على الهاتف مع الدكتور فطين البداد حول موسوعة جينيس وقضايا أخرى

جي بي سي نيوز - : لمناسبة دخول البداد كابيتال موسوعة جينيس للارقام لقياسية عن أكبر مستودع في العالم بدون أعمدة ولا دعائم بمساحة 503,751 قدم مربع ، وبحجم يتسع لست ملاعب كرة قدم ولأهرامات الجيزة ، كان لنا هذا الإتصال الهاتفي مع الدكتور فطين البداد ، رئيس مجلس إدارة البداد القابضة ، حيث هنأته المدينة نيوز بهذا الإنجاز وأجرت معه هذا الحديث عبر الهاتف ، ونفرغه حرفيا لقرائنا :

* مساء الخير دكتور ..

- أهلا وسهلا .

* الف مبروك دخول دولة الإمارات الشقيقة من جديد موسوعة جينيس بعد حصولكم على رقم قياسي جديد في بناء القاعات والمستودعات .

- الله يخليك .

* كيف تم لمهندسيكم تجاوز الرقم القياسي في أكبر مستودع في العالم ، وما هي العوامل التي أدت إلى ذلك ؟ .

- في الحقيقة ، نحن من ضمن عدد محدود في العالم الذين يخرج المنتج بكل عناصره ومكوناته من مصانعنا ومعاملنا ، والمستودع المذكور تمت هندسته وتصميمه وتصنيعه وتركيبه في منشأتنا المتطورة البداد كابيتال ، في مجمع دبي للتكنولوجيا ، وقد بنينا هذا المستودع في العاصمة العزيزة أبو ظبي .

وبفضل التجربة الطويلة لنا حيث تأسست مجموعتنا على يد الراحل الوالد حسين البداد في العام 1971، ونتيجة لتراكم الخبرات وصلنا إلى هذا المستوى العالمي بفضل الله تعالى .

أما بالنسبة للعوامل التي أدت بنا إلى الوصول لهذا الإنجاز ، والقادم أكثر إبهارا إن شاء الله ، فيعود الفضل فيه بعد الله تعالى لدولة الإمارات الحبيبة بقيادتها الفذة التي قدمت لنا كافة التسهيلات والتشجيع والفرص والدعم ، حتى وصلنا لمستوى أن نكون أصحاب الريادة في صناعة المستودعات والقاعات المتنقلة في المنطقة .. وفي الحقيقة ، فإن الإبداع إماراتي ، والمنتج إماراتي ، والفضل للإمارات الغالية التي نعدها في مجموعة البداد بمزيد من الإنجاز والتميز ولولا هذا الدعم لما أنجزنا شيئا .

* هل كنتم تخططون للوصول إلى موسوعة جينيس ؟

- صدقني لم نخطط لذلك ولم نتقصده ، بل إن طموحنا وسعينا الى التميز هو حادينا للوصول مرة ومرات أخرى إلى تحقيق إنجازات عالمية جديدة .

* مبروك مرة أخرى ، ولكن هل يسمح لنا الدكتور فطين بالولوج إلى قضايا أخرى ؟ .

- حكيتوا الإتصال منشان الموسوعة ؟ .

* نعم ، ولكن الحديث معك مكسب .

- ألله يخليك ، تفضل .

* ما رأيك بقانون الإنتخاب الأخير في الأردن ؟.

- سألتني... طيب .. كتبت أكثر من مرة عن قانون الإنتخاب ، وأنا أراه قانونا جامعا يراعي مصالح كافة الأطراف في العملية السياسية ، وأقول السياسية ، لأن الإنتخاب في حقيقته عمل سياسي ، والسلطة التشريعية هي إحدى سلطات الدولة الثلاث ، وأنا استغرب غضب البعض من القانون ، هو قانون إصلاحي بامتياز ، وليس هناك قانون مجمع عليه في العالم كله ، ومن أجل ذلك وجب أن نحترم التعديل وما جاء فيه .

* ولماذا انتقدت النواب في مقالك الاخير بشأن قانون إقليم البتراء ؟ .

- هذا سؤال مهم لأن بعض الأصدقاء فهم خطأ مقصدي في مقالتي الأخيرة ، وفي الحقيقة ، أنا ضد أن نضع أي معيار على المستثمرين باستثناء معيار الأمن والسيادة ، أما دون ذلك ، فإن وضع عقبات أمام المستثمرين في بلد تصل مديونيته إلى 30 مليار دولار ، بدعوى الخوف من تسلل إسرائيليين بين المستثمرين ، فإن هذه العقلية ستضرب الإستثمار الذي هو أساس أي اقتصاد حديث في مقتل ، وكان يفترض أن توضع ضوابط صارمة لضمان عدم تسلل الإسرائيليين بلباس مستثمرين ، ولكن في نفس الوقت ، أن لا نمنع المستثمرين الاجانب من الأستثمار في المناطق الاثرية وغير الأثرية، ففي لنهاية ، ما هي المناطق الاثرية ، وما قيمتها إذا لم نحسن استثمارها تاريخيا وحضاريا ،وفي نفس الوقت اقتصاديا ، وهذا ما لم يفعله قانون سلطة اقليم البتراء الأخير ، ومن هنا جاء انتقادي للنواب الذين رفضوا استثمار الأجانب ، وكما قلت في مقالتي : هل إذا منعناهم من الأستثمار هناك ، سيتثمرون في الصحراء .. يجب أن نكون واقعيين .

* القانون سمح للاردنيين فقط في الإستثمار هناك ؟

- هذا خطأ .

* بصفتك رجل أعمال ومليارديرا ، اسمح لنا بقول ذلك ، ما هي نصائحك للمعنيين في الشأن الإقتصادي لكي يخرج اإقتصاد الأردن من كبوته ؟

- : نصيحتي تجدها مكتوبة عشرات المرات في مقالاتي المنشورة على موقعي وعبر موقعكم ، وأضيف :

لا يمكن لأي اقتصاد أن يقف على قدميه إلا إاذا وضعنا طاقما اقتصاديا ليبراليا متفهما لطبيعة المرحلة والتحولات التي يمر بها الإقتصاد العالمي ، وإن علينا أن ندرك أن عصرا الصناديق المغلقة قد ولى إلى غير رجعة ، كما وعلينا أن لا ننسى في غمرة انشغالنا بمحاربة الإرهاب الذي هو أولوية الأوليات في الوقت الراهن لدى أغلب دول العالم ، لا يجب أن ننسى أننا نحارب الإرهاب باقتصاد عصري غير بيروقراطي ، والإرهاب جريمة ، وهناك معادلة واضحة تقول : حيث يوجد فقر وحرمان هناك جريمة ، وحيث هناك فساد وفقر وجوع هناك جينات إرهاب ، فالإرهاب ينمو في المجتمعات الرخوة ، ولا ينتعش الإقتصاد إلا برجال يؤمنون بأوطانهم ومصالحها العليا ، وبالتغيير من أولئك الذين يتخذون من جلالة الملك عبد الله الثاني قدوة في التقدم إلى الأمام ، أما أن نظل ننظر إلى العجلة الإقتصادية المتوقفة ونكتفي بطليها بنوع دهان جديد كمخرج خداع ، فإن هذا لا يساعد العجلة على السير ، ولا العربة على الحركة ، وبغية الوصول إلى ما نصبو إليه جميعا من اقتصاد أردني قوي ، فإن الحرية الإقتصادية هي الأساس وإن المؤمنين بها هم رجالها ، وإلا فإن ألف قانون لتشجيع الإستثمار لن يقدم شيئا إذا كان القائمون على تشريع القانون هم أنفسهم الذين لا يريدون للاجانب أن يستثمروا في البتراء وفي غير البتراء ، وقس على ذلك عقليات تنظر للأردن كبقرة حلوب ، بينما إذا طلب منها الأردن موقفا فإنها تنسحب بدهاء ، وهو ما لا يرضاه أحد ولا يقبله .

*إذن أنت تعتقد بأن المحك هو الإنسان المثقف ؟.

- بالتاكيد ، الإنسان الذي يؤمن بالتغيير الأيجابي لخدمة بلده ومجتمعه بأيد نظيفة غير ملوثة بشبهات فساد ، وفي الاردن ، الحمد لله ، هناك مبدعون وهناك خلاقون ولكن للأسف ، غالبا ما يكون الرجل المناسب في مكان غير مناسب ، وهذه هي آفة الآفات .

* لنسأل عن أنفسنا الآن لمناسبة تمكننا من الظفر بحديث سريع معك . .. هل تقرأ المدينة نيوز وجي بي سي نيوز .. بصراحة ؟

- بصراحة ليس دائما ، ولكني أتابعهما بين الفينة والأخرى ، وبشكل اسبوعي .

* يعني عندما تقرأ مقالتك ؟.

- "يضحك " ليس تماما ، فأنت تعرف الاشغال والأعمال وضيق الوقت والأسفار التي لا تتوقف .

* آخر مقال قرأته ؟

- مقالتي " يضحك بعمق " يتابع : بالعكس : اتابع كافة الكتاب المهمين هنا عندنا في الإمارات والوطن العربي والعالم .

* من الصحف الأجنبية ؟

- : الجارديان وبعض شقيقاتها في الضفة الأخرى من الأطلسي .

* ما الذي يغضب فطين البداد ؟

- الكذب والتسيب وعدم تحمل المسؤولية .

* اين تقضي أمسياتك ؟ .

- في البيت أو عند أحد الأصدقاء ، إجمالا في البيت .

* متى تصحو في الصباح ؟.

- في الخامسة في الأغلب .

* هل تحب المال ؟

- زودتوها شوي " يضحك " .

* نمازحك فعلا ، ولكن فرصة أن تحدث عن المال مع صاحب مال ، جعلنا الله من أصحاب الأموال ، آمين .

- " يضحك بعمق " آمين ، فعلا إنكو مشاغبين يا مدينة ، تحياتي للجميع .