ماهو اضطراب الكلام وقصور التواصل عند الأطفال؟
جي بي سي نيوز - يعاني بعض الأطفال من اضطرابات في الكلام والفهم تؤدي إلى قصور في عملية تواصلهم. وهو الأمر الذي يشكل حاجزاَ كبيراً قد يعوق مسيرتهم التعلمية بل وفي بعض الأحيان، تشكل هذه الظاهرة عائقاَ يرخي بظلاله السلبية على الحياة المستقبلية للطفل بشكل عام.
فما هي أنواع هذه الاضطرابات؟ وما هي أضرارها؟ وكيف يمكن التخفيف من آثارها؟ هذا ما سنجيبك عنه في هذا المقال.
أنواع اضطرابات الكلام:
يقول الأخصائيون بأنه ليس هناك أنواع مضبوطة من الاضطرابات التي تصيب كلام الأطفال بالشكل الذي يجعلهم قادرين على إحصائها والتمييز بينها، بل إن كل حالة اضطراب لها خصائص منفردة وتستوجب دراسة خاصة.
إلا أن هناك ثلاث أنواع رئيسة، تنضوي تحتها باقي الحالات، وهي كالتالي:
الخلل في التعبير: وهي الحالات الأكثر شيوعاً، إذ يجد الطفل صعوبة في التعبير الشفهي عن ما يريد قوله وإيصاله إلى الآخر.
الخلل في الفهم: ويعتبر هذا الصنف أقل انتشاراً من الأول، ويعاني الطفل في هذه الحالة من صعوبة في فهم ما يقوله الآخر واستيعاب رسالته.
الخلل في الفهم والتعبير معاً: وهو ما يعني عدم القدرة على الفهم والتعبير معاً، أو قصوراً فيهما معاً، وهو ما يجعل التواصل معه أمراً صعبا جداً.
كيف يمكن الكشف والتعرف على هذه الاضطرابات؟
إن الطفل الذي يعاني من القصور في التواصل يجد صعوبة بالغة في فك رسالة مخاطبيه وكذا إرسال رسالة تعكس بدقة ما يريد قوله والتعبير عنه. إلا أن هذا لا يعني أنه يقف مكتوف الأيدي أخرس اللسان، فهو يحاول أن يجعل تواصله مع الآخر ممكناَ بكل ما أوتي من قوة.
وهناك مجموعة من العلامات التي تكشف عن معاناة الطفل بالخلل في الكلام، تختلف حدتها بحسب حالة كل طفل، ويمكن إجمالها كالتالي:
- قلة الكلمات المستعملة.
- صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة والمعبرة.
- اختلاط الأصوات وتداخلها أثناء النطق بالكلمات.
- كثرة استعمال كلمات كسر الصمت.
- عدم استعمال كلمات الربط بين الجمل.
- عسرة التعبير عن فكرة ما شفويا.
- كثرة التردد أثناء الكلام، استعمال مكثف للغة الجسد لإيصال المعنى.
وهناك بعض العلامات التي تستدعي تدخلا عاجلا، من أجل علاج خلل الفهم بالخصوص عند الطفل، وهي كالتالي:
- فهم محدود لبعض الكلمات، أو عدم القدرة على فهم بعض الكلمات.
- عدم القدرة على استيعاب المعاني المجردة.
- عدم القدرة على التفريق بين الكلمات ذات المعاني المتقاربة.
- قصور كبير في فهم الجمل المركبة والمعقدة نسبياً.
كيف يمكن تشخيص هذه الظاهرة؟
بصفة عامة، تبدأ ظاهر الخلل في الكلام عند الطفل منذ سنته الثالثة، أي منذ بداية مرحلة التعلم وتلقين الكلمات الأولى. إلا أن الكشف عنها والتشخيص الكفيل بتأكيد وجودها لا يمكن إجراؤه إلا عند بلوغ الطفل ربيعه الخامس، وهو السن الذي يفترض أن يستطيع عنده التخلص من الاضطرابات التي تصيب الكلام والفهم.
ويمكن تشخيص هذا الاضطراب بعد التأكد من عدم كون الخلل الملاحظ نتيجة وعرضاً لمرض آخر، كما أنه يأتي بعد عدم نجاح ترويض يخضع له الطفل لتحسين تواصله.
وتكمن صعوبة هذا التشخيص في كونه يستلزم فريقاَ من المختصين، إذ أنه يتطلب وجود طبيباً أخصائياَ في أمراض الأطفال، وأخصائياً في النطق، ومختصاً في الطب العصبي النفسي، وأيضاً كل اختصاص يمكنه استنباط الأعراض التي يعاني منها الطفل.
ويقوم كل مختص بدراسة الأعراض التي يعاني منها الطفل بحسب تخصصه، حتى يتم في الأخير وضع النتائج في جدول يجمع كل الخلاصات وهو ما يمكن من تحديد برنامج ترويض وعلاج مناسب للطفل.
كيف يمكن علاج هذا الخلل؟
إن خلل الكلام والفهم الذي يعاني منه بعض الأطفال، يمكن علاجه إن تم تشخيصه من طرف المختصين ووضع برنامج الترويض المناسب، وذلك مهما كانت حدة الاضطراب.
ويقوم العلاج على تحديد مواطن الخلل عند الطفل بدقة، لإنجاز برنامج مناسب لترويض النطق، مكون من حصص مكثفة تعينه على اكتساب مهارات لتعويض قصور الفهم والتعبير الذي يعاني منه.
وإلى جانب حصص ترويض النطق، يحتاج الطفل من حين لآخر لحصة مع اختصاصي آخر لملء ودفع الأعراض الأخرى التي يعاني منها.
ولكي يستمر الطفل في التردد على مدرسة عادية، ينبغي أن تتكاثف جهود المعالجين والأطباء والآباء لكي يكون الطفل في مستوى قريب من مستوى أقرانه. وفي بعض الحالات الصعبة والعسيرة، يتطلب الأمر تسجيل الطفل في مدرسة خاصة ليتدارك الخلل الذي يعاني منه ويستمر في التعلم.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews