمثل نقطة هامة على طريق الصراع الأوسع ضد التنظيم، والذي ما زال يجتذب عدد كبيراً من المجندين، من منطلق حجة غامضة بأنه "يحقق نصراً"
ويقول الكاتبان إن الاعتماد على الأسد أو بوتين لن يجدي نفعاً، بالطبع. ومن الطبيعي أن نرحب جميعاً بالانتصار الذي حققه الجيش السوري في تدمر، ولكن ذلك الإنجاز سيلهب مشاعر عدد كبير من أبناء الطائفة السنية ضد النظام الذي ما زال يقصف مناطقهم بوحشية، ولن يقدم لهم الأمان المنشود.
استعداد ونقاط مضيئة
ويشير كاتبا التقرير إلى أنه عند وضع استراتيجية جادة بشأن سوريا، لا بد من الاعتراف بالحاجة لقوة حفظ سلام دولية، سيكون وجودها أمراً مطلوباً من أجل حماية أية صفقة سلام ستعقد في نهاية المطاف، وإن إظهار الاستعداد لنشر مثل تلك القوة، سيكون في الواقع عاملاً مساعداً على تحسين فرص السلام، مع جعل المجتمع الدولي وأطراف الصراع أكثر واقعية بشأن نوعية السلام المتوقع، ونوعية الخطوات التي سوف تتخذ، ومنها دعم عسكري غربي أكبر لقوات المعارضة المعتدلة، والتي سيكون هناك حاجة لها لتحقيق السلام.
ويلفت هانلون وزيغلر إلى أن فهم كيفية إنهاء الحروب الأهلية، والعوامل التي تؤدي لعودتها، تعد من النقاط المضيئة في علم السياسة، ولكن غالباً ما يتجاهله صناع القرار والعاملين في الشأن السياسي باعتباره غامضاً وليس مفيداً من الناحية العملية، لكن لا ينطبق الأمر على هذه الحالة، إذ أن الاستعانة بمزيج من الأساليب، كتحليلات إحصائية معقدة مستقاة من عدة حروب قديمة، ودراسات بنيت على أبحاث ميدانية، وتفاعلات مع صناع سياسات ممن كافحوا لسنوات طويلة في صراعات محددة، عوامل قدمت جميعها معرفة واسعة من أجل التعاطي مع الوضع الجاري في سوريا, ومن هؤلاء الباحثين نيكولاس سامبانيس من جامعة ييل، وميشيل دويل، وبيج فورتنا من جامعة كولومبيا، وباربارا وولتر من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وستيفين ستديدمان من ستانفورد وسواهم. ورغم اختلاف وجهات نظر هؤلاء إلا أنهم أجمعوا على بعض النقاط والرؤى.
تقليل مخاطر
* وجد الباحثون بأنه من الصعب وقف حروب شاركت فيها عدة أطراف من خلفيات طائفية وعرقية، وأسفرت عن أعداد كبيرة من القتلى، والحرب السورية تجمع بين كل تلك العوامل.
* يمكن أن تقود تحالفات تكتيكية، وغالباً ما تكون قصيرة الأمد، بين الأطراف المتحاربة، للمساهمة في إفشال جهود السلام، وتوفير فرصة لعودة القتال. وتشهد سوريا جميع أشكال تلك التحالفات.
* في كثير من الحالات تساعد قوات حفظ السلام على إنجاح اتفاق ينهي صراعاً ما. وقد دهش عدد من الباحثين، بمن فيهم بول كوليير من جامعة أوكسفورد، عندما وجدوا أدلة تؤكد بأن قوات حفظ السلام تساعد في تقليل مخاطر انزلاق دول نحو العنف بعد توقف صراعات شهدتها. وتصف بيج فورتانا، من جامعة كولومبيا، تلك الحالة بعبارة "لقوات حفظ السلام فائدة كبرى".
تلافي خطر
ويقول الكاتبان أن قوات حفظ السلام غالباً ما يتم إرسالها إلى مناطق شهدت أشرس الحروب، بمعنى أنها ترسل إلى حيث يكون خطر العودة إلى الحرب كبيراً.
ويرى الكاتبان أن عمليات حفظ السلام الدولية أو سواها، يحتاج تنفيذها لتوفير عدة أدوات، اقتصادية ومادية وقيادة سياسية قوية، وقدرة على الضغط على أطراف متمردة من أجل الانصياع لاتفاقيات سابقة، فضلاً عن قوة عسكرية لحماية أنفسهم، عند قيامهم بمهام مراقبة اتفاقيات وقف إطلاق نار، وسواها من بنود تتضمنها عادة صفقات صنع السلام.
(المصدر: ناشيونال إنتريست 2016-04-08)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews