Date : 23,11,2024, Time : 01:31:58 AM
11301 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 24 جمادي الآخر 1437هـ - 03 ابريل 2016م 12:34 ص

هل تمتلك داعش سلاحا نوويا كما يقول كاميرون ؟

هل تمتلك داعش سلاحا نوويا كما يقول كاميرون ؟
د. فطين البداد

ما كان لافتا في المؤتمر النووي الذي يعقد في نيويورك هو تركيز الغرب ، وبالذات بريطانيا على أن تنظيم داعش بإمكانه استخدام السلاح النووي ضد هذا الغرب الخائف والمرعوب .

وأغرب ما قيل في هذا المؤتمر الذي يعقد عقب مرور وقت غير بعيد من توقيع اتفاق نووي مع إيران " لم يضع آلية واضحة في الرقابة واعتبره الغرب انتصارا مظفرا " هو ما قاله رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ، من " أن مقاتلي داعش ينوون رش مدن غربية بمواد نووية بواسطة طائرات بدون طيار ، أي بما اصطلح عليه " القنبلة القذرة " ونتيجة ذلك ، فإن " المدينة التي ترش بمواد نووية ستحول إلى مدينة أشباح لعقود طويلة بعد أن تقتل داعش مئات الآلاف من سكانها كما جاء في بعض المداخلات .

وليس هذا فقط مجرد خوف وتخوف ، بل إن كاميرون أيضا اعتبر أن صورا التقطت لمقاتلي تنظيم الدولة وهم يتدربون على قيادة الطائرات من دون طيار ، هي دليل كاف على " أن وصول داعش إلى مواد نووية خطرة وارد جدا " .

بل إن بعض المؤتمرين أكد بان داعش حصل على 40 كيلو غراما من اليورانيوم المخصب من جامعة الموصل .

إلى هذه الدرجة وصل الأمر في تصوير تنظيم إرهابي بدأ بالإنحسار في سوريا والعراق ولا يملك سوى مدافع هاون وسيارات تيوتا ومقاتلين انتحاريين ، حتى أن مراقبين قالوا : إن أبو بكر البغدادي ، زعيم داعش ، كان هو بطل المؤتمر النووي المذكور .

أما من جهة إمكانية حصول داعش على السلاح النووي فإن هذا يذكرنا بكذبة بريطانية سابقة ، كان بطلها توني بلير ، رئيس وزراء بريطانيا السابق ، الذي تماهى مع جورج بوش الإبن ، حين أكد حصول صدام حسين على سلاح نووي ليسوغ الغزو الأمريكي - البريطاني للعراق ، وليتبين محققون وبرلمانيون بريطانيون لاحقا ، أن بلير يكذب ، وأنه قال ما قال بطلب من بوش لتدخل بريطانيا الحرب ، رغم عدم وجود تفويض من مجلس الأمن حينها ، وجرى بعد ذلك ما جرى من تسليم العراق للإيرانيين والميليشيات الشيعية ، وإقرار دستور يكرس المحاصصة الطائفية والحكم البرلماني الذي تتقاسمه الأحزاب الشيعية ذاتها التي تحالفت مع الأمريكان والإنجليز في الغزو وتقاسم المكاسب وتوزيع الغنائم بدعم ومشاركة إيرانية باتت الآن مفضوحة بألسنة قادة إيرانيين أكدوا أكثر من مرة بأنه لولا الدعم الإيراني لما غزت أمريكا العراق ولا أفغانستان .

وقبل العام 2003 ، وتحديدا في العام 1990 كانت هناك كذبة أكبر انكشفت تفاهتها لاحقا ، حيث كرست الإستخبارات البريطانية - شبكة بي بي سي الحكومية لإقناع العالم بأن العراق يمتلك أكبر مدفع في العالم ، فلم نعد نسمع في نشرات الإذاعة والتلفزة التابعة للشبكة سوى قصص خيالية عن بناء العراق " مدفع عملاق " Supergun بإمكانه الوصول إلى الجزر والمقاطعات البريطانية ، ولم تكتف الشبكة بذلك بل استدعت خبراءها العسكريين الذين جسموا المدفع المزعوم فتوزعت صوره عبر العالم لدرجة بات فيها هذا المدفع حديث الساعة .

وإذا كان تنظيم داعش الإرهابي هو الذي يتحمل مسؤولية تشويه صورة الإسلام في العالم ، ومسؤولية إذاعة مثل هذه الأخبار عن قدراته المزعومة ، فإن الغرب ، ممثلا ببريطانيا وبالولايات المتحدة وحلف الناتو ، باتوا يستغلون الإسلاموفوبيا استغلالا خطيرا لأغراض سياسية واضحة ، وليس إعادة الجيوش الغربية والقوات الخاصة إلى سوريا والعراق واستغلال المنطقة وتخويفها سوى صفحة واحدة من صفحات خبيثة تتربص بالأمة العربية والإسلامية الدوائر ، وبدعايات مضحكة ، من مثل أن داعش سيرش المدن بمواد نووية ، بينما ينتحر الواقعون تحت قبضته في نهر الفرات جوعا ، كما فعلت سيدة عراقية مع أبنائها الثلاثة في الفلوجة المحاصرة منذ سنتين والتي تتعرض لحرب إبادة دنيئة .

أما حصول داعش على يورانيوم مخصب في جامعة الموصل ، فلندع صحيفة يديعوت الإسرائيلية تتحدث عن هذه القضية لنتبين كذب هذا الزعم الذي يبرر تدمير الجامعة وقصفها بالطائرات وقتل عشرات الطلبة بدعوى محاربة الإرهاب وداعش ، حيث تقول الصحيفة في عددها الصادر بتاريخ 1 - 4 - 2016 ما نصه : " إن اليورانيوم الذي حصل عليه إرهابيو داعش في جامعة الموصل تخصيبه متدن جدا ، وأن نسبة التخصيب المتدنية هذه تقلل من خطورة هذه المادة المشعة ".

إن تنظيم داعش هو الذي فتح أفواه الغرب والشرق لالتهام المنطقة وإعادة رسم خرائطها ، وإن الغرب الذي استغل نووي صدام وكيماويه المزدوج ، عاد الآن يستغل جرائم هذا التنظيم الإرهابي ويوظفها لخدمة مخططاته ، وها نحن نسمع من بريطانيا نفسها صاحبة المدفع العملاق والقنبلة النووية الصدامية أن أبو بكر البغدادي قادر على تدمير العالم بواسطة طائرات مسيرة من دون طيار .

نفس السيناريو كما قلنا ، ولكن النتائج ستكون هذه المرة أعم وأخطر .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد