Date : 23,11,2024, Time : 01:06:24 AM
10470 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الجمعة 22 جمادي الآخر 1437هـ - 01 ابريل 2016م 01:39 ص

الإرادة السياسية العربية الغائبة

الإرادة السياسية العربية الغائبة
د. رغيد الصلح

لم يأت الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بجديد في خطابه الأخير أمام مجلس الجامعة عندما أعلن أن «غياب الإرادة السياسية هو المعوق الأساسي أمام الجامعة العربية لتقوم بدورها». بل نستطيع أن نقول بثقة إنه لم ينعقد لقاء جاد خلال القرن الحالي لبحث أوضاع الجامعة إلا وانتهى بتحميل «الإرادة السياسية الغائبة» مسؤولية تدهور هذه الأوضاع.

لذلك كان من الأفضل ألا يكتفي الدكتور العربي بالربط بين غياب الإرادة السياسية وبين شلل الجامعة بل أن يصارح الرأي العام العربي بالأسباب التي أدت إلى غياب الإرادة السياسية المطلوبة لنهوض «بيت العرب» كذلك كان من المستحب لو أنه خطى خطوات أوسع على طريق تقديم مقترحات لإصلاح الوضع الناشز.

المطلوب هنا ليس إصلاح وضع الجامعة نفسها. أي أن المطلوب هنا هو ليس تقديم صورة للجامعة كما نريدها أن تكون. فعلى هذا الصعيد قدمت مقترحات عديدة. من هذه المقترحات ما تقدمت به جهات رسمية، ومنها ما قدمتها هيئات مستقلة وغير رسمية. ومن هذه المقترحات ما توخى الشمول، ومنها ما ركز على قطاعات معينة. ومن هذه المقترحات ما انطلق من منظور «واقعي» يتصور الجامعة، في أحسن الحالات، رابطة ثقافية على غرار الكومنولث، ومنها ما انطلق من منظور فدرالي يتصور الجامعة «زولفرين» في طريق التحول إلى كيان سياسي واحد.

في سياق تقديم المقترحات والإجابة عن سؤال أي جامعة نريد؟ قام الدكتور العربي بالواجب منذ بداية عهده بالأمانة العامة. شكل «لجنة عليا رفيعة المستوى لإصلاح وتطوير الجامعة العربية». ولما اتفقت على مقترحات الإصلاح وبعد أن قدمتها إلى الأمين العام، رفعت إلى أرباب القرار لكي يتخذوا القرار النهائي بصدد مقترحاتها فماذا كان مصيرها؟ يستنتج المرء من خطاب الأمين العام الأخير أن مشروع إصلاح الجامعة هو ليس من أولويات الحكومات العربية.

يشمل هذا المشروع مقترحات تعديل ميثاق الجامعة العربية والنظام الأساسي لمجلس السلم والأمن العربي ومحكمة العدل العربية والمشاركة الشعبية في العملية السياسية على مستوى الإقليم العربي وبناء آليات تطوير العمل العربي المشترك.

وليس لدينا أدنى شك في أن تأجيل البت في هذه الأولويات قد يستمر إلى أمد غير محدد. فضلاً عن ذلك فإنه ليس هناك أية ضمانة في الموافقة على هذه المشاريع أو على البعض منها على الأقل. علاوة على كل ما سبق، فكيف لنا أن نتأكد من أن الإصلاحات المقترحة هي فعلاً في محلها؟ وإذا كانت كذلك فهل سعت الأمانة العامة إلى خلق مناخ مؤات على الصعيدين الرسمي والشعبي لتبني هذه المقترحات؟

للإجابة عن هذه الأسئلة علينا أن نأخذ أمرين بعين الاعتبار:

الأول، هو التدقيق في مقولة غياب الإرادة السياسية المؤاتية لعمل الجامعة. هذا الغياب يعرقل عمل الجامعة، كما أشار الدكتور العربي. ولكنه كان حرياً به أن يستكمل الصورة وأن يضيف إليها أنه في مقابل نقص هذه الإرادة، هناك إرادة سياسية حاضرة داخل الجامعة تتمثل في أولئك الذين يتطلعون إلى قيام شراكات إقليمية شرق أوسطية جديدة لا عربية، وأنهم كثيراً ما يستخدمون وجودهم داخل الجامعة من أجل تعطيل المبادرات الرامية إلى تعميق النظام الإقليمي العربي.

إن جذور هذه النزعة ترجع إلى المرحلة التكوينية للجامعة العربية. ففي تلك المرحلة تم الاتفاق على شروط الانتساب إلى هذه المنظمة، ولقد تلخصت بشرطين رئيسيين: الأول، هو أن تكون الدولة الراغبة في الانضمام إلى الجامعة عربية، والثاني، هو أن تكون مستقلة. ولكن كيف تستوفي الدولة إياها شروط الانضمام إلى المنظمة الإقليمية؟ بمعنى آخر، كيف تكون الدولة عربية؟ كيف تكون مستقلة؟

إن الجامعة العربية لا تملك اجابات دقيقة عن هذا السؤال تشبه تلك التي يقدمها، على سبيل المثال، الاتحاد الأوروبي. لقد كان الوصول إلى عضوية الاتحاد الأوروبي مشروطاً بتطبيق الدولة المعنية ما دعي ب «معايير كوبنهاغن». والتطبيق هنا لم يشمل عناوين وترتيبات فضفاضة يسهل التحايل فيها، بل كان ينص على خطوات محددة وإجراءات صارمة بغية الأوربة «الفعلية» للدول المرشحة للعضوية.

ولكن المطلوب هنا هو ليست مجرد مقترحات لإصلاح الجامعة يقدمها الأمين العام إلى مجلسها. المطلوب هو مقترحات يقدمها الأمين العام السابق، المستقل، الملتزم بالقضايا المصرية والعربية، المجرب وذو المعرفة الواسعة، إلى الرأي العام العربي حول علة غياب الإرادة السياسية التعاضدية بين الدول العربية وعن الطريق إلى إصلاح هذا الحال.

إن التدقيق في هذه العلة سوف يقودنا على الأرجح إلى معطى أشد إضراراً بالجامعة وتعطيلاً لنشاطها ولدورها من غياب الإرادة السياسية التكاملية. البحث الدؤوب سوف يقودنا إلى أن مشكلة الجامعة هي ليست في غياب التعاطف مع فكرة التكامل الإقليمي، بل هي أبعد من ذلك، إنها هيمنة النزعة المناهضة لفكرة التكامل على جامعة الدول العربية. وهذه النزعة لا تتجلى في إهمال الدول الأعضاء قرارات الجامعة وعدم تنفيذها.

إن هذا الإهمال قد يكون من باب السهو أو القصور العادي. ولكن إهمال تنفيذ القرارات يعود في كثير من الأحوال إلى موقف متعمد يرمي إلى تعطيل مشاريع التكامل الإقليمي من داخل الجامعة وليس من خارجها، وإلى إحباط كافة مشاريع الإصلاح التي عرضت على الجامعة ومنها إصلاح لجنة الإبراهيمي التي شكلها الأمين العام السابق.

(المصدر: الخليج 2016-04-01)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد