20 سنة من الجهاد الإسلامي في أوروبا
أدى اعتقال رضا كريكيت الخميس في بولونيه- بيلانكور بفرنسا وكشف صلاته بالعقل المدبر لهجمات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عبد الحميد أباعود إلى تركيز الضوء على شبكة فرنسية-بلجيكية قديمة تقف وراء هجمات باريس وسان دوني وهجمات بروكسل الأخيرة.
وتم تعقّب خيوط تلك الشبكة، ليكتشف أن بعضاً من أفرادها مرتبطون بقدامى الجهاد الإسلامي الذين اضطلعوا بأدوار في تعبئة مقاتلين وتجنيدهم وإرسالهم الى القتال في الجزائر وأفغانستان، وصولاً أخيراً إلى العراق وسوريا.
ويوضح تقرير أن رضا كريكيت ينتمي الى شبكة خالد زركاني، مثله مثل عبد الحميد أباعود وشكيب عكروه، الارهابيَين المتورطين في هجمات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، ونجم العشراوي ،أحد انتحاريي هجمات بروكسيل. وعلى غرار عشرات الشباب البلجيكيين والفرنسيين من ذوي الأصول المغربية، جنده زركاني الذي حاكمته محكمة الاستئناف في بروكسل قبل شهر على أن يصدر الحكم في حقه في 14 أبريل (نيسان) المقبل.
إعتقال كريكيت
في الجلسات الأولى، حكمت المحكمة الجنائية في بروكسل على زركاني في 29 يوليو (تموز) الماضي بالسجن 12 سنة لتأسيسة في بلجيكا فرعاً مهماً لتجنيد المقاتلين الى سوريا بين 2012 و2014. وأسفر تفكيك الشبكة عن إصدار 55 مذكرة بحث و74 توقيفاً وإدانة 30 شخصاً، 13 منهم مثلوا أمام المحكمة فيما حوكم الاخرون غيابياً. وكان هذا حال المتهمين الرئيسيين في هجمات باريس وبروكسل ورضا كريكيت.
واعتقل كريكيت مساء الخميس، علماً أنه محكوم غيابياً بالسجن 10 أعوام وبدفع غرامة قيمتها خمسة آلاف يورو لكونه جزءاً من الشبكة التي قادها خالد زركاني والتي مهّدت لسفر الجهاديين إلى سوريا.
ويلفت التقرير إلى أن طريقة عمل زركاني هي نفسها دائماً وتقوم على تجنيد المنحرفين الصغار الذين تساهم سرقاتهم في تمويل سفر الجهاديين بعد تزويدهم الضرورات اللوجيستية.
وهذه الخلية، بحسب التقرير أيضاً، ليست إلا واحدة من خلايا أخرى يديرها زركاني. ولكن غالبية الإرهابيين البلجيكيين يأتون من مولنبيك. وبالنسبة إلى هؤلاء، تشكل فرنسا وبلجيكا منطقة واحدة.
فريد ملوك
وتبين أن خالد زركاني ليس إلا أحد معارف فريد ملوك، الإسلامي الجزائري الذي يتمتع بشبكة اتصالات مع المجندين المحتملين، هي الأقدم والأوسع في العالم الجهادي. ومنذ أربع سنوات ينشط هذا الرجل الأربعيني من سوريا، علماً أنه كان اعتقل في بروكسل في الخامس من مايو (أيار) 1988 بعدما قاوم وحدة خاصة من الدرك البلجيكي وتحصن في أحد المنازل طوال 13 ساعة.
وكانت محكمة في باريس أصدرت في 18 فبراير (شباط) من تلك السنة حكماً عليه بالسجن لمشاركته في شبكة يشتبه في أنها سهلت عمل "الجماعة الإسلامية المسلحة" الجزائرية قرب مدينة ليون وسط شرقي فرنسا لتنفيذ سلسلة من الاعتداءات الدامية شهدتها البلاد خلال 1995 .
جمال بغال
ولدى خروجه من السجن عام 1998 التحق بجمال بغال، القوة الضاربة الأخرى في الخلية الفرنسية-البلجيكية والأب الروحي للأخوين كواشي اللذين نفذا الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية.
ووجدت صور له معهما كما مع عبدالحميد أباعود، تلميذ خالد زركاني الذي تنقل أيضاً في صفوف الخلايا الباكستانية والأفغانية. وبين معارفه أيضاً أبو أياد، أحد قادة لندنستان في تسعينات القرن الماضي ومجنِّد قاتلي القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود الذي قتل بيل هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.
أميرة الجهاد على الإنترنت
وليست أرملة أحد القاتلَين إلا مليكة العروض، المغربية الأصل التي تحمل لقب "أميرة الجهاد على الإنترنت" لكونها أنشأت أحد أقدم المواقع الجهادية على الشبكة العنكوتية "منبر أس أو أس". وقد حكم عليها عام 2010 في بروكسل بالسجن 8 سنوات، في قضية ما يعرف "الخلية الأفغانية" التي كنت تجنذ مقاتلين لإرسالهم إلى أفغانستان.
معز الغرسلاوي
أما زوجها الثاني فهو التونسي معز الغرسلاوي، مرشد محمد مراح الذي نفذ هجمات تولوز ومونتبان التي راح ضحيتها ستة أشخاص، وقتلته الشرطة الفرنسية بعد حصار لشقته استمر 15 ساعة في مارس (آذار) 2015.
الواضح أن العقول المدبرة للإرهاب في أوروبا راكمت خبرات في التنظيم السري على مدى عشرين سنة. وتظهر الأحكام المخففة في حق مجنديهم تجاهلاً كبيراً لتشعب الخلايا التي ينتمون اليها وخطورتها داخل أوروبا وخارجها.
(المصدر: لوفيغارو 2016-03-26)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews