متى يحين وقت إيقاف الجزار الأسد في سوريا؟
نشر تقرير على أثر استعادة قوات النظام السوري لمدينة تدمر، ذكّر فيه بأن بشار الأسد كان منذ عام تقريبا على وشك الانهيار؛ لولا تدخل القوات الروسية والمليشيات الشيعية، واعتبر أنه يبقى غير مؤهل لحكم سوريا لأنه المتسبب بالدمار والمجازر التي شهدتها البلاد.
وقال التقرير، إن الأسد كان في وقت سابق جاثيا على ركبتيه، لولا تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعطائه جرعة من الحياة، حيث مكن تدخل روسيا؛ الأسد من استعادة توازنه، بعدما منحت القوات الروسية قوات النظام السوري جرعة من الأكسجين، ومكنتها من تحقيق بعض المكاسب التي تكتسي أبعادا رمزية أكثر منها استراتيجية، على غرار تمكنها من إخراج تنظيم الدولة بشكل كامل من مدينة تدمر الأثرية.
وتساءل التقرير حول ما إذا كان الوقت قد حان لإيقاف بشار الأسد، خاصة أنه خلال خمس سنوات من الحرب كان المسؤول الأول عن معظم الدمار الذي لحق بسوريا، وعن هجمات البراميل المتفجرة التي تعرض لها المدنيون، والغارات الجوية العشوائية التي استهدفت المناطق السكنية والمستشفيات، وهو ما أدى لوقوع أكثر من 250 ألف قتيل، بالإضافة إلى جريمة استخدام الغازات السامة ضد المدنيين.
وانتقد التقرير كل من يعتبر أن الأسد يمكن أن يكون جزءا من الحل، وأشار إلى أن "الديكتاتور السوري" لا يسيطر على أكثر من ثلث البلاد، بالرغم من دعم روسيا وإيران والمليشيات الشيعية.
واعتبر أن كل ما فعله بشار الأسد خلال السنوات الخمس الماضية هو شن حرب بلا هوادة ضد شعبه؛ لأنه غير قادر على استعادة مناطق هامة في البلاد، فمدينة الرقة الواقعة في شمال سوريا لا تزال منذ ثلاث سنوات تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، الذي أعلنها عاصمة له، وهي تضم 200 ألف نسمة يعيشون حاليا تحت رعب هذا التنظيم.
أما حلب التي كانت سابقا العاصمة الاقتصادية لسوريا، فهي تشهد منذ منتصف سنة 2012 مواجهات بين عدة أطراف، وحتى الغارات الجوية الروسية المكثفة لم تمكن قوات الأسد من تحقيق إنجازات واضحة أو السيطرة على كامل المدينة، التي لا تزال فصائل المعارضة تسيطر على أغلب أجزائها.
ومنطقة السخنة الواقعة في محافظة حمص، لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة منذ سنة، بالرغم من أنها تكتسي أهمية بالغة، حيث إنها تقع في موقع استراتيجي على الطريق بين دير الزور وتدمر.
ونقل عن الباحث في جامعة "كينغز كوليج" في لندن، بيتر نيومان، ، قوله: "إن أغلب المتابعين للشأن السوري مقتنعون بأنه لا مستقبل لهذا البلد في ظل حكم بشار الأسد، حيث إن رأس النظام السوري لم يكن باستطاعته كسب الحرب الدائرة، ولذلك فإنه من الأفضل إرسال قوات برية من تركيا والمملكة السعودية لحسم المعارك".
ورأى التقرير أن تمسك الأسد بالسلطة يشكل عقبة كبيرة أمام التوصل لاتفاق بين الفرقاء السوريين، حيث إن المفاوضات السورية تعطلت في منتصف شهر آذار/ مارس الماضي، بسبب الاختلاف حول مصير بشار الأسد.
وتعتبر فصائل المعارضة أن هذا الديكتاتور الذي استعمل الغازات السامة ضد شعبه وتسبب بتهجير ملايين الناس، لا يمكن التفاوض معه، ولذلك هم يقولون بكل وضوح إنه لا مستقبل لسوريا مع بشار الأسد. أما ممثلو النظام فإنهم يتمسكون ببقائه في السلطة بأي ثمن، وقد جاءت استعادة مدينة تدمر في الأيام الأخيرة لتمثل ورقة جديدة يستعملونها للتباهي بقوة النظام.
وفي الختام، قال التقرير إن الشيء الأكيد في الوقت الحاضر؛ هو أن دولة سوريا التي كانت موجودة قبل الحرب لن تعود إلى سالف عهدها أبدا، حيث يشير أغلب الخبراء إلى أن نهاية الحرب ستشهد انقسام البلاد إلى أجزاء.
ونقل في هذا السياق عن بيتر نيومان قوله: "إن سوريا سوف تنقسم في المستقبل القريب إلى عدة مناطق ذات حكم ذاتي، تجمع بينها دولة مركزية تكون ضعيفة وتلعب دورا هامشيا، على غرار ما حدث في البوسنة".
(المصدر: صحيفة بيلد الألمانية 2016-03-29)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews